إسرائيل شنت 16 غارة على مواقع بالضاحية الجنوبية لبيروت
أثار انسحاب بعثة الأمم المتحدة من مالي مخاوف من اتساع دائرة الهجمات التي يشنها مسلحون على طريقة حركة "طالبان" الأفغانية، وتستهدف عمالا في قطاعات لوجستية حيوية.
وذكرت تقارير محلية في باماكو أنّ مترجمين وعاملين في قطاعات لوجستية مختلفة باتوا يخشون تكرار السيناريو الأفغاني، من خلال عمليات انتقامية تستهدف كل المتعاونين الذين يؤيدون الحضور الأممي في البلاد.
وقد تم توظيف حوالي 900 مواطن مالي للعمل مع البعثة المتكاملة للأمم المتحدة، كمترجمين وسائقين ومكلفين بمهام دعم أخرى في القواعد التابعة للأمم المتحدة في جميع أنحاء البلاد، وتزداد مخاوف هؤلاء من عمليات انتقام محتملة يمكن أن تقوم بها الجماعات المتشددة.
وبالتزامن مع قرب استكمال انسحاب البعثة الأممية من مالي، يتزايد تقدم الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم داعش أيضا.
وهذا ما يزيد مخاوف الكثير من العاملين في الترجمة وفي مجالات أخرى، لا سيما بعد أن تم إعدام شاب مالي في يونيو/ حزيران الماضي من قبل جماعات متطرفة لمجرد أنهم اشتبهوا في تعاونه مع القوات الأممية، بعد أن لاحظوا أنه يرتدي حذاء عسكريا.
وفي أغسطس/آب الماضي راسلت مجموعة من المترجمين الماليين الحكومة الألمانية وقواتها المتمركزة في مالي تطلب الحماية.
وجاء في الرسالة: "إن رحيلكم سيخلق فراغا أمنيا كبيرا، خاصة بالنسبة للمترجمين الفوريين الذين لعبوا دورا حساسا للغاية منذ بداية المهمة.. لقد رأينا رسائل هنا في مالي يهدد فيها المسلحون بمهاجمة كل من عمل في القوات الوطنية والدولية".
وأضافت الرسالة: "إننا نخشى خطر الأعمال الانتقامية بعد انسحاب هذه البعثة".
ويستحضر المتخوفون من انتقام الجماعات المتشددة أمثلة كثيرة من التاريخ القريب، مشيرين إلى أنّه عندما انسحبت القوات الأمريكية من أفغانستان، ظل آلاف المترجمين دون حماية، وكانت النتيجة أن أعدمت حركة "طالبان" بعضهم، بينما اضطر الكثير منهم إلى الاختباء.
وتعبر مخاوف المترجمين وبقية العاملين مع القوات الأممية، من انتقام الجماعات المتطرفة في مالي، عن حساسية الوضع الأمني في البلاد بعد الانسحاب النهائي لبعثة "مينوسما" من مدينة كيدال، كبرى مدن شمال البلاد، ذلك أن الفراغ الذي ستتركه البعثة الأممية والذي تعجز السلطات المالية حاليا عن سدّه، ستحاول الجماعات المتطرفة أن تستغله لفائدتها، وفق مراقبين.
المصدر: إذاعة فرنسا الدولية