نتنياهو يخسر داعميه من رؤساء المجالس الاستيطانية المنتمين لليكود
قالت وسائل إعلام عبرية، إن رؤساء مجالس استيطانية ينتمون لحزب "الليكود"، أصبحوا في عزلة عن رئيس الوزراء ورئيس الحزب بنيامين نتنياهو، وإن ثمة رغبة ملحة لديهم بأن يغادر نتنياهو منصبه عقب نهاية الحرب.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن رئيس مستوطنة نتيفوت (جنوب إسرائيل، شرقي قطاع غزة) يحيئيل زوهار، أبدى حالة من الغضب الشديد تجاه نتنياهو، واتهمه بالتخلي عن مستوطني المدينة التي يرأسها خلال الحرب الدائرة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وتابعت أنه خلال اجتماع عقده رؤساء المستوطنات المنتمين لحزب "الليكود"، تحدث زوهار عن حتمية عدم بقاء نتنياهو رئيسًا للوزراء بعد الحرب، وقال إنهم (رؤساء المجالس) سيبقون في مناصبهم من أجل معالجة الأضرار.
الصحيفة أكدت أن حالة من القطيعة بين رؤساء المجالس الاستيطانية وبين نتنياهو هي العنوان السائد حاليًّا، وأن على رأس هؤلاء حاييم بِيباس، رئيس مستوطنة موديعين الواقعة بمحاذاة الجدار الفاصل مع الضفة الغربية.
ويعد زوهار، رئيس مستوطنة نتيفوت، أحد المقربين بشدة من رئيس وزراء إسرائيل داخل حزب السلطة، ولكنه عقب عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها فصائل فلسطينية وما أعقبها من تطورات بات على قناعة بأن نتنياهو "تخلى عن سكان نتيفوت وقت الحرب"، حسبما أفادت الصحيفة.
وفي الفترة الأخيرة أرسل زوهار خطابًا إلى نتنياهو حمل كلمات لاذعة ولهجة حادة واتهامات، تقول الصحيفة إنها تسببت في دهشة الكثير من أعضاء حزب "الليكود" نظرًا للعلاقات القوية التي تجمع بينه وبين زعيم الحزب.
وورد في الخطاب الموجه لنتنياهو: "هذه الحكومة برئاستكم قررت ترك سكان نتيفوت إلى مصيرهم، وعدا عن الوعود الجوفاء، لم تحصل هذه المدينة على شيء، لا تزعموا أنكم لستم على علم بذلك".
ونقلت الصحيفة عن مصادر بحزب "الليكود"، قولها إن رئيس مجلس نتيفوت يحمل الكثير ضد نتنياهو ويبلغ من حوله أن علاقتهما بلغت نهايتها.
ووجه العديد من رؤساء المستوطنات انتقادات حادة ضد نتنياهو خلال اجتماعهم، فيما نقلت الصحيفة عن مصادر بحزب السلطة أن الكثير ممن يتولون رئاسة المجالس الاستيطانية من "الليكود" ويُعدون من المقربين لنتنياهو أصبحوا في قطيعة معه الآن.
وفي السياق ذاته، أكدت صحيفة "معاريف"، الأربعاء، أن رؤساء المستوطنات في الشمال يتهمون نتنياهو بعدم الرد على أسئلتهم بشكل مباشر، وقالت إنهم أكدوا له خلال اجتماع "منتدى خط المواجهة" الثلاثاء، أن "حزب الله لا ينبغي أن يكون تحت الردع فحسب، بل يجب أن يصبح بعيدًا عن السياج الحدودي".
واضطر نتنياهو لعقد اجتماع مع رؤساء المستوطنات في الشمال ضمن المنتدى المذكور بناء على طلبهم.
ونقلت الصحيفة عن رئيس المنتدى موشي دفيدوفيتش، قوله إن نتنياهو التقى 22 رئيس مستوطنة، أكدوا له أنه تم إخلاء 70 ألف مستوطن بقرار من الحكومة وأصبحوا متناثرين في جميع أرجاء إسرائيل، وأبلغوه أيضًا: "هؤلاء لن يعودوا إلى الشمال لأن نصر الله وزمرته (..) مازالوا هناك عند الجدار"، على حد قوله.
لكنَّ المشاركين لاحظوا أن نتنياهو يتهرب من الإجابة، ويمنحهم إجابات غير مباشرة، وعلى سبيل المثال، تقول الصحيفة إنه ذكر أمامهم في ردّه على ضرورة إبعاد حزب الله عن السياج أنه "إذا لم نُصفِّ حماس في غزة لن ينعم الشمال بالهدوء".