صحف عالمية: قلق دولي مضاعف من "نووي إيران".. وأوكرانيا "مجبرة" على ترك باخموت
سلطت أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم، الأربعاء، الضوء على تقرير أثار مخاوف دولية بشأن اقتراب إيران من "مستوى صنع سلاح نووي".
وتناولت صحف مستجدات الأوضاع الميدانية للحرب الروسية الأوكرانية، وقالت إن أوكرانيا "قد تجبر" على ترك مدينة باخموت المتنازع عليها بشرق البلاد لصالح الروس الذي يفرضون خناقاً تاماً على المدينة المحاصرة.
وفي الولايات المتحدة، تحدثت الصحف عن توافق سياسي بين الحزبين على إجراءات أكثر صرامة ضد الصين، لكنها قالت إن الانقسامات حول حجم المساعدات لأوكرانيا لا تزال قائمة.
مخاوف من "نووي إيران".. وكيف ترد أمريكا؟
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن التقرير الذي أصدرته وكالة الطاقة الذرية أمس، الثلاثاء، وخلص إلى أن إيران ربما تقترب من "مستوى صنع أسلحة نووية"، أثار مخاوف منطقة الشرق الأوسط والغرب إزاء نشاط طهران المزعزع للاستقرار.
جاء ذلك بعد تقرير أصدرته الوكالة التابعة للأمم المتحدة يؤكد أن مفتشيها "عثروا على آثار لمواد نووية قريبة من درجة صنع الأسلحة في "منشأة فوردو" الإيرانية تحت الأرض، لكنه قال إن طهران تواصل إنتاج 60% من اليورانيوم المخصب في الموقع.
ووفقاً للتقرير الذي حصلت الصحيفة الأمريكية على نسخة منه، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنه خلال عمليات فحص بمنشأة "فوردو" في 22 يناير الماضي، أخذ المفتشون عينات تبين أنها تحتوي على جزيئات عالية التخصيب تصل إلى 83.7%.
وقالت الوكالة إن إيران زعمت في خطاب أن هذا كان نتيجة "تقلبات غير مقصودة في مستويات التخصيب". وأضافت أن "المناقشات بين الوكالة وإيران لا تزال جارية لتوضيح الأمر". وتقدر النسبة المطلوبة من اليورانيوم المخصب لتصنيع سلاح نووي بحوالي 90%.
وأوضحت الوكالة الدولية في تقريرها أن إيران تنتج مواد عالية التخصيب بنقاوة 60% منذ أوائل العام 2021، وهي نسبة أعلى من أي دولة أخرى غير نووية. وقالت الصحيفة إنه إذا بدأت إيران "عمدًا" في إنتاج مواد تصلح لصنع الأسلحة، فقد يؤدي ذلك إلى أزمة دولية مؤرقة غير معروفة عواقبها.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين أوروبيين قولهم إنه إذا ثبت اقتراب إيران من مستوى الأسلحة النووية، سيكون ذلك دافعاً للدول الغربية للتحرك لإلغاء الاتفاق النووي المبرم في 2015 "رسمياً"، الذي رفع معظم العقوبات الدولية عن طهران. كما صرحوا بأن التطورات ربما تدفع إسرائيل إلى شن هجوم عسكري على إيران.
وتجدر الإشارة إلى أن إيران كانت قد وسعت نطاق أنشطتها النووية بشكل كبير منذ 2019، بعد عام من انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي. كما فشلت جهود الرئيس الحالي، جو بايدن، لإحياء الاتفاق حتى الآن.

وعن السيناريو الأكثر ترجيحاً للرد على البرنامج النووي، ذكرت مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية أن الولايات المتحدة وإسرائيل يمكنهما العمل معاً والتنسيق فيما بينهما والبحث عن طريقة قوية لمكافحة مخططات إيران، وذلك في ضوء التهديدات التي تمثلها أنشطة طهران في المنطقة.
ورأت المجلة أن إسرائيل تعد الدولة الوحيدة التي تواجه باستمرار وبشكل استباقي تهديدات إيران للأمن الإقليمي والعالمي، مشيرة إلى أنه يجب على واشنطن أن تشجع تل أبيب وتدعمها وتنضم إليها في "اتخاذ إجراءات قوية" لمنع إيران من تنفيذ "الإرهاب" وتعزيز برنامجها النووي.
