تقرير: اتفاقية تصنيع الطائرات القتالية المستقبلية تعيد الدفء لعلاقات فرنسا وألمانيا

تقرير: اتفاقية تصنيع الطائرات القتالية المستقبلية تعيد الدفء لعلاقات فرنسا وألمانيا

وقّع الصناعيون في فرنسا وألمانيا اتفاقية حاسمة لتطوير الطائرات القتالية الدفاعية الأوروبية المستقبلية، في خطوة اعتبرت ذات دلالة سياسية، لا سيما من حيث إعادة الدفء إلى العلاقات الفرنسية الألمانية، وفق تقرير لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية.

واعتبر التقرير أنّ هذه الخطوة الرمزية "تبث حياة جديدة في التعاون الفرنسي الألماني الذي تعرض للضرب لعدة أشهر"، حيث وقعت شركة "داسو" وشركة "إيرباص"، يوم الخميس، اتفاقية لتطوير الطائرات المقاتلة في المستقبل.

اتفاقية تصنيع الطائرات القتالية تبث حياة جديدة في التعاون الفرنسي الألماني الذي تعرض للضرب لعدة أشهر
صحيفة لوفيغارو

وعلّق رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الفرنسي كريستيان كامبون على الاتفاق بقوله: "إنه نجاح حقيقي لفرنسا، يمكن أن يكون لهذا القرار تأثير إيجابي على العلاقات الفرنسية الألمانية".

ورحبت وزارة القوات المسلحة بالاتفاق، وقالت في بيان لها إنّ "هذا المشروع هو توضيح ملموس للتعاون الذي نقوم به على المستوى الأوروبي وبشكل أكثر تحديدًا في هذه الحالة مع ألمانيا وإسبانيا، في مجال الدفاع والتسليح".

ووفقا للصحيفة الفرنسية، فقد "تم إطلاق نظام القتال الجوي المستقبلي (سكاف) في عام 2017، بدفع من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وسيجهز كلا الجيشين بحلول عام 2040 ويكون خلفًا لطائرة "رافال"، ثم انضمت إسبانيا إلى المشروع في دور أقل فاعلية.

ويحتوي المشروع برنامجًا معقدًا يتكون من جيل جديد من الطائرات المقاتلة، ولكن أيضًا نظام الطائرات بدون طيار الذي سيرافقه، ويشمل أيضًا الأبعاد التكنولوجية المتعلقة بأساليب التخفي والاتصال والاستشعار.

يحتوي المشروع الفرنسي الألماني برنامجًا معقدًا يتكون من جيل جديد من الطائرات المقاتلة
صحيفة لوفيغارو

وأوضحت "لوفيغارو" أنّ المفاوضات تعطلت لعدة أشهر لأسباب صناعية وسياسية، وأقرّت وزارة القوات المسلحة الفرنسية في رسالة بعثت بها هذا الأسبوع إلى لجنة الدفاع في الجمعية الوطنية بـ "معظم الصعوبات" المتعلقة بالطائرات المقاتلة، بينما سُمعت تصريحات متناقضة في برلين وباريس، حيث أكد البعض أن هناك اتفاقية تم الوصول إليها، بينما نفى الآخرون.

وفي النهاية ستحتفظ شركة "داسو" بإدارة المشروع بحكم خبرتها الصناعية، لا سيما فيما يتعلق بمراقبة الطيران.

ونقل التقرير الفرنسي عن وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت قولها إنّ "اتفاقية "سكاف" "تعزز القدرات العسكرية لأوروبا، وتضمن المرافقة الفنية المهمة لصناعتنا والصناعة الأوروبية".

تعزز الاتفاقية القدرات العسكرية لأوروبا وتضمن المرافقة الفنية المهمة لصناعتنا والصناعة الأوروبية
وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت

لكن التقرير نبّه إلى أنّ هناك تعارضا بين فرنسا وألمانيا من حيث الرؤية والاستخدام العسكري للمشروع الجديد، وتدافع باريس عن ضرورتين في مشروع "سكاف" هما القدرة على حمل الأسلحة النووية، والقدرة على الهبوط على حاملة الطائرات التي ستخلف "شارل ديغول"، بينما لا تهتم ألمانيا بهذا الجانب.

ووفق التقرير، ستمثّل الأسلحة النووية الأمريكية المتمركزة على الأراضي الألمانية أيضا نقطة شائكة أخرى إلى جانب شروط تصدير الأسلحة.

وأكدت "لوفيغارو" أنّ "الاتفاق الذي تم التوصل إليه ينبغي أن يعيد بعض الثقة في العلاقات الثنائية الفرنسية الألمانية التي بلغت أدنى مستوياتها، فبالإضافة إلى الخلافات الاقتصادية المرتبطة بأزمة الطاقة مُنيت باريس بخيبة أمل في الأشهر الأخيرة بسبب التخلي عن مشاريع الدفاع الفرنسية الألمانية، مثل تلك الخاصة بطائرة هليكوبتر "تايغر" القياسية 3 أو قارب الدورية البحرية "ماوس"، وزاد اقتراح برلين الشهر الماضي دعم درع صاروخي أوروبي دون مشاركة فرنسا من خيبة الأمل".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com