وزير الخارجية الإيراني: "لا خطوط حمر في الدفاع عن شعبنا ومصالحنا"
بعد كل قصف إسرائيلي على جنوب لبنان، تلبّي فرق الدفاع المدني النداء لإخماد حرائق أو إسعاف مصابين لكنها تتحرك بإمكانات محدودة، على غرار مؤسسات الدولة المنهكة بفعل انهيار اقتصادي مزمن.
وقال رئيس مركز النبطية (جنوب) الإقليمي في الدفاع المدني حسين فقيه الذي يشرف على 21 مركزاً محلياً: "نتدخل في الإطفاء والإنقاذ والإسعاف بصعوبة، كون إمكاناتنا على غرار أي إدارة موجودة في الدولة اللبنانية، متواضعة جداً".
وتشهد المنطقة الحدودية تبادلاً للقصف خصوصاً بين حزب الله وإسرائيل منذ شنّ حركة حماس في السابع من الشهر الحالي هجوماً غير مسبوق على إسرائيل التي ترد بقصف مركز على قطاع غزة المحاصر.
ويخشى كثيرون من توسع الحرب، حيث يقوم السكان بالتموّن بمواد غذائية وأدوية ومحروقات أو يبحثون عن منازل للإيجار بعيداً عن مناطق قد تتحول لاحقاً إلى ساحة قتال او هدفاً للقصف كما حصل في حروب سابقة.
وأضاف فقيه: "نحتاج لتجديد أسطولنا ومعداتنا، فالآليات الموجودة في مراكزنا تعمل لكن لا نعرف متى تتوقف، إذ إن عمر أقل سيارة نحو 30 عاماً (..) حتى إذا أصاب ثقب عجلة السيارة، لا يمكن أن نأتي بعجلة أخرى".
دولة غير جاهزة
وحذّر أنيس عبلة، رئيس مركز مرجعيون التابع لمركز النبطية الإقليمي، من أن تندلع الحرب من دون أن تتمكن فرق الإنقاذ من تأمين المياه للآليات، أو حتى الاحتياجات الأساسية كالغذاء للعناصر.
واشتكى عبلة من غياب معدات الحماية الرئيسة لعناصره مثل الدروع والخوذ، قائلا: "نحن خط الدفاع الأول، ورغم ذلك ليس لدينا ما نحمي به أنفسنا لنساعد الناس".
وقال رئيس بلدية حاصبيا لبيب الحمرا الذي يشرف على خمسة مراكز لإيواء النازحين: "أكبر مخاوفي أن تتكرر تجربة العام 2006 (..) الدولة اللبنانية غير مؤهلة لمواجهة كارثة من هذا النوع على الصعيد الوطني".
وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الإثنين، إنه يقوم بما في وسعه "لأن تكون الدولة وأجهزتها المتواضعة حاضرة لتوفير احتياجات المواطنين.
دولة منهارة
وجراء الأزمة الاقتصادية وانهيار سعر صرف الليرة، يعيش معظم السكان تحت خط الفقر وهم غير قادرين على تأمين احتياجاتهم الأساسية على وقع ارتفاع هائل في أسعار المواد الأساسية ومنها المحروقات.
وباتت مرافق الدولة عاجزة عن توفير أبسط الخدمات، فيما يرزح القطاع الصحي الذي يشكل العمود الفقري لأي خطة استجابة في زمن الحرب، تحت أعباء النقص في التجهيزات وحتى الطواقم بعدما اختار أطباء وممرضون الهجرة.
وقال وزير الصحة فراس أبيض: "في العام 2006، لم تكن لدينا أزمة دواء أو معدات طبية، ولم تكن لدينا هجرة أدمغة في القطاع الطبي أو أزمة اقتصادية خانقة".
وتحتاج وزارة الصحة وحدها بين 30 و40 مليون دولار لخطة الطوارئ الخاصة بها، وفق أبيض الذي يقول إن "لبنان يفعل ما بوسعه لزيادة مستوى الجهوزية" برغم الصعوبات.
وقال علي عواضة (74 عاماً) من غرفة في مركز إيواء في حاصبيا: "دولتنا انهارت وماتت وما من اقتصاد.. اليوم أسوأ توقيت (...) فنحن غير قادرين حتى على شراء الخبز".