حزب الله يقول إنّه استهدف شركة "صناعات عسكرية" إسرائيلية شرق عكا

logo
العالم

لوموند: تعيين بارنييه رئيسًا للحكومة الفرنسية انتصار غير متوقع لليمين

لوموند: تعيين بارنييه رئيسًا للحكومة الفرنسية انتصار غير متوقع لليمين
بارنييه وماكرونالمصدر: (أ ف ب)
06 سبتمبر 2024، 7:26 م

قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن تعيين ميشيل بارنييه، أحد أبرز شخصيات حزب الجمهوريين رئيسًا للوزراء، يعد انتصارًا غير متوقع لليمين، ويعكس تحولاً سياسيًا مفاجئًا، لاسيما أن حزبه حلّ في المركز الخامس في الانتخابات التشريعية قبل شهرين فقط.

وأضافت الصحيفة أنه مع وجود 47 نائبًا فقط في الجمعية الوطنية، كان نجاح "الجمهوريين" في الحصول على أعلى منصب حكومي مفاجئًا للكثير من المراقبين السياسيين، فيما شكك البعض الآخر في شرعية ديمقراطية لهذا التعيين.

ولفتت إلى أن هذا التحول يأتي في وقت يسعى فيه الحزب اليميني إلى إعادة تعريف دوره في السياسة الفرنسية.

بدوره، علّق أنطوان فيرموريل ماركيز، نائب "الجمهوريين" عن منطقة لوار، قائلاً: "هذا خبر سار لفرنسا واليمين، إنها فرصة لنا لإعادة احتلال المساحة السياسية بعد 12 عامًا من مغادرتنا ماتينيون".

ترحيب حذر داخل قيادة الجمهوريين

وبحسب الصحيفة، أثار تعيين بارنييه ردود فعل متباينة داخل "الجمهوريين" حيث أعرب قائدا الحزب، لوران فوكييه، رئيس مجموعة "الجمهوريين" في الجمعية الوطنية، وبرونو ريتايو، رئيس مجموعة أعضاء مجلس الشيوخ للحزب، عن تحفظاتهما في البداية بشأن ترشيح بارنييه.

وكلاهما كان مترددًا في دعم ترشيح سلفه، كزافييه بيرتراند، لهذا المنصب، لكنهما تراجعا وقدَّما الدعم لبارنييه.

وكان على فوكييه، تحديدًا، أن يوازن بعناية بين الديناميكيات الداخلية للحزب قبل تقديم دعمه بارنييه، لاسيما أنه بعد محادثاته مع الرئيس إيمانويل ماكرون قبل أيام فقط، قبل فوكييه، على مضض، احتمال ترشيح بيرتراند. 

يشار إلى أن تأييد فوكييه لبارنييه كان أكثر سلاسة، نظرًا لأن بارنييه يتمتع بحيادية طويلة الأمد، ولم يكن له خصوم داخليون في "الجمهوريين". 

وبارنييه، البالغ من العمر 73 عامًا، بنّى مسيرة سياسية هادئة دون تكوين أعداء، وهي ميزة نادرة في السياسة الفرنسية الحديثة.

أما بالنسبة لبرونو ريتايو، فقد كان موقفه متشابهًا، حيث تردد في البداية في دعم بيرتراند، لكنه كان مستعدًا للتنازل بعد أن تعاون معه على "ميثاق تشريعي" كان من شأنه أن يضع اليمين في موقف معارض بنّاء لحكومة ماكرون.

انتصار إستراتيجي للجمهوريين

وأضافت الصحيفة أن تعيين بارنييه هو بمثابة انتصار تكتيكي لـ"الجمهوريين"، رغم أنه يثير تساؤلات حول مستقبل الحزب واتجاهه.

بدوره، كان أوليفييه مارليكس، الرئيس السابق لمجموعة "الجمهوريين" في الجمعية الوطنية والمعارض الواضح لماكرون، من أوائل من دعا لتعيين رئيس وزراء من الحزب. 

