غارة إسرائيلية على بلدة "عيتيت" في قضاء "صور" جنوبي لبنان

logo
العالم

ترامب وهاريس.. أسلوبان مختلفان بإدارة العلاقة مع إيران

ترامب وهاريس.. أسلوبان مختلفان بإدارة العلاقة مع إيران
كامالا هاريس ودنالد ترامبالمصدر: (أ ف ب)
26 سبتمبر 2024، 5:55 م

رأى محللون أن المرشحين لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب، وكامالا هاريس، يملكان أسلوبين مختلفين في طريقة التعاطي مع الملف الإيراني، مشيرين إلى أن هذا الملف سيلعب دورا محوريًا في الانتخابات المقرر إجراؤها في الـ5 من نوفمبر/تشرين الثاني المُقبل.

ولم يدع الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، ورقة إيران تفلت من يده، لحشد التأييد في السباق الرئاسي، وخاصة مع وجود معلومات استخبارية لدى واشنطن تفيد بأن إيران تحاول التأثير على الانتخابات الأمريكية، بالعمل ضده.

وأظهر ترامب سعيه عبر استخدام محاولتي اغتيال استهدفتاه عبر اتهام إيران فيهما، لكسب ود الناخب الأمريكي.

هاريس وليس ترامب

رأى الكاتب والمحلل السياسي من أربيل عبدالرزاق علي، "أن إيران وكيفية التعاطي الأمريكي معها، ومع دورها السلبي المتعاظم، وأذرعها المسلحة تشكل موضوعًا محوريًّا، بالانتخابات الأمريكية، ونتائج الانتخابات ستؤثر جدًّا، بكيفية التعامل مع إيران".

وأكد لـ"إرم نيوز"، الرأي القائل إن إيران تفضل المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس على ترامب، وتخشى من وصوله لسدّة الحكم، موضحًا أنه "ليس سرًّا بأن الإدارات الديمقراطية (باراك أوباما – جو بايدن) قد أسهمتا بتعاظم الدور الإيراني، فيما شكلت إدارة ترامب الأولى ضغطًا وحصارًا شديدين على إيران".

ورجح عبدالرزاق علي "أن إيران تود، بل تعمل بكل الطرق المتاحة باتجاه بقاء الإدارة الديمقراطية وفوز هاريس، وعدم فوز ترامب، الذي أصبح مصدر رعب للنظام الإيراني".

أخبار ذات علاقة

هاريس أم ترامب؟.. خصوم واشنطن منقسمون حول المرشح المفضل

 وشدد على أن "النأي الإيراني بنفسها عن الإسهام المباشر في حربي لبنان وقطاع غزة، ما هو إلا لأجل ذلك الهدف، وعدم إحراج إدارة بايدن والديمقراطيين أكثر مما هم محرجون"، لكنه استدرك بالقول: "لا بد من القول إن هذا كله لا يمنع أن تطرأ تغييرات مستقبلًا بين ترامب وإيران".

وأشار عبدالرزاق علي إلى أن "ترامب كما النظام الإيراني لا يعرف لهما ثوابت وصداقات وعداوات معلومة، وهما معروفان من خلال التجارب السابقة أنهما مستعدان لعمل أي شيء، أؤكد أي شيء من أجل مصلحتهما، ولو على حساب أقرب أصدقائهما".

وتأججت العلاقة الأمريكية مع إيران، بعدما انسحب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران، عقب دخوله البيت الأبيض رئيسًا للولايات المتحدة، كما كان من فصول العلاقة المشحونة أيضًا اغتيال القائد السابق لفيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في بغداد عام 2020.

المفضلة لإيران

ووصف رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون، وهو جمهوري، هاريس بأنها المرشحة، التي تفضلها إيران.

وقال إن "الكونغرس غاضب من تقاعس إدارة بايدن وهاريس وعدم الرغبة في محاسبة إيران عن هجماتها الإلكترونية ضد حملة ترامب، وتوزيع معلومات خاصة على حملة بايدن، وإلى وسائل الإعلام التي مثل إيران تفضل هاريس".

