السفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي
السفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي

ما هي حظوظ نيكي هايلي للتغلب على ترامب في السباق الجمهوري؟

تعتبر السفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، أول مرشحة بارزة ستنافس الرئيس السابق دونالد ترامب للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية للعام 2024.

ويبدو أن تنافسا محتدما سيكون بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وهايلي التي تبلغ من العمر 51 عاما، وتملك مجموعة من الميزات التي تجعل منها عقبة صريحة أمام طريق ترامب لنيله ترشيح حزبه لخوض معركة رد الثأر أمام الرئيس الديمقراطي جو بايدن.

في العام 2016 عندما دعمت ترامب في ترشحه للمنصب الرئاسي، أصبحت اختياره لتكون سفيرة لبلادها في الأمم المتحدة، منصب سمح لهايلي بتطوير أوراق اعتمادها في السياسة الخارجية.

وفي الوقت الذي بدأت فيه هايلي حملتها من وسط تشارلستون في ولاية كارولينا الجنوبية في فبراير الماضي، برز سؤال حول قدرتها على نيل ترشيح الحزب الجمهوري على حساب دونالد ترامب.

وخلال مؤتمر سنوي للحزب الجمهوري الجمعة، صعدت هايلي هجماتها على دونالد ترامب من دون أن تسميه، ودعت المحافظين إلى الوثوق بـ "جيل جديد".

وقالت: "إذا سئمتم من الخسارة، امنحوا ثقتكم لجيل جديد".

لم تخسر من قبل

لم يسبق لنيكي هايلي أن خسرت سباقا انتخابيا من قبل، حيث يقول ديف ويلسون، رئيس مجلس عائلة بالميتو، وهي جماعة مسيحية إنجيلية مقرها كارولينا الجنوبية، "يقللون من شأنها على مسؤوليتهم، لقد شاهدتها أثناء حملتها الانتخابية قبل 19 عاما".

وسرد ويلسون مهارات هايلي وأبرزها ما تعلمته من طبيعة العمل الذي كانت تمارسه وهو البيع بالتجزئة، مشيرا إلى أن ذلك أكسبها مهارات تستطيع عن طريقها محاورة الناخبين وجذب انتباههم وإقناعهم.

أخبار ذات صلة
نيكي هايلي تعلن ترشحها للانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024

وأضاف: "ستكون سياسات البيع بالتجزئة مفيدة في أماكن مثل آيوا ونيو هامبشاير، وهما الولايتان اللتان تتمتعان بأصوات قبل ولاية كارولينا الجنوبية في حسم الترشيح الجمهوري".

سيرة حافلة

من نقاط القوة الأخرى لدى هايلي سيرتها الذاتية، التي تعد في هذه المرحلة من حياتها المهنية "متقنة" إلى حد ما.

اكتسبت شهرة وطنية في عام 2015 عندما ضغطت بنجاح لإزالة علم الكونفدرالية من مبنى الكابيتول في كولومبيا بعد إطلاق نار جماعي بدوافع عنصرية على كنيسة سوداء.

وأكد ويلسون على الشخصية القوية التي تتمتع بها هايلي، مشيرا إلى أنها من جذبت الأعمال التجارية إلى ولاية كارولينا الجنوبية.

في الوقت الذي يبحث فيه الجمهوريون عن شيء مختلف، تمثل هايلي نوعا مختلفا من السياسيين الجمهوريين.

وفي العام 2016 عندما دعمت ترامب في ترشحه للمنصب الرئاسي، أصبحت اختياره لتكون سفيرة لبلادها في الأمم المتحدة، منصب سمح لهايلي بتطوير أوراق اعتمادها في السياسة الخارجية.

وأثناء وجودها في الأمم المتحدة، عززت موقف إدارة ترامب المؤيد لإسرائيل وكانت منتقدة صريحة لإيران.

الشباب

تبلغ نيكي هايلي من العمر 51 عامًا، وهي أصغر بكثير من ترامب وخصمها الديمقراطي المحتمل جو بايدن.

في عام 2010، كانت أصغر حاكمة في البلاد وكذلك أول امرأة وأول شخص ملون يقود ولاية كارولينا الجنوبية.

في الماضي، استشهدت هايلي بحملة هيلاري كلينتون الرئاسية عام 2008 باعتبارها مصدر إلهام لها للانخراط في السياسة.

أخبار ذات صلة
نيكي هايلي أول منافسة لترامب على ترشيح الجمهوريين للانتخابات الرئاسية

وبحسب تقرير لـ"بي بي سي"، ففي الوقت الذي يبحث فيه الجمهوريون عن شيء مختلف، تمثل هايلي نوعا مختلفا من السياسيين الجمهوريين.

تقول سوزي فاهالا، وهي إحدى أنصار هايلي، إنها دعمت ترامب في الحملات السابقة، لكن الحزب بحاجة إلى التحرك في اتجاه مختلف في عام 2024، موجهة كلامها لترامب: "يحتاج فقط إلى الصمت.. لا يستطيع أن يغلق فمه".

استطلاع

أظهر استطلاع في شهر فبراير أجراه مجلس سياسة كارولينا الجنوبية، وهو مؤسسة بحثية محافظة، أن نصف المستطلعين الذين لديهم وجهة نظر "إيجابية للغاية" عن دونالد ترامب لا يريدون منه الترشح ولا يعتقدون أنه قادر على الفوز.

وقال دالاس وودهاوس، المدير التنفيذي للمجلس: "لقد سئموا من الفوضى، أو أنهم لا يعتقدون أن الآخرين سيصوتون له". "لذلك أعتقد أن هناك فرصة في ساوث كارولينا وأماكن أخرى للحاكمة هايلي".

علاقة معقدة

تربط بين نيكي هايلي ومنافسها المرتقب دونالد ترامب، علاقة معقدة، فهي كانت من المسؤولين القلائل الذين لقوا توديعا حارا من الرئيس الجمهوري بعد تركهم المنصب، إلا أنها انتقدته بشكل حازم بعد تشكيكه بنزاهة الانتخابات في 2020 وبعد هجوم أنصاره على مبنى الكابيتول.

بعد ذلك الانتقاد، أكدت أنها لن تعارض فكرة أن يترشح للرئاسة مرة ثانية لمنافسة جو بايدن وأنها ستكون من الداعمين له، إلا أنها اليوم باتت منافسة شرسة له بدلا من دعمه.

مثل الكثيرين منا، كانت تمقت الرئيس بشكل خاص... ولكن بعد ذلك علنًا كانت تدعمه بشكل كبير، وكان من الواضح جدًا السبب... كان لنيكي هايلي طموحاتها السياسية الخاصة.
مايلز تايلور

قال مايلز تايلور، المؤسس المشارك لحزب إلى الأمام والعضو في مجلس الأمن القومي، إنه عندما كانت هايلي في البيت الأبيض في عهد ترامب، "لطالما واجهت نيكي هايلي مشكلة كبيرة مع دونالد ترامب".

أخبار ذات صلة
نيكي هيلي: فوز بايدن برئاسة أمريكا بشرى سارة لإيران والصين

"مثل الكثيرين منا، كانت تمقت الرئيس بشكل خاص... ولكن بعد ذلك علنًا كانت تدعمه بشكل كبير، وكان من الواضح جدًا السبب... كان لنيكي هايلي طموحاتها السياسية الخاصة".

عقبات

من أبرز العقبات التي تواجه طريق هايلي لنيل ترشيح حزبها الجمهوري، أنها لا تملك حاليا مركزا سياسيا تستطيع استغلاله في حملتها الانتخابية.

كما أن هايلي لا تملك الكثير من المال لتمويل حملتها، وكل ما تعتمد عليه سيرتها الذاتية وفطنتها السياسية وميزة الشباب، ولكن هل سيكون ذلك كافيا لتكون رئيسة للولايات المتحدة في غضون عامين؟

في جملة اختزلت نقطة قوة قد ترى فيها هايلي أنها أكثر ما يجعل الناخبين يفكرون باختيارها، قالت: "نحن على استعداد لتجاوز الفكرة القديمة والأسماء الباهتة من الماضي.. نحن أكثر من جاهزين لجيل جديد يقودنا إلى المستقبل".

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com