صحيفة بريطانية: اعتقال وإعدام أكبري تم "بالتعاون مع شمخاني"

صحيفة بريطانية: اعتقال وإعدام أكبري تم "بالتعاون مع شمخاني"

يعتبر علي رضا أكبري أول مواطن بريطاني يُعدم خلال الأربعين عامًا الماضية؛ ما قد يؤدي إلى أزمة دبلوماسية بين طهران ولندن
صحيفة ديلي ميل البريطانية

قالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، إن اعتقال وإعدام علي رضا أكبري الذي يحمل الجنسية المزدوجة (البريطانية والإيرانية)، تم عن طريق "تعاون أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الأدميرال علي شمخاني ليثبت ولاءه للجمهورية الإسلامية".

 وكشفت الصحيفة، في تقرير لها نشره موقع "إندبندنت فارسي"، الخميس، بعنوان "لماذا منحت بريطانيا الجنسية لعلي رضا أكبري وهو إسلامي، بمساعدة حكومة حزب العمال أواخر العقد الأول من القرن الحالي؟"، تفاصيل عن قضية الأخير.

وقالت إنه "بعد إعدام علي رضا أكبري، نائب وزير الدفاع السابق وأحد المقربين من علي شمخاني، أثيرت تساؤلات عنه".

ويتناول هذا التقرير حياة أكبري، بما في ذلك هجرته من إيران إلى بريطانيا مع أسرته في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وأضافت الصحيفة أنه "كان في الأربعين من عمره عندما انتقل إلى بريطانيا مع زوجته مريم وابنتيه عطفة وفائزة"، مشيرة إلى أن "أكبري حصل أولاً على تأشيرة استثمار، وبعد بضع سنوات على جواز سفر بريطاني".

وبعد وصولها إلى بريطانيا، عاشت عائلة أكبري في حي هامرسميث غرب العاصمة لندن، وبدأت عاطفة أكبري الدراسة في إحدى جامعات لندن، فيما التحقت شقيقتها الصغرى فائزة بمدرسة ثانوية محلية، وكان الأب يعمل أيضًا في الأنشطة الاقتصادية.

وذكرت "ديلي ميل" أن أكبري هو أول مواطن بريطاني يُعدم خلال الأربعين عامًا الماضية؛ لذلك ليس من المستغرب أن يؤدي هذا الإعدام إلى "أزمة دبلوماسية بين طهران ولندن"، وحتى الأمير هاري، دخل في هذه الحادثة.

وأشارت وزارة الخارجية الإيرانية، الثلاثاء، إلى جزء من السيرة الذاتية للأمير هاري تحدث فيه عن "مقتل 25 شخصًا" من قوات "طالبان"؛ وقد أطلقت طهران على هؤلاء القتلى تسمية "الأبرياء" في أفغانستان، وزعمت أن بريطانيا "ليست في وضع يسمح لها بإخبار الآخرين بحقوق الإنسان".

ولفتت الصحيفة البريطانية في هذا التقرير إلى تفاصيل مزاعم إيران التي أعدمت أكبري بدعوى أنه "جاسوس"، وعلى سبيل المثال، قيل إنه "أصيب بجلطة دماغية واضحة خلال رحلة اقتصادية إلى فيينا في عام 2008 وإن زوجته وبناته تمكَّنَّ من إيجاد طريقة لمغادرة إيران حتى تتمكن بريطانيا من إيوائهن".

 فيما قالت عائلة علي رضا أكبري إن هذه القصص "ليست صحيحة ولم يتم تقديم أي دليل في هذا الصدد".

"أكبري كشخصية كانت ضد الغرب بشدة وتؤيد برنامج إيران النووي، وفي عام 2000، ذهب إلى موسكو للمشاركة في مائدة مستديرة مع روسيا، وفي مقابلة إعلامية أيد حرب بوتين في الشيشان"
صحيفة "ديلي ميل"
أخبار ذات صلة
إيران ترفض تسليم جثة علي رضا أكبري لعائلته

ابن أخت أكبري يتحدث

ومن جهته، قال رامين فرقاني، ابن أخت أكبري التي تعيش الآن في لوكسمبورغ، لـ"ديلي ميل": "أتذكر نحو عام 2008 أنه سُجن لفترة، وتم الإفراج عنه بكفالة، لكن قيل إنه مر بمحنة هناك ولم يشعر بالأمان للبقاء في إيران، ولقد سمح له بالقيام برحلة عمل إلى أوروبا وهناك تمكن من التقدم للحصول على تأشيرة بريطانية".

وكانت تأشيرة "الاستثمار" التي منحتها حكومة توني بلير لـ"أكبري"، جزءًا من برنامج يمكن فيه للمواطنين الأجانب الأثرياء الذين لديهم أصول بقيمة 2 مليون جنيه إسترليني الانتقال إلى المملكة المتحدة والحصول على الجنسية بعد ثلاث سنوات.

وألغت وزيرة الداخلية المحافظة بريتي باتيل هذه السياسة منذ نحو عام لأنها تعتقد "أنها تعرضت لسوء المعاملة على نطاق واسع".

وكتبت صحيفة "ديلي ميل": "بالطبع، يجب أن نفترض أن الأموال التي استخدمها أكبري للحصول على هذه التأشيرة قد تم الحصول عليها بشكل شرعي، لكن ليس من الواضح كيف كان، وبينما كانت لديه رغبة واضحة في حكم شمولي في إيران، قرر الانتقال إلى بريطانيا".

