رئاسة الوزراء: ترمب اتصل بنتنياهو بمبادرته الخاصة وهنأه على العمليات القوية ضد "حزب الله"
أثار لقاء وفد متمردي النيجر من جبهة التحرير الوطني، مع قادة التمرد المالي من الإطار الإستراتيجي الدائم بمدينة تنزواتين، القريبة من الحدود الجزائرية، تساؤلات حول دلالاته وأهدافه.
وجاء اللقاء في وقت يسعى فيه الجيش المالي لاستعادة زمام المبادرة على الأرض، شأنه شأن جيش النيجر.
ونقلت إذاعة فرنسا الدولية عن مصادر قولها إن اللقاء عقد بين 25 و29 أغسطس/آب الماضي في تنزواتين، التي كانت شاهدة قبل أيام على اشتباكات محتدمة بين الجيش المالي والمتمردين.
وبحسب المصدر ذاته، فإن الهدف من المباحثات بين المتمردين هو "تعزيز علاقاتهم والدفاع المتبادل عن مصالحهم".
وعلق المحلل السياسي النيجري، ناصر سيدو، على هذا التطور قائلًا إنه "متوقع بعد محاولة الجيش في مالي شن هجوم مضاد، استخدم فيه خلال الأيام الماضية الطائرات المسيرة وغيرها من الأسلحة، في مسعى لقلب المعادلة على الأرض، ما استدعى من الانفصاليين البحث عن حلفاء للمساعدة في إحراج الجيوش النظامية في النيجر ومالي".
وأعرب سيدو، في تصريح لـ"إرم نيوز"، عن اعتقاده بأنه "ربما يكون التنسيق من أجل إقامة هذا التحالف تم خلال أشهر سابقة، حيث تلقت الجماعات المسلحة ضربات قاسية، خاصة في مالي، عندما خسر الانفصاليون معقلهم بمدينة كيدال".
وأضاف أن "هذه التطورات كانت تستوجب ردة فعل ما، حتى ولو على شاكلة تحالف يمكن هذه الجماعات من تبادل المعلومات والأسلحة والعناصر".
وشدد على أن "من شأن هذه التطورات أن تحرج الجيوش النظامية، لأن الجماعات المسلحة أظهرت قدرات قتالية مهمة".
ودلل سيدو على ذلك بما حدث أخيرًا في شمال مالي، وقال: "مع جنوح الجميع للخيار العسكري فقط، أعتقد أن المستقبل سيكون شاهدًا على تحالفات جديدة ميدانيًا، لكن أيضًا حروب قد لا تنتهي".
وقرر المجلس العسكري في مالي، بقيادة الكولونيل أسيمي غويتا، تصعيد الخيار العسكري منذ عام 2022، وأقدم على نحو خاص على كسر التحالف القديم مع فرنسا والشركاء الأوروبيين، ليتحول عسكريًا وسياسيًا نحو روسيا.
وجعل المجلس الذي يتولّى السلطة في مالي منذ عام 2020، من استعادة السيطرة على كامل أراضي البلاد إحدى أولوياته.
وفقدت الجماعات الانفصالية المسلحة العديد من المناطق في شمال مالي منذ عام 2023، بعد أن تمكن الجيش من بسط سيطرته على معقل تلك الجماعات في مدينة كيدال.
من جانبه، أكد المحلل السياسي المتخصص في شؤون الساحل الأفريقي، عمر طليقة، أن "التحالفات الجديدة التي يقوم بها المتمردون لا تستهدف تغييرًا من داخل السلطة في مالي والنيجر، لأنه من الصعب للغاية تحقيق ذلك، ولو عبر انقلاب عسكري".
وقال طليقة، في تصريح لـ"إرم نيوز"، إنه "من غير الواضح ما إذا كانت هناك أطراف إقليمية أو دولية دفعت نحو هذا اللقاء النادر، لكن المؤكد أنه يستهدف ترتيب أوراق الجماعات المتمردة في منطقة الساحل، وزيادة التنسيق فيما بينها، لتوجيه ضربات مركزة للجيوش النظامية".