احتجاجًا على عدم دعوته للبيت الأبيض.. نتنياهو يمنع وزراءه من زيارة واشنطن
يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على خطوته الاحتجاجية ضد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي لم يدعه إلى زيارة البيت الأبيض، بحسب ما أوردته صحيفة "الشرق الأوسط"، اليوم الخميس.
ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية في تل أبيب قولها إن نتنياهو يصر على الاستمرار بمنع وزرائه من زيارة واشنطن، حتى لو تلقوا دعوات كهذه من نظرائهم الأمريكيين، وأنه في الآونة الأخيرة منع وزير الدفاع، يوآف غالانت، مرتين من السفر.
وأضافت أن "غالانت" تلقَّى دعوتين لزيارة واشنطن ونيويورك، كلتاهما تتعلقان بأبحاث مهمة في مجال الأمن، لكن نتنياهو حسم طريقه، وقال إن هناك قضية أهم هي القضية المبدئية المتعلقة بكرامة القيادات الإسرائيلية، يجب أن يفهمها من يقف على رأس الولايات المتحدة، وهي أنه ما داموا يقاطعون رئيس حكومة إسرائيل فإن إسرائيل تقاطعهم.
يشار إلى أن هناك تقليدًا قديمًا في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، يقوم بموجبه الرئيس الأمريكي بتهنئة رئيس الوزراء الإسرائيلي بعد انتخابه بساعات أو أيام قليلة، ويوجه إليه دعوة لزيارة البيت الأبيض حال انتخابه، ويتم تعيين موعد اللقاء في غضون شهر أو شهرين على الأكثر.
إلا أن الرئيس بايدن تأخر أسبوعًا، وها قد مر أكثر من 4 أشهر ولم يدعُ نتنياهو للقاء في البيت الأبيض.
وفي أواخر مارس/ آذار الماضي، أجاب بايدن في معرض رده على سؤال صحفي عن هذا الموضوع: "لن أدعو نتنياهو (لزيارة واشنطن) في وقت قريب".
ويعود هذا الموقف إلى سلسلة من الأسباب، أهمها تصريحات الوزراء والمسؤولين الإسرائيليين، بمن فيهم نتنياهو، ضد الولايات المتحدة، وكذلك خطة الانقلاب التي تحاول حكومة نتنياهو تمريرها لتغيير منظومة الحكم، وإضعاف جهاز القضاء.
واستغل قادة الحزب الجمهوري الأمريكي هذا الموقف لمهاجمة بايدن، واتهامه بالعداء الحزبي الضيق للحكومة الإسرائيلية.
وقال رئيس مجلس النواب الأمريكي من الحزب الجمهوري، كيفين مكارثي، خلال زيارته لإسرائيل، إنه سيدعو نتنياهو إلى الكونغرس في حال لم يدعه بايدن إلى البيت الأبيض.
وردَّ منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، جون كيربي، على هذا التهديد، قائلًا: "لا توجد لدى واشنطن حاليًا خطط لاستقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض".
وأوضح أن "موقف البيت الأبيض من (خطة الإصلاح) القضائي في إسرائيل لا يزال كما هو.. ونرى أنه لا يمكن أن تستمر إسرائيل في هذا الطريق".
وأثارت اللهجة التي يستخدمها عدد من المسؤولين في حكومة نتنياهو إزاء الولايات المتحدة موجة غضب في واشنطن.
فقبل يومين نشر شريط فيديو يكشف تصريحات لوزير القضاء الإسرائيلي، ياريف ليفين، يتهم فيها الإدارة الأمريكية بدعم الاحتجاجات المناهضة للتغييرات القضائية في إسرائيل.
ويظهر ليفين في الفيديو الذي نشره موقع "والا" العبري، خلال لقائه متدينين يهودًا، لشرح أسباب الإخفاق في تمرير التغييرات القضائية التي يطالبون بها، وقال إن هناك حربًا يخوضها اليسار ضد الخطة تقف وراءها جهات أجنبية تمارس الضغوط علينا، بمن في ذلك أعز أصدقائنا.
وسبق ليفين وزير الثقافة ميكي زوهر، الذي كتب على "تويتر": "من المحزن أن الرئيس بايدن وقع أيضًا ضحية لأخبار كاذبة انتشرت في إسرائيل ضد إصلاحنا القانوني المبرر".
ثم حذف التغريدة وكتب: "احترامًا لعلاقتنا المهمة مع أكبر حليف لنا، الولايات المتحدة، قمت بحذف التغريدة.. يحزن قلبي أن أرى مدى الضرر الذي لحق بإسرائيل من كل الأخبار الكاذبة التي تم نشرها فيما يتعلق بإصلاحنا القانوني المبرر".
من جانبه، قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير إن "الأمريكيين بحاجة إلى أن يفهموا أن إسرائيل دولة مستقلة، وليست نجمة أخرى على العلم الأمريكي.. يجب أن يكون واضحًا في جميع أنحاء العالم أن الناس هنا ذهبوا إلى الانتخابات ولديهم رغباتهم".
كما صرَّح عضو الكنيست من حزب الليكود، نسيم فيتوري: "إذا كان علينا الدفاع عن أنفسنا، سنقوم بذلك من دون الولايات المتحدة".
بدورهما، انتقد زعيما المعارضة الإسرائيلية حكومة نتنياهو، فقال يائير لابيد إن "إسرائيل كانت لعقود من الزمان أقرب حليف للولايات المتحدة، والحكومة الأكثر تطرفًا في تاريخ البلاد أفسدتها خلال أشهر".
فيما قال بيني غانتس: "الرئيس بايدن أرسل نداء يقظة عاجلًا للحكومة الإسرائيلية، إن تدمير العلاقات مع الولايات المتحدة، أفضل صديق لنا وأهم حليف لنا، هو هجوم إستراتيجي".