 وتذكر هذه الصحيفة أن أكبري هو أحد "المهندسين الرئيسين لهذه الحكومة"، مشيرة إلى موجز من سيرته الذاتية.

 وأشارت إلى "نشاطات أكبري في الجمعيات الطلابية الإسلامية المحلية حتى ثورة 1979، وخدمته في الحرس الثوري الإيراني في الحرب العراقية الإيرانية، وأخيرًا تسلمه منصب نائب وزير الدفاع في حكومة محمد خاتمي".

 وأضافت: "أكبري كشخصية كانت ضد الغرب بشدة وتؤيد برنامج إيران النووي، وعلى سبيل المثال في عام 2000، ذهب إلى موسكو للمشاركة في مائدة مستديرة مع روسيا، وفي مقابلة إعلامية أيد حرب بوتين في الشيشان".

"ربما يكون أكبري تداول في الأحجار الكريمة أخيرًا، وكانت لديه نبرة معادية للغرب بقوة على تويتر ودعم بقوة جيريمي كوربين، الزعيم اليساري لحزب العمال"
صحيفة "ديلي ميل"

 وفي هذا السياق، يضيف فرقاني، وهو ناشط حقوقي، إن "دعم أكبري للجمهورية الإسلامية تسبب في خلافات داخل عائلته"، مضيفًا أنه "عاش في اسكتلندا قبل الانتقال إلى لوكسمبورغ في عام 2013".

 وتابع: "عندما أصبحت ناشطًا سياسيًّا في اسكتلندا وبدأت في التحدث ضد الحكومة الإيرانية، قطع (أكبري) أي اتصال معي، وبدا أنه ملتزم بالدولة والحكومة وخدمها على أعلى المستويات وكان من أوائل أعضاء الحرس الثوري وهذا هو السبب في أن هذا الادعاء بالتجسس لا يبدو أنه يتناسب مع المنطق".

 لكن صحيفة "ديلي ميل" أشارت في الوقت نفسه إلى أنه ليس من الواضح في الوقت نفسه ما إذا كان أكبري منخرطًا في النشاط الاقتصادي، وما هي بالضبط طبيعة هذا النشاط.

 ووفقًا لنتائج هذه الصحيفة، فإنه "على الرغم من وجود مريم وفائزة وعاطفة في لندن، فقد أمضى أكبري نفسه الكثير من الوقت في بلدان أوروبية أخرى، خاصة في فيينا وماربيلا (المدينة الساحلية الإسبانية الشهيرة التي أصبحت إحدى الوجهات الرئيسة لأكبري منذ عام 2014)، وتشير المحادثة التي أجراها في أوائل عام 2019 إلى أن جبل طارق (وهو جار لإسبانيا ولكنه يعتبر جزءًا من الإمبراطورية البريطانية) كان محل إقامته الرئيسي".

 وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، قدم نفسه كمؤسس لمركز فكري يسمى "معهد أبحاث القرار الإستراتيجي"، ولكن في المملكة المتحدة اسمه ليس مسجلاً في سجل الشركة.

 واضافت الصحيفة "يبدو أيضًا من صفحته على فيسبوك أنه ربما يكون تداول في الأحجار الكريمة في السنوات الأخيرة، وكانت لديه نبرة معادية للغرب بقوة على تويتر ودعم بقوة جيريمي كوربين، الزعيم اليساري لحزب العمال".

"بين السلك الدبلوماسي، هناك العديد من الأسئلة حول الحياة غير العادية للغاية لعلي رضا أكبري لكنه الآن دفن معه إجابات العديد من هذه الأسئلة"
صحيفة "ديلي ميل"
أخبار ذات صلة
تطورات إعدام علي أكبري.. بريطانيا تقرر سحب سفيرها من إيران

ويذكر هذا التقرير أولاً الأحداث التي أدت في النهاية إلى إعدام أكبري، ورحلته إلى إيران بدعوة من شمخاني في عام 2018 للمشاركة في اجتماع في مدينة كرج غرب العاصمة طهران، وأخيرًا اعتقاله في مطار طهران.

 وتتكهن "ديلي ميل" بأن شمخاني "ربما أعاد أكبري إلى إيران ليثبت ولاءه للجمهورية الإسلامية"، لكن بعض المصادر التي تحدثت إلى هذه الصحيفة تقول إن "إعدامه يبدو بمثابة صفعة لشمخاني نفسه".

 وقال أحد هذه المصادر الذي وصف بأنه مقرب من الحكومة الإيرانية: "فكر في هذا كجزء من صراع من أجل السيطرة المطلقة، وفي هذه المعركة يستخدم أحد الطرفين حقدًا واضحًا لإذلال الطرف الآخر، وهذه مجموعات مافيا تحاول جميعها تعليم بعضها بعضًا، ومزاعم وألعاب التجسس هذه للعرض فقط"، بحسب الصحيفة.

 وكتبت "ديلي ميل" في النهاية: "بين السلك الدبلوماسي، هناك العديد من الأسئلة حول الحياة غير العادية للغاية لعلي رضا أكبري لكنه الآن دفن معه إجابات العديد من هذه الأسئلة".

 وأعلنت السلطات القضائية الإيرانية، السبت الماضي، إعدام أكبري بتهمة "التجسس لصالح المخابرات البريطانية"؛ ما أثار موجة انتقادات دولية واسعة ضد طهران.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com