إعلام إسرائيلي: نتنياهو عقد اجتماعا مع غالانت وهاليفي لبحث الرد على إيران
اعتبر محللون سياسيون فرنسيون، أن اختيار ميشيل بارنييه لمنصب رئيس الوزراء الفرنسي، "رهان" حقيقي للرئيس إيمانويل ماكرون، الذي يعتقد أنه سيكون قادرًا على الاستمرار في هذا المشهد البرلماني المنقسم على نفسه.
وعين ماكرون، المفاوض الأوروبي السابق، واليميني المخضرم ميشيل بارنييه رئيسًا للوزراء منهيًا فترة شهرين تقريبًا بدون حكومة، عقب استقالة حكومة غابرييل أتال.
وجاء قرار ماكرون بعد مشاورات مكثفة مع القوى السياسية الرئيسة، مفضلًا شخصية يمينية تعطي "رائحة التعايش" للحكومة.
وقال الباحث السياسي الفرنسي، جون إيف كامو، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إنه يتعين على ميشيل بارنييه الآن تشكيل حكومة واقتراح فريق وزاري، كما سيتعين عليه تجنب قرار سحب الثقة لحزب التجمع الوطني (يمين متطرف)، الذي أشار إلى أنه سينتظر إعلان السياسة العامة قبل اتخاذ القرار.
وأثار التعيين ردود فعل مختلفة، خاصة من اليسار واليمين المتطرفين، حيث أعرب حزب الجبهة الوطنية عن تحفظاته، في حين انتقدت بعض الأحزاب اليسارية هذا الاختيار، ووصفته بأنه "إنكار للديمقراطية".
وبينما كان غابرييل أتال رئيس الوزراء الأصغر في تاريخ الجمهورية الفرنسية الخامسة، فإن ميشيل بارنييه أصبح أكبر رئيس وزراء للجمهورية الخامسة سنًا، وفقًا للباحث السياسي الفرنسي.
ورأى كامو أن التعيين يهدف إلى ضمان الاستقرار السياسي وجمع القوى السياسية، في ظل حالة من الانقسام بعد الانتخابات التشريعية.
وقال كامو: "باختصار، يتمتع ميشيل بارنييه بخبرة سياسية كبيرة ومعرفة متعمقة بالشؤون الأوروبية والوطنية، والتي يمكن أن تكون حاسمة في التعامل مع التحديات السياسية الحالية في فرنسا".
وأضاف أنه "بعد نحو شهرين من خسارته الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت في 7 يوليو/تموز الماضي، ثم قبول استقالة غابرييل أتال، أعلن الرئيس الفرنسي أخيرًا اسم رئيس حكومته الجديد".
وأكد كامو أن "ميشيل بارنييه هو الشخص الذي يعتقد إيمانويل ماكرون أنه سيكون قادرًا على الاستمرار في هذا المشهد البرلماني المنقسم على نفسه".
من جانبه، قال الباحث السياسي الفرنسي، أدريان جيندر، إن بارنييه يواجه تحديًا هائلًا، لافتًا إلى ثلاثة أو حتى أربعة أقطاب برلمانية متساوية، وغير قابلة للتوفيق تقريبًا، وهي: اليسار، المعسكر الرئاسي، اليمين المتطرف، وبدرجة أقل يمين الجمهوريين، الذين يتمتعون بالأغلبية في مجلس الشيوخ، لكنهم أقل قوة في المجلس والجمعية الوطنية (البرلمان).
ورأى جيندر، في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن بارنييه بمثابة "رهان" لماكرون، موضحًا أن التحدي الذي يواجه الرئيس الفرنسي هو العثور على رئيس وزراء لا يخضع لسحب الثقة الفورية من قبل الجمعية الوطنية.
وتساءل جيندر: "هل سيكون هذا هو الحال مع ميشيل بارنييه؟".
وتابع: "ليس واضحًا.. حزب بارنييه "الجمهوريون" يضم في الجمعية الوطنية 47 نائبًا فقط"، ما يمثل المجموعة الخامسة في البرلمان، لذلك سيواجه العديد من المعارضين.
وميشيل بارنييه، البالغ من العمر 73 عامًا، هو عضو في حزب "الجمهوريون" (يمين وسط)، ويعتبر شخصية تاريخية لهذا الحزب، حيث كان عضوًا في حزب التجمع من أجل الجمهورية والاتحاد من أجل حركة شعبية.
وتعد مسيرته السياسية حافلة بالإنجازات منذ السبعينيات من القرن الماضي، فقد شغل عدة مناصب مهمة، منها: عضو البرلمان خلال الأعوام 1978 - 1993، ومن 1993 - 1995، وعضو مجلس الشيوخ من 1995 - 1997، ومن 1997 - 1999، وعضو البرلمان الأوروبي من 2009 - 2010.
كما تولى عدة حقائب وزارية، في عهد الرؤساء الفرنسيين السابقين فرانسوا ميتران وجاك شيراك ونيكولا ساركوزي، وتولى الحقائب الوزارية: البيئة (1993-1995)، والشؤون الأوروبية (1995-1997)، والشؤون الخارجية (2004-2005)، والزراعة والثروة السمكية (2007-2009).
وتولى بارنييه، منصب المفوض الأوروبي، المسؤول عن السياسة الإقليمية عام 1999، والسوق الداخلية والخدمات عام 2010، وكان أيضًا مفاوض الاتحاد الأوروبي بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد (بريكست).