51 قتيلا و174 جريحا حصيلة الغارات الإسرائيلية على لبنان السبت
طرح المحللون السياسيون الفرنسيون عدة أسماء يسارية يمكن أن يضمها رئيس الوزراء الفرنسي الجديد ميشيل بارنييه، بعدما ذكرت وسائل الإعلام الفرنسية بأن بارنييه قد تواصل بالفعل مع عدة شخصيات من اليسار الفرنسي.
وفي ظل المناخ السياسي الراهن في فرنسا، يسعى اليميني بارنييه لتشكيل حكومة تضم طيفا واسعا من الأطياف السياسية من اليمين واليسار والمجتمع المدني، إذ قال رئيس الوزراء الجديد، الذي يواصل مشاوراته لتشكيل فريقه، إنه مستعد لاستقبال "اليسار" في حكومته، خلال مقابلته مع قناة "تي إف 1" الفرنسية.
وقال رئيس الوزراء الفرنسي: "لا أمنع نفسي من جمع أشخاص محددين حول طاولة واحدة"، مؤكدا ضرورة "فتح الباب لكل من يريد ذلك".
ورأى الباحث السياسي الفرنسي في معهد العلوم السياسية في باريس، والمتخصص في السياسات الاجتماعية والاقتصادية للتيارات اليسارية أوليفييه دوفو في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن "ميشيل بارنييه يمكن أن يلجأ إلى الشخصيات اليسارية التي انتهكت الحظر المفروض عليها من قبل قادة اليسار الرافضين المشاركة في تشكيل الحكومة التي يقودها يميني".
وأضاف دوفو: "بينما يتساءل الكثيرون عن مدى قدرة بارنييه على إقناع شخصيات يسارية بارزة مثل أرنو مونتبورغ، سيغولين رويال، منويل فالس بالانضمام إلى حكومته. إليكم نظرة على كل منهم واحتمالات انضمامهم".
أرنو مونتبورغ
من بين الأسماء المطروحة من اليسار، أرنو مونتبورغ، وهو وزير سابق في الحكومة الاشتراكية، وهو أحد الأصوات اليسارية القوية في فرنسا.
وأوضح الباحث السياسي الفرنسي أن مونتبورغ يشتهر بمواقفه النقدية تجاه السياسات الاقتصادية الليبرالية والترويج لاقتصاد أكثر حماية للمصالح الوطنية.
واعتبر دوفو أن بارنييه قد يجد صعوبة في إقناعه بالانضمام إلى حكومته، خاصة إذا كان برنامجه يعارض المبادئ الاقتصادية التي يؤمن بها مونتبورغ، موضحا أنه مع ذلك، إذا كانت هناك توافقات بشأن قضايا اجتماعية وبيئية، قد يكون هناك مجال للمفاوضات.
أما عن الشخصية الثانية، فقال الباحث السياسي الفرنسي بمعهد الأبحاث الاقتصادية والاجتماعية، والمتخصص في السياسات الاقتصادية التي تتبناها الأحزاب اليسارية وتأثيرها على الاقتصاد الفرنسي فرانسوا باريت، لـ"إرم نيوز" إن سيغولين رويال، الوزيرة السابقة في الحكومة الاشتراكية ورئيسة منطقة بواتو-شاريانت، تتميز بخبرتها السياسية الواسعة واهتماماتها بقضايا البيئة والتنمية الاجتماعية.
وقال باريت أن رويال قد تكون أكثر انفتاحا على التعاون إذا كانت الحكومة المقترحة تتبنى سياسات متقدمة في مجال المناخ والعدالة الاجتماعية، موضحا أن نجاح بارنييه في جذب رويال قد يعتمد على كيفية دمج أهدافها البيئية والاجتماعية ضمن برنامجه.
أما مانويل فالس، رئيس وزراء سابق وأحد الشخصيات الرئيسية في الحزب الاشتراكي، معروف بمواقفه المتوازنة بين اليسار واليمين.
واعتبر الباحث السياسي الفرنسي أن فالس قد يكون أكثر قابلية للتعاون مع بارنييه إذا كانت هناك رؤية مشتركة في القضايا الأمنية والاقتصادية، موضحا أن علاقاته السابقة مع القوى اليسارية والوسطية تجعل منه هدفا محتملا للتعاون، خاصة إذا تمكن بارنييه من تقديم برنامج يتماشى مع بعض من أهداف فالس السياسية.
فرص التعاون
ورأى باريت أن إقناع هذه الشخصيات اليسارية بالانضمام إلى حكومة ميشيل بارنييه يتطلب مزيدا من التفاوض والتفاهم حول السياسات الأساسية، موضحا أن الاستراتيجية الناجحة هي التي تتضمن التركيز على القضايا التي تهم هؤلاء الشخصيات، وإظهار استعداد بارنييه لتقديم تنازلات، ومشاركة السلطة بطرق تعزز من البرامج الاجتماعية والبيئية.
وبدأ رئيس الوزراء الجديد ميشيل بارنييه، أمس، جولة على المجموعات البرلمانية من الوسط واليمين، واستقبل على وجه الخصوص مارك فيسنو "حركة مودم" (يمين وسط)، وستيفان سيجورني (النهضة)، وهيرفي مرسيليا من حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية (يمين وسط)، من أجل تحديد معالم الحكومة الجديدة.
رفض اليسار
من جهته، أكد السكرتير الأول للحزب الاشتراكي أوليفييه فور، يوم الجمعة الماضي، أن أي شخصية من الحزب الاشتراكي لن تعود إلى حكومته.
من جهتها، قالت الأمينة العامة لحزب البيئة، مارين تونديلييه: "الشخص الذي يطلق على نفسه اسم اليسار ويذهب إلى حكومة بارنييه يعني أنه لم يكن يساريًا".
بدوره، قال الرئيس الفرنسي السابق الاشتراكي فرنسوا هولاند على قناة "فرانس إنتر": "عندما تكون الحكومة يمينية، وتعتمد سياسات يمينية، ويدعمها اليمين المتطرف، كيف تتوقع أن يشارك فيها الرجال والنساء من اليسار؟".
من جانبها، قالت هيلين جيفروي، عمدة بلدية فولكس-إن (رون) في الحزب الاشتراكي: "لقد شهدت ولادة وصعود حزب ماكرون في ليون وبقيت في الحزب الاشتراكي، لذا لا ينبغي الانضمام إليهم الآن بعد أن بدأوا في التراجع".