تقرير: "أزمة ثقة" تُهدد قدرة استجابة الأمم المتحدة للأزمات
تحدث تقرير لمجلة "فورن أفيرز" عن أزمة ثقة متزايدة تُهدد قدرة استجابة الأمم المتحدة للأزمات، ولا سيما بعد الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية، التي تُهدد بتوجيه رصاصة الرحمة على مصداقية وقدرة الأمم المتحدة في الاستجابة للأزمات.
وأوضح التقرير أن الأمم المتحدة التي استطاعت التكيف مع أزمات سابقة، تحتاج إلى تقليص طموحاتها في الوقت الراهن، لافتًا إلى أن عليها فيما يتعلق بالمسائل الأمنية، التركيز على عدد محدود من الأولويات وتسليم مقاليد إدارة الأزمات للآخرين عندما تستطيع ذلك.
وأشار التقرير إلى أن أزمة الثقة بدأت تحديدًا بين العرب والأمم المتحدة منذُ عام 1947 عندما صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح تقسيم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية، لكن ما أعقب ذلك كان ينتهي دومًا بـ"فيتو" أمريكي يوقف أي قرارات لصالح العرب والفلسطينيين وتدعم إسرائيل.
ولفت إلى النقاش المألوف الذي دار في الأمم المتحدة في الأسابيع التي تلت هجوم حماس على إسرائيل في الـ7 من شهر أكتوبر الماضي، حيثُ منعت الولايات المتحدة مجلس الأمن من الدعوة إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لكنها لم تتمكن من إيقاف قرار صدر في أواخر أكتوبر/تشرين الأول بأغلبية كبيرة في الجمعية العامة يطالب بـ "هدنة إنسانية".
وأكد أن الحروب في الشرق الأوسط وأوكرانيا، فضلاً عن التوترات بين الصين والولايات المتحدة، تجعل التعاون الدولي أكثر صعوبة وتشير إلى مشاكل قادمة، مرجحًا أن يستمر الانقسام الدبلوماسي ونقاط الضعف العملياتية، التي تعاني منها المنظمة الآن أو تتفاقم مع اتساع الانقسامات العالمية.
وبين التقرير أنه رغم إعراب العديد من مسؤولي الأمم المتحدة والدبلوماسيين، في الأسابيع الأخيرة، عن قلقهم من أن المنظمة في حالة سقوط حر، إلا أنه لا يزال بوسع الأمم المتحدة أن تجد موطئ قدم لها؛ إذا قامت بتحديث أدوارها الدبلوماسية والأمنية للتكيف مع الحقائق العالمية الجديدة، بحسب نفس المسؤولين.
وخلُص التقرير إلى إدراك مسؤولي الأمم المتحدة لتقلص دورهم وصلاحياتهم بفعل التنافس والصدام المستمر بين القوى الكبرى، ومع ذلك، فإن الرغبة لدى المسؤولين، وخصوصًا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الذي يجد نفسه عالقاً في مرمى النيران الدبلوماسية بشأن الأحداث في الشرق الأوسط، تبدو واضحة للاضطلاع بدور كبير في إدارة الصراعات الدولية.
ونوهت المجلة في تقريرها إلى أنه في ضوء التوترات الحالية، قد لا تكون الأمم المتحدة قادرة على أخذ زمام المبادرة في حل الأزمات الكبرى، لكنها تستطيع أن تفعل الكثير على الهامش لحماية الضعفاء.
المصدر: مجلة "فورن أفيرز" الأمريكية