يفغيني بريجوجين
يفغيني بريجوجينرويترز

حياة مثيرة ونهاية غامضة.. من هو يفغيني بريجوجين؟

لم تطوِ وفاة قائد مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، يفغيني بريجوجين، صفحة الجدل التي رافقت حياته، بل يتوقع أن تثير أسئلة جديدة، خاصة أنها تأتي بعد حوالي شهرين من قيادته تمردًا فاشلاً ضد القيادات العسكرية الروسية.

وأُعلن، مساء اليوم الأربعاء، في موسكو عن مصرع "بريجوجين" في تحطم طائرة خاصة، وهو حادث لن تتوقف تفسيراته عند الحدود التقنية، باعتبار الصخب الذي رافق حياة الرجل المولود، في الأول من يونيو 1961، في مدينة "لينينغراد" السوفيتية، التي أصبح اسمها "سان بطرسبرغ" وهي وجهته الأخيرة في رحلته التي لم تكتمل.

اليتم المبكر

بريجوجين وهو صديق قديم للرئيس بوتين، وابن مدينته سان بطرسبرغ، نشأ يتيمًا، حيث توفي والده وهو صغير، وخلال سنوات دراسته المبكرة كان يطمح أن يكون متزلجًا محترفًا.

تدرب الطفل الطموح حينها على يد زوج والدته "صاموئيل زاركوي" الذي ربّاه، والتحق بمدرسة مرموقة لألعاب القوى وتخرج فيها، العام 1977، لكنه أخفق بتحقيق نتائج مرضية، وعمل في مستشفى محلي.

 يفغيني بريجوجين
"كاتب قصص أطفال".. أسرار عن حياة قائد "فاغنر" يفغيني بريغوجين

وبعد حوالي سنتين لم يشهدا استقرارًا يذكر، اعتُقل "بريجوجين" وأُدين بالسجن لعامين مع وقف التنفيذ، بتهمة السرقة، ثم اعتُقل مرة ثانية بالتهمة نفسها، لكن حُكم عليه بالسجن 12 عامًا، قضى منها 9 أعوام في المعتقل وخرج بعفو العام 1988.

بعد تجربة السجن انخرط "بريجوجين" في التجارة حتى أصبح نهاية تسعينيات القرن الماضي مديرًا لشركة "كونتراست"، التي كانت أول سلسلة متاجر بقالة في سانت بطرسبرغ، بالتزامن مع إسهامه في تأسيس شركة القمار "سبكتروم".

الطريق إلى الكرملن

لكن نجم "بريجوجين" لمع في الأساس في مجال المطاعم، خاصة مطعمه "نيو آيلاند"، الذي اشتهر بتردد الرئيس فلاديمير بوتين عليه، والذي نال منه قائد فاغنر لقب "طباخ بوتين".

بوتين وبريجوجين
بوتين وبريجوجين

تطورت العلاقات بين بوتين و"بريجوجين" عبر السنين، فأصبح من المقرَّبين، وفي العام 2012، فاز بعقد بقيمة 1.2 مليار دولار، لتزويد الجيش الروسي بوجبات طعام لمدة عام، ثم انتقل إلى الاستثمار في أبحاث الإنترنت.

وفي السنوات التالية، ظهرت مجموعته العسكرية "فاغنر" التي تركز نشاطها في البداية في أفريقيا، وارتبطت به، لكنه ظل يرفض الاعتراف بعلاقته بها حتى سبتمبر 2022، حين قال إنه أسسها، العام 2014، لحماية الروس في دونباس شرق أوكرانيا

وخلال الأشهر الموالية خاضت قوات "بريجوجين" معارك طاحنة في أوكرانيا، وحققت بعض النجاحات، لكن في هذه الفترة بدأت تطفو، بين الحين والآخر، على السطح خلافات مع القيادة العسكرية الروسية، التي اتهمها بعدم إمداد مقاتليه بما يكفي من السلاح.

رحلة اللاعوة

تفاقمت الخلافات مع الوقت بين "بريجوجين" والمؤسسة العسكرية الروسية، حيث هدَّد بالانسحاب من معارك باخموت، أكثر من مرة، ثم نفَّذ تهديده بالفعل بعد الاستيلاء على المدينة التي شهدت أطول المعارك في الحرب الأوكرانية، وسلَّم مواقعه للجيش.

بعدها تواصل التوتر بين الطرفين، إلى أن اتَّهم "بريجوجين" الجيش الروسي بقصف قواته في يونيو الماضي، ثم قاد تمردًا دخلت قواته على إثره إلى مدينة روستوف، مقر قيادة العمليات الروسية في أوكرانيا، ثم اتجهت إلى موسكو، قبل أن تنسحب في اليوم نفسه، إثر اتفاق توسَّط فيه رئيس روسيا البيضاء، ألكسندر لوكاشينكو.

 يفغيني بريجوجين
هل انتصر قائد فاغنر في تمرده على الرئيس الروسي ووزارة دفاعه وقائد جيشه؟

الاتفاق الذي لم تكشف كل تفاصيله ظل يثير أسئلة كثيرة، حيث لم يتضح وضع "بريجوجين" ضمنه، ولا وضع المجموعة المنتشرة في مناطق واسعة من أفريقيا وحول العالم.

واليوم يأتي تحطم الطائرة التي تُقل "بريجوجين" ليضع حدًا لمرحلة من الصراع بينه وبين القيادة العسكرية الروسية، ويفتح المجال أمام سيناريوهات متعددة، سواء حول خلفيات الحادث، أو مستقبل المجموعة العسكرية الخاصة.

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com