وذكرت المجلة أنه وفقاً لما تعرف بـ"حرب الظل" بين تل أبيب وطهران منذ سنوات، تواصل إسرائيل هجماتها "الاستراتيجية" في مواجهة التوسع العسكري لإيران ودحره ولتقويض قدراتها والميليشيات التابعة لها، فضلاً عن منعها من الحصول على الأسلحة الدقيقة.
وقالت المجلة إنه بينما تعد إسرائيل شريكاً أمنياً للولايات المتحدة منذ عقود، إلا أنها في الوقت الحالي تخدم المصالح الأمريكية في ما يتعلق بإعاقة تدفق الطائرات دون طيار الإيرانية إلى روسيا، من خلال شن ضربات دقيقة على المصانع العسكرية المعنية.
وأضافت المجلة أنه مع تركيز الولايات المتحدة على مساعدة أوكرانيا وهزيمة القوات الروسية، يجب على إدارة بايدن استخدام أدوات تتجاوز العقوبات والدبلوماسية، بما في ذلك "القوة العسكرية والعمل السري"، لتعطيل الدعم الإيراني المميت لموسكو.
وتابعت المجلة أنه من خلال التنسيق الوثيق مع إسرائيل، يجب على الولايات المتحدة أن تتبنى علنًا سياسة واضحة لردع وإحباط الهجمات الإيرانية وانتشار الأسلحة من خلال استخدام "قوة عسكرية استباقية متسقة"، وذلك بعد "الفشل الواضح لحسن نية إدارة بايدن" واستخدام الدبلوماسية مع النظام الإيراني.
أوكرانيا "مجبرة" على ترك باخموت.. وتأهب روسي
سلطت مجلة "نيوزويك" الأمريكية الضوء على آخر التطورات الميدانية للحرب الروسية الأوكرانية واحتدام القتال بشرق البلاد، وقالت إن كييف أرسلت إشارات "كئيبة" حول عدم قدرتها على الدفاع عن مدينة باخموت المحاصرة.
وذكرت المجلة أن عدداً من المسؤولين الأوكرانيين أشاروا إلى احتمال "إجبار" بلادهم على ترك باخموت لصالح الروس، بعد ضغط روسي واسع النطاق للسيطرة على المدينة التي تمنحها فوزاً استراتيجياً مهماً بعد سلسلة انتكاسات، حيث تعتبر باخموت مفتاح السيطرة على مقاطعة دونيتسك.
وبعدما صرح الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، بأن "العدو يدمر تدريجياً كل ما يمكن استخدامه لحماية مواقعنا ولتعزيزاتنا ودفاعنا في باخموت"، نقلت المجلة عن مسؤولين عسكريين قولهم إن ظروف القوات الأوكرانية في المدينة أصبحت أكثر صعوبة.
ونقلت المجلة عن "معهد دراسة الحرب"، ومقره واشنطن، زعمه أن القوات الروسية المتمركزة حول باخموت تتبنى تكتيكات استخدمتها مجموعة "فاغنر" المرتزقة، بما في ذلك الهجمات الأمامية من قبل مجموعات أصغر، وذلك بعدما تضاءلت مخزونات المدفعية الروسية خلال القتال الذي دام ستة أشهر للسيطرة على المدينة.
وأوضحت المجلة أن روسيا ترسل قواتها إلى معركة مدينة باخموت منذ يوليو للسيطرة على مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك (منطقة دونباس)، لتحقيق هدف حرب معلن من قبل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. ونقلت عن الجيش الأوكراني أن روسيا عززت قواتها بالقرب من باخموت وقصفت مستوطنات حول المدينة على مدار الأيام القليلة الماضية.

وفي غضون ذلك، كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية النقاب عما وصفته بـ"تأهب روسي واسع النطاق"، وذلك بعدما قال الكرملين إن طائرة عسكرية دون طيار حاولت قصف منشأة غاز بالقرب من العاصمة، موسكو، في هجوم يحمل بصمات أوكرانيا.
ووفقاً للصحيفة، يظهر الحطام أن الطائرة كانت أوكرانية الصنع، مما يشير إلى محاولة نادرة من قبل كييف لضرب مئات الكيلومترات خلف الخطوط الروسية. وقالت الصحيفة إن الهجوم المزعوم يعد أحد التقارير العديدة عن الضربات الناجحة أو المحاولات بطائرات دون طيار في أربع مناطق على الأقل في روسيا أمس.
