وزارة الصحة: 25 قتيلا في غارات إسرائيلية على لبنان أمس
كشفت محطة "بي.إف.إم" التلفزيونية الفرنسية، كواليس لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع مرشحة ائتلاف اليسار لمنصب رئيس الوزراء لوسي كاستيتس، قبل اختيار اليميني ميشيل بارنييه لتولي المنصب، موضحة أن اللقاء "كان حاسما"، ليجعل ماكرون يرفضها نهائيا.
وأجرى ماكرون سلسلة مشاورات مكثفة لاختيار رئيس وزراء جديد خلفًا لغابرييل أتال، وبعد هذه المشاورات التي شملت القوى السياسية الرئيسة في البلاد، بما في ذلك مرشحة اليسار لوسي كاستيتس، من تحالف "الجبهة الشعبية الجديدة" اليساري الذي حصل على العدد الأكبر من المقاعد في الجمعية الوطنية.
من جانبه، قال الباحث السياسي الفرنسي في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية، جون إيف كامو، لـ"إرم نيوز"، إن "علاقة لوسي كاستيتس والرئيس إيمانويل ماكرون تتسم بالتحفظ والتوتر السياسي، خاصة فيما يتعلق بمسألة تعيينها كرئيسة وزراء محتملة.
وأوضح كامو أن كاستيتس، مرشحة تحالف اليسار "الجبهة الشعبية الجديدة"، تمثل اتجاهاً يسارياً معارضاً لسياسات ماكرون، خصوصاً فيما يتعلق بإصلاحاته الاقتصادية، مثل إصلاح نظام المعاشات الذي يُعتبر من القضايا الشائكة.
وأشار إلى أنه خلال المشاورات، قابل ماكرون شخصيات سياسية متعددة من مختلف الأطياف، في محاولة لتشكيل حكومة مستقرة تعكس نتائج الانتخابات، وتعالج التحديات المقبلة، بما في ذلك الوضع الاقتصادي والمفاوضات حول الميزانية.
ورغم الجهود المبذولة وتعيين بارنييه، ما زالت هناك انقسامات داخل الأوساط السياسية حول الشخصية المناسبة لقيادة الحكومة المقبلة.
ووفقاً للباحث السياسي الفرنسي، فإنه على الرغم من أن تحالفها السياسي فاز بأكبر عدد من المقاعد في الجمعية الوطنية بعد الانتخابات التشريعية، إلا أن ماكرون كان متحفظاً تجاه تعيينها في منصب رئيس الوزراء.
ولفت إلى أن الرئيس الفرنسي أبدى لها مخاوفه من أنها قد تواجه صعوبة في الحصول على دعم كافٍ داخل البرلمان، مما قد يؤدي إلى عدم استقرار حكومته.
وأشار كامو إلى أن ماكرون يفضل تعيين شخصية تتمتع بدعم أوسع من الأحزاب السياسية لضمان استقرار الحكومة، وهو ما جعله يتردد في الموافقة على تعيين كاستيتس.
ورأى الباحث السياسي الفرنسي أن ماكرون كان يسعى إلى تحقيق توازن بين الأطياف السياسية المختلفة في ظل النتائج المعقدة للانتخابات التشريعية، إذ أعرب عن مخاوفه بشأن استقرار الحكومة إذا تم تعيين كاستيتس؛ لأنها قد لا تتمكن من البقاء في مواجهة تصويت على الثقة.
وقال كامو إن ماكرون اختار ميشيل بارنييه لتولي المنصب، وتأتي هذه الخطوة في وقت تواجه فيه الحكومة تحدي العمل مع جمعية وطنية ثلاثية الأحزاب، حيث لا توجد أغلبية واضحة لأي من الأطراف.
ويتعين على بارنييه، كرئيس وزراء جديد، بناء تحالفات سياسية قوية لضمان استقرار الحكومة وتوجيه البلاد في ظل هذا التوازن السياسي المعقد.