حزب الله يقول إنه قصف بالصواريخ مستوطنة يفتاح
يغيّر الروس خططهم للحرب والسلام مع أوكرانيا، مع تطور الوضع الميداني على مختلف الجبهات، ويتغير الخطاب واللهجة وفقًا لهذه التطورات.
وجاءت أحدث مواقف السلطات الروسية بشأن السلام مع أوكرانيا على لسان سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو اليوم الثلاثاء الذي قال إن بلاده ترفض إجراء أي مفاوضات مع كييف قبل طرد القوات الأوكرانية من أراضي مقاطعة كورسك الروسية.
وصعّد شويغو من لهجته تجاه الأوكرانيين، عادًّا ما تقوم به القوات الأوكرانية في كورسك "إرهاب"، ما بدا أنه تصعيد وتشديد من موسكو لشروط التفاوض، والذهاب نحو السلام.
يد ممدودة للسلام
وتُبدي موسكو حرصًا على إظهار "اليد الممدودة" للسلام، وتطرح خططها للتفاوض، ولكنها ترفض الشروط الأوكرانية المسبقة للحوار، وهو ما عطّل المفاوضات حتى الآن.
وتأتي تصريحات شويغو انسجامًا مع ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أكد قبل أيام أنه مستعدّ لإجراء مفاوضات مع كييف على أساس المحادثات التي عُقدت في ربيع العام 2022، إذا طلبت أوكرانيا ذلك.
وكانت موسكو تستبعد أي نقاش على خلفية الهجوم الأوكراني على منطقة كورسك الذي بدأ في أغسطس الماضي.
وأكد بوتين أن بلاده "لم ترفض الحوار قط"، وأضاف "إذا ظهرت رغبة في التفاوض (لدى أوكرانيا)، لن نرفض"، ولكنه شدد على أنّ هذه المحادثات يجب أن تستند إلى نتائج المفاوضات التي جرت في ربيع العام 2022 في إسطنبول.
ويستند الموقف الروسي الجديد إلى طبيعة التطورات الميدانية على جبهة كورسك من جهة، وعلى الجبهات الداخلية الأوكرانية، وخاصة خاركيف ودونيتسك، إذ يرفض الروس التراجع عن ضم المناطق التي سيطروا عليها منذ بداية الحرب.
وفي مايو الماضي اشترط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انسحاب الجيش الأوكراني من "جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين" ومنطقتي خيرسون وزابوريجيا لبدء مفاوضات سلام تنهي الحرب.
الحرب والسياسة
ويبدو الموقف الروسي مختلفًا ومرتبطًا في كل مرة بطبيعة الوضع الميداني وتطور المعارك على الأرض.
ولكن كييف تقول في المقابل إنها غير مستعدة للحوار إلا بعد الانسحاب الروسي من هذه المناطق.
وتستمد أوكرانيا هذه "الثقة" من طبيعة الوضع على الميدان وتغيره في وقت ما لصالحها، خاصة منذ توغلها في كورسك الشهر الماضي.
وقبل عملية كورسك تحدث الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي بنبرة خافتة على غير العادة عن الاستعداد للتفاوض مع روسيا، للمرة الأولى منذ بدء الحرب.
واقترح زيلينسكي أن ترسل موسكو وفدًا إلى قمة السلام المقبلة التي يأمل عقدها في نوفمبر المقبل، علمًا أنه لم تُدعَ موسكو لحضور مؤتمر السلام السابق الذي عقد في سويسرا في يونيو الماضي، إذ قال زيلينسكي إن أي محادثات لا يمكن أن تتم إلا بعد الانسحاب الروسي من أوكرانيا.
ومع انتهاج الروس سياسة الإنهاك لإضعاف الوجود العسكري الأوكراني في كورسك تبدو المواقف السياسية الروسية منسجمة مع تطور الوضع على هذه الجبهة، وتُظهر هذه السياسة تمسك موسكو بإبقاء زمام الأمور بيدها، فكما اتخذت قرار الحرب بمفردها، يبدو أنها تحرص على أن يكون قرار السلام نابعًا منها.