ونقلت الصحيفة عن حاكم منطقة موسكو، أندريه فوروبيوف، قوله إن طائرة دون طيار قد تحطمت في قرية جوباستوفو بالقرب من العاصمة، موضحاً أنها كانت موجهة لاستهداف "موقع بنية تحتية مدنية"، وذلك في إشارة إلى محطة "غازبروم" لضغط الغاز في ضواحي موسكو، على بعد ما يزيد قليلاً عن 80 كيلومتراً جنوب شرق الكرملين.
وقالت الصحيفة إنه إذا تم التأكد من صحة الهجوم، إلى جانب الضربات الأخرى التي أطلقت من الأراضي الأوكرانية أمس، فيعد ذلك أكثر الهجمات الأوكرانية طموحًا منذ شن الكرملين غزوه الواسع النطاق في فبراير من العام الماضي.
وأضافت الصحيفة أن الهجمات قد تسببت في "حالة توتر" بروسيا، حيث تم إغلاق المجال الجوي فوق سان بطرسبرغ. وعلى الأثر، أمر الزعيم الروسي بتشديد الضوابط الحدودية، على الرغم من أنه لم يستشهد على وجه التحديد بحوادث أمس.
توافق أمريكي حول الصين.. وانقسام بسبب أوكرانيا
قالت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية إنه بينما عمل الملف الصيني على توحيد الديموقراطيين والجمهوريين معاً، فإن الانقسامات حول حجم المساعدات لأوكرانيا ومراقبتها، لا تزال قائمة داخل أروقة الكونغرس.
وذكرت الصحيفة أنه رغبة في كبح جماح النفوذ الصيني الذي يهدد الولايات المتحدة، وافق المشرعون الأمريكيون من الحزبين في لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب أمس بـ"الإجماع" على سلسلة من مشاريع القوانين المصممة لكبح القوة الاقتصادية للبلاد.
وقالت الصحيفة إن اللجنة وافقت على 10 مشاريع قوانين بدعم واسع، بما في ذلك الإجراءات التي من شأنها أن تجعل الحكومة الأمريكية تدقق في المؤسسات المالية التي تخدم كبار المسؤولين الصينيين، وتستهدف قطاع العقاقير الاصطناعية، بالإضافة إلى تكليف وزارة الخزانة بإعداد تقرير عن المخاطر الاقتصادية العالمية المرتبطة بالقطاع المالي الصيني.
وأضافت الصحيفة أن الحزمة تضمنت أيضاً مشاريع قوانين مؤيدة لتايوان من شأنها أن تشجع عضوية تايوان في صندوق النقد الدولي وتستبعد الصين من مجموعة العشرين وغيرها من المنظمات العالمية في حالة تهديدها لأمن تايوان.
وأوضحت الصحيفة أن مشاريع القوانين الأخيرة لم تصل إلى حد التدخل الرئيسي في الاقتصاد الصيني، مثل القيود على الاستثمار الأمريكي. ونقلت عن رئيس لجنة الخدمات المالية، باتريك ماكهنري، قوله إن دعم الحزبين كان ملحوظًا "في الكونغرس المنقسم الذي ادعى العديد من النقاد أنه لن يحقق الكثير".

وفي المقابل، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، ضغط أمس من أجل المزيد من "التدقيق"، و"الحد" في الوقت نفسه، من "مساعدات بايدن" العسكرية لأوكرانيا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز بالبيت الأبيض قوله إن وزارة الدفاع (البنتاغون) لم ترصد أي أسلحة تم إرسالها إلى أوكرانيا سقطت في أيدي الخطأ، وذلك رداً على تساؤلات النقاد من كلا الحزبين، وخاصة الجمهوريين منهم، الذين يسعون إلى الحد من المساعدات العسكرية لكييف.
وأوضحت الصحيفة أن لجنة الخدمات المسلحة بمجلس النواب تتفق على الحاجة إلى التدقيق الأكثر صرامة لعشرات المليارات من الدولارات والأسلحة الأمريكية التي وفرتها الإدارة لأوكرانيا للمساعدة في صد الهجوم الروسي. وكان الجمهوريون قد أعلنوا نيتهم الحد من تقديم المساعدات لأوكرانيا.
في غضون ذلك، صرح زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، بأنه لا ينبغي للكونغرس خفض الإنفاق الدفاعي، "بل زيادته حسب الضرورة لمواجهة التهديدات التي تشكلها روسيا والصين"، وذلك كجزء من أي حزمة لخفض العجز قد يحاول الجمهوريون في مجلس النواب إلحاقها بتشريعات الحد من الديون.