حزب الله: قصفنا بدفعة صاروخية نوعية مركز التأهيل والصيانة 7200 جنوب حيفا
بمرور مئة يوم على توليه رئاسة السنغال، يواجه باسيرو ديوماي فاي، عقبات أمام طموحاته للتغيير، وتحقيق الإصلاحات الموعودة، بسبب افتقار حزبه للأغلبية البرلمانية، بحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية.
وكان فاي أعلن في مقابلة سابقة مع الصحيفة، في 19 مارس/ آذار، حين كان مرشحا من خارج البلاد، نيته إحداث تحول في السياسة السنغالية.
جاء ذلك التصريح بعد أيام فقط من إطلاق سراحه من السجن، وقبل وقت قصير من فوزه بالجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.
وذكرت لوموند أنه منذ توليه منصبه في 2 أبريل/نيسان، فقد اتخذ فاي، الذي كان ذات يوم شخصية معارضة غير معروفة تقريبًا، نهجًا حذرًا يهدف إلى تحقيق التعافي لأمة عانت ثلاث سنوات من القمع في ظل النظام السابق.
وأوضحت أن صعود فاي إلى السلطة كان غير متوقع بالنسبة لمفتش ضرائب ريفي هادئ ومتواضع، جرى اختياره كمرشح احتياطي لحزب وطنيي السنغال من أجل العمل والأخلاق والأخوة (باستيف) بعد استبعاد زعيمه الذي يتمتع بشخصية كاريزمية، عثمان سونكو.
وجذبت الديناميكيات بين فاي وسونكو اهتمامًا كبيرًا، وأصبح الرجلان صديقين وحليفين سياسيين لعقد من الزمن، وهما يحكمان الآن معًا، مع تعيين سونكو رئيسًا للوزراء.
وأكدت الصحيفة أنه بينما يركز فاي على الدبلوماسية الخارجية، فإن سونكو له حضور مهيمن على المستوى المحلي، مبينة أن هذه الشراكة تمثل تحولاً كاملاً في السلطة في السنغال، وتختلف بشكل ملحوظ عن النظام السابق حيث كان الرئيس مهيمنًا على المشهد، وكان رئيس الوزراء شخصية صورية إلى حد كبير.
تؤكد سياسة فاي الخارجية على إبعاد السنغال عن علاقاتها التاريخية مع فرنسا.
لوموند
وبحسب الصحيفة، تؤكد سياسة فاي الخارجية على نهج أكثر أفريقية، وإبعاد السنغال عن علاقاتها التاريخية مع فرنسا، موضحة أنه على النقيض من سلفه ماكي سال، الذي سارع إلى الحصول على مساعدة مالية من باريس، قام فاي بتأخير زيارته إلى الإليزيه، معطيًا الأولوية للجولات الدبلوماسية عبر أفريقيا.
وأضافت الصحيفة أنه في غضون ثلاثة أشهر، وضع فاي نفسه كوسيط بين دول تحالف الساحل والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، ما يعكس استمرارية الدبلوماسية التي كان رائدها أول رئيس للسنغال، ليوبولد سيدار سنغور.
وعلى الصعيد المحلي، وضع فاي أهدافًا طموحة، بما في ذلك معالجة تكاليف المعيشة المرتفعة، والإصلاحات القضائية، وتحسين الحكم، وتعزيز التعليم والتوظيف.
وفي حين انخفضت أسعار الضروريات الأساسية مثل الأرز والزيت والسكر في الآونة الأخيرة، فإن المنتقدين ينظرون إلى هذه التدابير على أنها غير كافية.
وفي ما يتعلق بالإصلاح القضائي، أحرز فاي تقدمًا من خلال الالتزام بالتوصيات الصادرة عن مؤتمر وطني ضم معتقلين وقضاة سابقين.
وتشمل الجهود المبذولة لتحسين الحوكمة إطلاق عمليات تدقيق في القطاعات الحيوية ووقف مشاريع البناء المثيرة للجدل على طول ساحل داكار.
ومع ذلك، لم يتم إحراز تقدم كبير في التوظيف، ولا سيما بالنسبة للشباب والنساء، ما أدى إلى انتقادات واتهامات بالعجز من قبل المنتقدين.
وتواجه إدارة فاي نفاد الصبر والاضطرابات المتزايدة، ولا سيما بين قاعدة باستيف.
وقد أدت محاولات رئيس الوزراء سونكو لقمع المعارضة في بعض الأحيان إلى نتائج عكسية، كما جرى خلال زيارة إلى كولوبان حيث واجه صيحات الاستهجان من العامة.
وأشارت الصحيفة إلى أن قدرة الثنائي على تنفيذ أجندتهما مقيدة بوضعهما كأقلية في الجمعية الوطنية، إذ يشغل باستيف 27 مقعدًا فقط من أصل 165 مقعدًا، مبينة أن هذه العقبة قد تسهم بالدفع لإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، رغم عدم صدور إعلان من هذا القبيل.
وأدى رفض سونكو إلقاء خطابه السياسي في الجمعية إلى زيادة التوترات السياسية، وإحياء أصوات المعارضة.
ويحذر أليون تين، رئيس مركز أبحاث "أفريكاجوم"، من أنه دون إيجاد توازن، قد يتصاعد الوضع، ما قد يؤدي إلى قطيعة لم تكن مقصودة من قبل إدارة فاي.