كيف ينظر السوريون في تركيا إلى نتائج الانتخابات؟

كيف ينظر السوريون في تركيا إلى نتائج الانتخابات؟

يترقب سوريون لاجئون ومقيمون في تركيا نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي انطلقت اليوم الأحد في عموم البلاد، بقلق شديد باعتبار أن النتائج قد تحدد مصيرهم في تلك البلاد وفي شكل تعامل السلطات معهم.

ولجأ إلى تركيا الكثير من السوريين مع بدء تفجّر الحرب الأهلية في بلادهم العام 2011، وزادت وتيرة اللجوء مع تصاعد الأحداث في العام 2015، حتى وصل عدد السوريين المقيمين في تركيا في 2022 إلى أكثر من 3 ملايين لاجئ، وفقًا لتقرير منشور على موقع "جمعية اللاجئين" على الإنترنت.

ويأتي قلق كثير من السوريين من نتائج الانتخابات باعتبار أن قضيتهم كانت دائمًا مثار بحث بين السياسيين  والأحزاب المعارضة لنهج الرئيس رجب طيب أردوغان؛ ما أسهم أحيانًا في بث خطاب كراهية ضدهم.

وظلت القضية السورية وقضية اللاجئين السوريين عنوانًا في الحملات الانتخابية التركية، إذ أعلن تحالف الأمة عن خطته بإعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم في غضون عامين على أبعد تقدير.

أخبار ذات صلة
أردوغان يتهم المعارضة التركية بالعمل مع بايدن لـ"الإطاحة به"

ويضم تحالف الأمة أحزاب المعارضة الرئيسة، وهي: حزب الشعب الجمهوري، الحزب الجيد، حزب السعادة، حزب المستقبل، حزب التقدم والديمقراطية، والحزب الديمقراطي.

وكان مرشح حزب الوطن محرم إينجه - الذي انسحب من الانتخابات يوم الخميس الماضي - أعلن أن تركيا ليست منظمة خيرية، في إشارة إلى اللاجئين السوريين، مؤكدًا أن إقامة اللاجئين السوريين في تركيا قد طالت.

وتوافق معه في الرأي، مرشح "تحالف الأجداد" الذي أعرب عن انتقاده للحكومة بسبب موقفها تجاه اللاجئين، مشددًا على ضرورة ترحيل السوريين واللاجئين إلى بلدانهم.

ويوصف أوميت أوزداغ مؤسس حلف الأجداد بأنه صاحب أشد "بروباغندا كراهية" تجاه السوريين والعرب في تركيا، إذ شبَّه اللاجئين بـ "الغزاة"، محملًا اللاجئين مسؤولية المشاكل التي تواجهها تركيا بسبب الزيادة السكانية والتأثير السلبي على المجتمع والاقتصاد، متعهدًا بإعادة اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين طوعًا أو قسرًا.

تقوم رؤية تحالف الشعب تجاه اللاجئين والمهاجرين على إحداث نوع من التوازن بين احتياجات البلاد عبر خطة لتوزيعهم على الولايات بنسب تتوافق مع احتياجات تركيا الاقتصادية والزراعية والصناعية.

وفي مقابل ما يوصف بـ "خطاب الكراهية" ضد المهاجرين واللاجئين السوريين في تركيا، فإن "تحالف الشعب" كان تعهد بتعزيز اندماج وتكامل اللاجئين والمهاجرين في المجتمع التركي، وتسهيل عودتهم الطوعية إلى بلادهم.

ويضم تحالف الشعب، حزب العدالة والتنمية الحاكم، وحزب الحركة القومية، وحزب "الرفاه من جديد" وحزب الدعوة الحرة وحزب الاتحاد الكبير.

وتقوم رؤية هذا التحالف تجاه اللاجئين والمهاجرين على خفض نسبتهم لتكون شبيهة مع الدول المتقدمة، وإحداث نوع من التوازن بين احتياجات البلاد واستضافة المهاجرين عبر خطة لتوزيعهم على الولايات بنسب تتوافق مع احتياجات تركيا الاقتصادية والزراعية والصناعية.

وترتبط تركيا بعدد من المعاهدة الدولية التي تنص على حماية اللاجئين على أراضيها.

ولعبت تركيا خلال الحرب الأهلية في سوريا دورًا محوريًّا في الأزمة سواء ما تعلق باستقبال اللاجئين أو في التدخل العسكري المباشر عندما دخلت قواتها إلى مناطق في شمال سوريا؛ ما أدى إلى توتر العلاقات بين الحكومتين التركية والسورية.

غير أنه منذ أشهر، تناقلت تقارير عن مساع لعقد لقاء بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والسوري بشار الأسد، إلا أن ذلك اللقاء لم ينعقد.

أخبار ذات صلة
اللاجئون السوريون يتشبثون بالبقاء في تركيا ولبنان مع تزايد مخاوف العودة القسرية

ونتيجة لتلك التجاذبات السياسية بين الأطراف السياسية المختلفة في تركيا والنظرة المتباينة تجاه المهاجرين واللاجئين السوريين، فإن كثيرًا من "سوريي تركيا" يترقبون نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية باهتمام شديد للاطمئنان على مستقبل إقامتهم في تلك البلاد.

يُذكر أن عدد السوريين الحاصلين على الجنسية التركية حتى آذار/ مارس 2022 يبلغ نحو 200 ألف شخص، وفقًا لما نقل تقرير جمعية اللاجئين عن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو الذي قال آنذاك، إنه يحق لـ 113،654 منهم التصويت في الانتخابات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com