كما أعربت ماري-كلير كارير-جي، عضوة مجلس الشيوخ عن باريس، عن دعمها المبكر لبارنييه، قائلة: "الجمهوريون وحدهم يمكنهم، الآن، ادّعاء ماتينيون، وتشكيل محور أغلبية أوسع".

في الوقت الذي كان فيه اليمين يبحث عن فرصة للعودة، واجه برنارد كازنوف، الاشتراكي السابق والمنافس القوي على منصب رئيس الوزراء، معارضة من اليسار الذي كان يسعى إلى الحفاظ على وحدة "الجبهة الشعبية الجديدة".

وخلق هذا الوضع فرصة للجمهوريين للتقدم بترشيح بارنييه، بالإضافة إلى دعم الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، والذي قد دعا علنًا الجمهوريين لتأمين رئاسة الوزراء، مؤكدًا أن التغيير الحقيقي يمكن تحقيقه فقط من داخل الحكومة.

نحو ائتلاف على الطراز الألماني

ويفتح تعيين بارنييه الباب أمام إمكانية تشكيل حكومة ائتلافية على الطراز الألماني، حيث تعمل الأحزاب المختلفة معًا على أساس كل مشروع قانون على حدة لتمرير التشريعات.

من جانبه، أشار أنطوان فيرموريل ماركيز، حليف بارنييه المقرب، إلى أن هذا النموذج قد يساعد في التعامل مع المشهد السياسي الفرنسي المجزأ، مضيفًا: "من خلال معرفة بارنييه، من المحتمل أنه يتصور ائتلافًا يشبه النموذج الألماني، حيث يتم جمع الأحزاب المختلفة حول طاولة واحدة لتشكيل أغلبية حول مشاريع قوانين معينة".

وهذا الائتلاف يتطلب من بارنييه أن يدير التوقعات بحذر داخل حزبه من جهة، ومن القوى السياسية الأخرى من جهة أخرى.

ووضع فوكييه، على وجه الخصوص، شرطين لدعم رئيس وزراء من "الجمهوريين"، الأول هو تجنب تصويت فوري بحجب الثقة، وهو ما يبدو مضمونًا مع إعلان "التجمع الوطني" اليميني المتطرف (RN) عن استعداده للحكم على حكومة بارنييه بناءً على أدائها. 

أما الشرط الثاني، فهو تبني سياسات يمينية والاستفادة القصوى من "الميثاق التشريعي"، وهذه الشروط تشير إلى حالة من التعايش السياسي.

انقسامات داخل الحزب

وأوضحت "لوموند" أنه على الرغم من عودة "الجمهوريين" إلى ماتينيون، إلا أن الحزب لا يزال منقسمًا حول المشاركة الكاملة في الحكومة، لافتة إلى أن العديد من نواب الحزب يُعدّون سيرهم الذاتية، استعدادًا لتولّي مناصب وزارية محتملة، على الرغم أن بعضهم، مثل إريك بوجيه، النائب عن منطقة ألب ماريتيم، ما زالوا يصرون على عدم الانضمام إلى ائتلاف حكومي. 

أخبار ذات علاقة

بارنييه: فرنسا بحاجة إلى الوحدة

 وقال بوجيه: "موقف مجموعتنا يظل هو عدم المشاركة في ائتلاف حكومي".

وأكدت الصحيفة أنه في النهاية، وعلى ما يبدو، ستخضع قيادة بارنييه للاختبار بناءً على قدرته على الموازنة بين هذه المصالح المتنافسة أثناء قيادته لمشهد سياسي منقسم، بصفته عضوًا وفيًا في حزبه منذ العام 1976، فهو على دراية تامة بتعقيدات السياسة الفرنسية، مشددة على أنه مع ذلك، فإن المهمة التي تنتظره بعيدة، كل البعد، عن السهولة.

 وختمت الصحيفة تقول: "التحدي الحقيقي لبارنييه، الدبلوماسي المخضرم ومفاوض بريكست السابق، هو في كيفية إدارة المطالب المتناقضة لحزبه، والناخبين الفرنسيين، والجمعية الوطنية المنقسمة".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC