تقرير: مُسيرات صينية استخدمت في هجوم أصفهان وبرنامج الفضاء الإيراني كان مستهدفا

تناولت قناة "أخبار 12" الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، مسألة حجم الخسائر الناجمة عن هجوم أصفهان، الذي وقع الليلة قبل الماضية.

وتساءلت القناة عما إذا ما كان الهجوم قد حقق أهدافه، مستندة في ذلك إلى معلومات أوردها الباحث الاستخباري الإسرائيلي، رونين سولومون، والذي يدير مدونة شهيرة مختصة بهذا المجال.

وكانت محافظة أصفهان، وسط إيران، قد تعرضت لهجوم، الليلة قبل الماضية، نسبته وسائل إعلام أمريكية إلى إسرائيل.

وافترض مراقبون أن يكون الهدف من العملية، ضرب منشأة على صلة ببرنامج للصواريخ فائقة السرعة تطوره إيران، أو منشأة لتصنيع الطائرات المُسيرة.

وذهبت القناة الإسرائيلية، الثلاثاء، إلى أن "الإعلام الإيراني تعمد نشر صور تظهر خسائر أقل بكثير من الواقع، دون إظهار الجانب الأكبر من الخسائر التي لحقت بمنشأة إستراتيجية مهمة، تضم مختبرات ومعاهد بحثية عسكرية وأخرى مدنية، وترتبط بجهود طهران لتطوير مشروعاتها النووية والصاروخية والأنظمة المُسيرة".

ونقلت القناة عن الباحث الاستخباري، أن "معهد بحوث الفضاء (ISRC) في أصفهان كان من بين الأهداف التي شملتها العملية، وأن الموقع المُستهدَف يضم مراكز عسكرية خاصة بمجال الكيمياء والمعادن والهندسة".

خسائر طفيفة

وتابع الباحث سولومون، أن "معهد بحوث الفضاء على صلة مباشرة بالبحوث الخاصة بمجالات الفضاء والطائرات المُسيرة والصواريخ الباليستية ويتبع الحرس الثوري".

وزاد بالقول: "مع كون المعهد مدنيا، إلا أنه يصب في النهاية لصالح المجال العسكري، ويعد مهما للغاية بالنسبة لوزارة الدفاع الإيرانية؛ الأمر الذي يعني أن برنامج الفضاء الإيراني كان من بين أهداف الهجوم".

وأشارت القناة العبرية إلى أن "الإيرانيين نشروا صورا توضح خسائر طفيفة، منها فجوتان صغيرتان حدثتا في سقف إحدى المنشآت"، لكنها قالت إن "الضرر الحقيقي ربما وقع داخل المنشأة جراء تسلل المُسيرات إليها بينما تحمل شحنة متفجرة".

وقدر الباحث الاستخباري الإسرائيلي سولومون، أن "تكون الأضرار الأكبر قد وقعت في الداخل، وأن الأمر أشبه بعملية جراحية، إذ لا تريد الجهة المنفذة تدمير البنايات ولكن إلحاق أضرار نوعية بالداخل"، وضرب مثلًا بهجوم سابق على موقع "بارشين" العسكري الإيراني، في شهر أيار/ مايو الماضي.

ولفت إلى أن "الصور وقتها لم تظهر ضررا كبيرا، إلا أنه عقب إزالة الأسقف من أجل استبدالها، أظهرت الصور مدى الضرر الذي لحق بالموقع".

وكان حساب "Intelli Times" على "تويتر"، والذي يديره الباحث الاستخباري سولومون، قد افترض عبر سلسلة من التغريدات، بدأت عقب هجوم أصفهان وحتى اللحظة، أن يكون الهجوم قد استهدف تعطيل برنامج الفضاء الإيراني.

وذهب إلى أن "ثمة احتمالات أن تكون طهران قد أخفت تعرض معهد بحوث الفضاء (ISRC) في أصفهان، لهجوم بالمُسيرات".

ورأى سولومون أنه "في حال كان الهجوم الذي طال أيضًا بنى تحتية أكاديمية مدنية، قد حقق أهدافه، سيعني ذلك تعطيل امتلاك إيران قدرات إستراتيجية مهمة، تصب لصالح مجال البحوث والتطوير العسكري".

حريق غامض

وذكَّر سولومون بأن شهر نيسان/ أبريل 2019 شهد اندلاع حريق في معهد مختص ببحوث أنظمة الأقمار الاصطناعية في طهران، يتبع "معهد بحوث الفضاء" الواقع في أصفهان، وأن الحريق أدى إلى وفاة 3 من العاملين في مختبرات تتبع هذا المعهد، "دُفنوا وسط تعتيم إعلامي".

ولفت إلى أن ذلك الحريق الغامض، الذي وقع قبل 4 أعوام تقريبًا، تزامن وقتها مع احتفالات إيرانية بتحقيق إنجاز على صعيد برنامج الفضاء.

مضيفًا أن "الهجوم الذي وقع الليلة قبل الماضية في أصفهان تزامن أيضًا مع تنظيم فعاليات إيرانية لعرض الإنجازات التي تحققت على صعيد برنامج الفضاء".

ومضى قائلا، إن وسائل إعلام أمريكية نسبت الهجوم للموساد الإسرائيلي، ومن ذلك صحيفة "وول ستريت جورنال"، وأن الصحيفة الأمريكية اقتبست عنه أن هجوما بالمُسيرات استهدف أيضا معهد بحوث الفضاء الإيراني.

ولفت سولومون إلى أن "رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) كان ضيفا على جهاز الموساد الإسرائيلي بالتزامن مع توقيت الهجوم، ما يعني أن الاستخبارات الأمريكية تلقت إفادة مسبقة بشأن العملية".

وذكر سولومون في إحدى التغريدات أن الصور التي عُرضت بشأن حطام المُسيرات تظهر أن تلك المسيرات صنعت عبر شركة (T-MOTOR) الصينية، ويمكن شراؤها عبر موقع التسوق الصيني الشهير "علي إكسبريس"، بما في ذلك من داخل طهران.

وتبلغ السرعة القصوى لتلك المُسيرة 62/ ساعة، ولا تتعدى حمولتها 1 كيلوغراما، وتحمل كاميرا (k4) عالية الجودة.

وفي وقت سابق نشر الموقع سلسلة من التغريدات حول المُسيرات المستخدمة في هجوم أصفهان، والأضرار الناجمة عن الهجوم، والتي تبدو طفيفة أو غير معلومة، ولا يمكن تمييزها بالعين المجردة، مفترضا أن تكون الأضرار الأكبر نجمت عن تسلل إحدى المُسيرات إلى الداخل، لكن الأمر كان من باب الفرضيات فحسب.