تقرير: أوكرانيا تفقد تفوقها أمام روسيا في "حرب المُسيّرات"
كشف الصراع الدائر بين أوكرانيا وروسيا عن تفاوت تكنولوجي صارخ في مجال حرب الطائرات دون طيار، فبينما تصدَّرت أوكرانيا عناوين الأخبار في بداية الحرب بسبب براعتها في قتال القوات الروسية، يؤكد خبراء، حاليًا، أن البلاد تتخلف عن خصمها في هذا الجانب الحاسم من الحرب الحديثة.
وأعرب الخبراء، بحسب تقرير نشرته صحيفة "بيزنس إنسايدر"، عن مخاوفهم بشأن قدرات الطائرات دون طيار في أوكرانيا، مشيرين إلى وجود نقص لديها في طياري المسيَّرات، ومعداتها المتطورة.
وأكدت ميليسا هارينج، الزميلة البارزة في المجلس الأطلسي، التي عادت، مؤخرًا، من الخطوط الأمامية في أوكرانيا، أن الواقع مرير بالنسبة للمدنيين والجنود الأوكرانيين، بعدما اطلعت على مخزون أوكرانيا من المسيرات، مبينة أن جودتها رديئة.
وأكد تقرير الصحيفة أن استخدام أوكرانيا للطائرات دون طيار كان له تأثير كبير خلال المراحل الأولى من الهجوم الروسي، العام 2022، حيث انتشرت على نطاق واسع مقاطع فيديو تظهر الدبابات الروسية، التي دمرتها طائرات مسيرة من طراز "بيرقدار TB2".
وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن روسيا تكيفت بسرعة من خلال تعزيز دفاعاتها الجوية وقدراتها في الحرب الإلكترونية، وبدأت باستخدام طائرات دون طيار إيرانية الصنع من طراز "شاهد-136" بشكل فعال.
وبدأت أوكرانيا تصنيع طائرات دون طيار محليًا، مع التركيز، بشكل خاص، على طائرات دون طيار هجومية من نوع "Punisher"، والمصممة للتهرب من تكنولوجيا التشويش الإلكترونية الروسية.
ونوَّهت الصحيفة إلى أنه تم استخدام طائرات دون طيار من طراز "R18" محلية الصنع، والتي تبلغ تكلفة كل منها 100 ألف دولار، لاستهداف الدبابات الروسية، موضحة أنه في سباق إنتاج المسيَّرات تبقى محاولات أوكرانيا مستمرة للحاق بروسيا، التي تتباهى بقدراتها الكبيرة في الإنتاج الصناعي العسكري.
وأضاف التقرير أن الحكومة الأوكرانية تعهدت بتخصيص أكثر من مليار دولار لتطوير الطائرات دون طيار في العام المقبل، لكن الكثيرين على الأرض يشعرون أن هذا غير كافٍ، وقد أخذ المجتمع المدني والناشطين المحليين على عاتقهم سد هذه الفجوة التكنولوجية من خلال تدريب طياري الطائرات دون طيار وشراء طائرات دون طيار بشكل مستقل.
وشدد صامويل بينديت، خبير الطائرات دون طيار في مركز التحليلات البحرية الأمريكي، على أهمية اتخاذ الحكومة الأوكرانية قرارات إستراتيجية فيما يتعلق بالاستثمار في المسيَّرات، مشيرًا إلى أن أوكرانيا كانت رائدة في بداية السباق التكنولوجي، لكنها تراجعت، الآن، بسبب حجم روسيا ونهجها الحربي.
