مقاطعة كورسك الروسية.. أهمية استراتيجية ورمزية تاريخية

برز اسم مقاطعة كورسك الروسية في الأخبار الأسبوع الماضي، بعدما توغل الجيش الأوكراني داخلها بنحو شكل مفاجأة لموسكو والعالم أجمع حيث سيطر على أكثر من 20 بلدة وقرية فيها.

ويعد هذا التوغل أول دخول للأراضي الروسية منذ الحرب العالمية الثانية، عندما اجتاح الجيش النازي بزعامة أودلف هتلر الاتحاد السوفيتي.

ومقاطعة كورسك أوبلاست، هي كيان فيدرالي روسي عاصمته مدينة كورسك، وتضم العديد من المدن أبرزها دميترييف- لغوفسكي، فاتيج، كورشاتوف، لغوف، أوبيان، رايلسك، شتشيغري، سودجا، وجيليزنوغورسك، ويزيد عدد سكانها على المليون نسمة.

تعد المقاطعة واحدة من أكبر منتجي خام الحديد في روسيا، وفيها أغنى رواسب خام الحديد في العالم.

وتعتبر عاصمتها مدينة كورسك مركزا صناعيا مهما في روسيا، إذ تضم مجموعة من مؤسسات الإنتاج الصناعي في مجال الطاقة وبناء الماكينات والصناعات الكيميائية وكيمياء النفط، إضافة إلى الصناعات الغذائية والصناعات الخفيفة. 

 

كما ينتج في المدينة مولدات ثابتة ومتنقلة لإنتاج الطاقة الكهربائية والأجهزة الإلكترونية للطائرات وأجهزة الحماية الإلكترونية والبطاريات والألياف التركيبية والسيور الناقلة وكذلك الأنسجة الصناعية والأدوية وغيرها.

وتضم المقاطعة كذلك محطة للطاقة النووية، مكونة من 4 مفاعلات، على ضفة نهر سيم على بعد حوالي 40 كيلومترًا غرب مدينة كورسك، حيث تغذي المحطة شبكة "كورسك أوبلاست" و19 منطقة أخرى بالكهرباء.

شهدت كورسك أكبر معركة دبابات في التاريخ يوليو/تموز وآب/أغسطس من العام 1943، شارك فيها 6 آلاف دبابة ومليونا جندي و4 آلاف طائرة، وانتهت بهزيمة مدوية للألمان، فتحت الباب للهجمات السوفيتية الكبرى بعد ذلك.

وتلقب مدينة كورسك بمدينة "المجد العسكري"، نظرا للتضحيات الكبيرة التي قدمتها خلال الحرب العالمية الثانية.

مع العلم أن المقاطعة مسقط رأس الزعيم الرابع للاتحاد السوفيتي نيكيتا خروشوف.

وبعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/شباط 2022، شكلت المقاطعة الحدودية مع أوكرانيا أهمية استراتيجية كونها تمثل محورا كبيرا للنقل البري للقوات الروسية.