استطلاع: "عدم اليقين" السياسي يثقل كاهل الاقتصاد وثقة الفرنسيين

أثارت مماطلة الرئيس الفرنسي لأكثر من 50 يومًا لتعيين رئيس وزراء للحكومة، التي من المفترض أن تدير الشؤون الجارية، قلق الفرنسيين الذين يخشون من أن تؤثر هذه الفترة الطويلة من عدم اليقين على الوضع الاقتصادي للبلاد.

وقالت صحيفة "لاديبيش" الفرنسية، إنه بينما من المقرر أن يقدم معهد "أودكسا" مقياسه الاقتصادي لشهر سبتمبر الخميس المقبل، كشف المعهد عن استطلاع للرأي بشأن مشاعر الفرنسيين حول عواقب الوضع السياسي الحالي على الاقتصاد.

الاستمرار سيكون كارثيًّا

واعتبر 77% من الفرنسيين أن الوضع السياسي الحالي "مثير للقلق" بالنسبة للوضع الاقتصادي في البلاد، من بينهم 25% أكدوا أنه "مقلق للغاية".

وإذا استمرت حالة عدم اليقين هذه، يعتقد الفرنسيون أنها ستكون كارثية سواء على مستوى "الاستثمارات الأجنبية في فرنسا" (74%)، أو "وضع الشركات الفرنسية" (64%)، وكذلك "وضع التوظيف في البلاد" (58%).

ويشير "أودسكا" إلى أن حالة عدم اليقين هذه على الأوضاع الشخصية، عبر عنها 41% من الفرنسيين، و52% من العاملين لحسابهم الخاص و57% من ذوي الدخل المنخفض.

ويؤكد هذا الاستطلاع مدى قلق الفرنسيين من الوضع السياسي الناتج عن الحل الأخير للجمعية الوطنية (البرلمان)، فوفقًا لِما نشره مرصد السياسة الوطني (BVA) في الـ29 من أغسطس الماضي، لا يزال الشغل الشاغل للفرنسيين هو القوة الشرائية (50%)، قبل الصحة (40%) والسلامة (37%)، والتي ترتفع بشكل حاد (+5 نقاط).

حكومة تقنية غير مقنعة

وفي ظل غياب الحكومة، يتقلب الفرنسيون بين اللامبالاة (19%)، والغضب (23%)، والانزعاج (34%)، أما بالنسبة لمواجهة هذا المأزق، فقد قام (BVA) بقياس الموافقة على تشكيل حكومة تقنية محتملة. 

وأشار إلى أن هذا الاحتمال يحظى بموافقة أغلبية بسيطة من الفرنسيين (52%)، فيما يعارضه 28% و20% لا رأي لهم. فقط كبار السن (60% من أولئك الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا فما فوق) وأنصار حزب النهضة الرئاسي (79%) والجمهوريون (74%) يؤيدون ذلك.

كما يُظهر الاستطلاع الواسع النطاق الذي أجرته مؤسسة "إبسوس" ومؤسسة "جان جوريس" ومعهد "مونتاني" مع عينة كبيرة (بلغت 11.204 أشخاص في الفترة من الـ26 من يوليو إلى الـ1 من أغسطس) عدم ثقة حقيقي في مواجهة الطبقة السياسية، حيث قال 73% من الذين شملهم الاستطلاع أنهم لا يثقون بمجلس الأمة، و56% لديهم شعور سلبي تجاه نتائج الانتخابات.

وأخيرا، يعتقد 73% من الفرنسيين أيضًا أن رئيس الجمهورية يجب أن يتمسك بدور الحكم المحايد الذي يسهل المفاوضات بين الأطراف مهما كانوا. 

ومن بين الاحتمالات المختلفة للائتلافات، فإن التحالف الذي يجمع أحزاب المعسكر الرئاسي وأحزاب الجبهة الشعبية الجديدة دون "فرنسا الأبية" هو الوحيد الذي حصل على آراء مؤيدة بنسبة 50٪.