وأكد جونسون أنه "يجب القيام بمزيد من الجهد لحماية سيادة أمتنا ومنع إيران من توجيه الانتخابات لصالح مرشحها المفضل".

وتذكر تقارير أن إيران تفضل هاريس، التي أبرم أحد أقطاب حزبها، وهو الرئيس السابق باراك أوباما، الاتفاق النووي مع التيار الإصلاحي الإيراني بقيادة الرئيس السابق حسن روحاني، وهو التيار الذي عاد لحكم طهران، حاليًا، بعد انتخاب مسعود بزشكيان الساعي لإعادة إحياء الاتفاق.

التقية السياسية

بدوره قال المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي الدكتور منذر الحوارات، إن علاقات واشنطن وطهران تشهد صعودًا وهبوطًا، بحسب الإدارات الأمريكية؛ فهي تشهد مع الجمهوريين هبوطًا بمستوى العلاقة، فيما تشهد مع الديمقراطيين، محاولات للتواصل؛ لرأب الصدع، ومنع القطيعة".

وبيّن لـ"إرم نيوز"، أنه "رغم ذلك لم تنجح الجهود لتسير العلاقة في طريق مستقيم؛ فإيران تمارس (التقية السياسية) مع الولايات المتحدة، والأخيرة تستخدم التقارب أو التباعد، وفق الإدارات والإستراتيجيات الأمريكية".

أخبار ذات علاقة

غروسي: المفاوضات النووية مع إيران "تُستأنف" قريباً

 والتقية السياسية، مصطلح يُستخدم في الساحة السياسية، ويُعني أن تقوم دولة بعمل ما تظهر فيه وديعة وداعة الحمل؛ لكنها في الوقت ذاته خبيثة ماكرة تظهر خلاف ما تبطن.

وأضاف الدكتور الحوارات، أن إيران دولة مهمة لأمريكا، ولا تريد معها القطيعة الكاملة، كما لا تريد خسارتها، وهي منذ سقوط الشاه، تحاول أن تجد موطئ قدم لها في البلاد".

وذهب إلى أن هاريس تعتقد أن الأسلوب في التعامل مع إيران هو التفاوض معها ومحاولة الوصول إلى تفاهمات بشأن قضايا رئيسة ثلاث، هي: الاعتراف بالنظام الإيراني، الاعتراف بإيران كقوة إقليمية، وبالبرنامج النووي الإيراني السلمي، هكذا يعتقد الديمقراطيون أن بإمكانهم التخلص من إزعاجات إيران".

وتوقع الدكتور الحوارات أن "تشهد العلاقات تراجعًا كبيرًا في حال وصول ترامب إلى سدّة الرئاسة، وأن لا تصل إيران لذروة برنامجها النووي، بعدما أعلن الرئيس السابق، أكثر من مرة، عداءه لإيران، وأنه سيحسم قضية برنامجها النووي، بمجرد وصوله للرئاسة".

ولفت إلى أن "ترامب يصر على أن إيران لا تأتي بالاتفاقات، وإنما بالقوة والحصار وهو ما طبقه عليها بقسوة، في فترة حكمه"، مضيفًا أن "الجمهوريين عموما ومنهم ترامب، الذي يعتقد أن إيران حاولت قتله مرتين، يرون أنها لا تأتي إلا بالقوة، وأن الأمل مفقود بعودتها إلى حضن القانون الدولي، "لذلك يرون (الجمهوريون) أنه يجب أن تبقى العقوبات عليها".

ويشار إلى أن مسؤولين استخباراتيين أمريكيين، صرّحوا في وقت سابق، أن طهران تسعى إلى "تأجيج الخلاف المجتمعي في الولايات المتحدة وتقويض محاولة ترامب استعادة البيت الأبيض".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC