غارة إسرائيلية على بلدة "عيتيت" في قضاء "صور" جنوبي لبنان

logo
العالم

وسط تحذيرات موسكو.. هل تدخل الحرب الأوكرانية "منعطفاً" جديداً؟

وسط تحذيرات موسكو.. هل تدخل الحرب الأوكرانية "منعطفاً" جديداً؟
آليات روسية في مقاطعة كورسكالمصدر: رويترز
05 سبتمبر 2024، 9:22 ص

توقع خبراء أن تدخل الحرب الروسية الأوكرانية منعرجًا جديدًا، إثر تحذيرات موسكو شديدة اللهجة لكييف وحلفائها من الدول الغربية من ضرب العمق الروسي.

وحذر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس الولايات المتحدة من المزاح بشأن "الخطوط الحمراء" التي حددتها روسيا، مؤكدًا أن واشنطن فقدت الإحساس بالردع المتبادل الذي دعم التوازن الأمني بين موسكو وواشنطن منذ الحرب الباردة، و"هذا أمر خطير".

وبحسب الخبراء، فإن روسيا لن تسمح بتكرار سيناريو هجوم "كورسك"، واختراق حدودها المتاخمة للدول الغربية، وتحديدًا من ناحية بحر البلطيق، الذي يعد الذراع الرئيسي الشمالي لدول حلف الناتو، وهو ما تسعى للسيطرة عليه من خلال نشر قواتها، وتعزيز التحالف والوجود العسكري مع حلفائها في آسيا.

ويشير الخبراء في تصريحاتهم لـ«إرم نيوز»، إلى أن استخدام الأسلحة الأمريكية في الحرب ضد روسيا يُعزز موقف موسكو بتغيير عقيدتها النووية خلال الأيام المقبلة، لوقف التهديدات الأوروبية والأمريكية المتزايدة.

أخبار ذات علاقة

روسيا تعزز أمن محطاتها النووية.. طمأنة دبلوماسية بنكهة التهديد

منعرج جديد

وتوقّعت خبيرة العلاقات الدولية الدكتورة إيمان زهران، أن "تشهد الحرب منعرجًا جديدًا الأيام المقبلة بعد ثبوت استخدام كثير من الأسلحة الغربية وأبرزها صواريخ "هيمارس" والمسيّرات الأمريكية والبريطانية في سومي".

وأردفت أن "الرد الروسي على هذه التحركات الأوروبية الأوكرانية الخفية قد يكون قاسيًا ومولمًا من جانب روسيا، وهذا الرد يأتي في إطار حماية سيادتها وأراضيها من الضربات الأوروبية المحتملة".

وأشارت زهران في تصريح لـ«إرم نيوز» إلى أن "الصواريخ الأمريكية والمسيرات البريطانية لن تصمد أمام القدرات العسكرية الروسية، وقدرتها الإنتاجية المتجددة التي تتخطى آلاف الأنواع من المسيرات والصواريخ والذخائر شهريًا، ما يثير مخاوف أوكرانيا من اليوم التالي لاستنزاف أسلحتها وأيضا نفاد الإمدادات الغربية".

وأضافت خبيرة العلاقات الدولية، أن "الدول الغربية تعلم جيدًا أن القوات الأوكرانية لن تصمد طويلا داخل الأراضي الروسية بعد الخسائر الفادحة التي تعرضت لها مؤخرًا في كورسك، لذا فإن دول الناتو تسعى الآن لزيادة الإمدادات العسكرية لأوكرانيا في الخفاء، لتصدير مشهد للعالم أنها رفعت أيديها عن الدعم الأوكراني، في خضم التغيرات في الساحة السياسية والأزمات التي تشهدها دولها الغربية".

أخبار ذات علاقة

ما الذي يفرض على روسيا مراجعة "عقيدتها النووية"؟ الكرملين يكشف

كارثة مرتقبة

وتابعت زهران، أن "موسكو تأخذ في الاعتبار جميع السيناريوهات الأوكرانية المدعومة من الغرب بضرب العمق الروسي باستخدام الأسلحة بعيدة المدى، وأن الرد الروسي بدأ في الظهور علينا بعد تصريحات بوتين والمتحدث باسم الكرملين التي تضمن تغيير العقيدة النووية".

مؤكدا أن "هذا ليس تهديدا روسيًّا، وإنما واقع بدأت روسيا في دراسته، وحال إتمامه فإنه ينذر بكارثة من العيار الثقيل، قد تلقي بظلالها على الدول الأوروبية وتحديدا الشمال الأوروبي".

فيما يرى المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية الدكتور رامي القليوبي، أن "استمرار الهجوم الأوكراني المدعوم بالأسلحة الغربية يُشير إلى عدم اليقين بالسير نحو التفاوض الذي دائما ما يُطالب به الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينكسي، في تصريحاته التي يحاول بها حشد المجتمع الغربي، وتقديم المزيد من الدعم العسكري لكييف".

ويستدرك بأن "هذه المحاولات أثبتت أنها جدار نجح في بنائه، ويتخفى من ورائه لاستمرار الصراع بدلا من التفاوض الذي ينادي به".

وأشار القليوبي في تصريح لـ«إرم نيوز» إلى أن روسيا حتى نهاية يوليو/ تموز الماضي حاولت تعديل مسار حربها، وتخفيف ضربتها على الأراضي الأوكرانية، إلا أن الهجوم على كورسك عدّل أوراق الخطة الروسية".

وتوقع أن "تحوّل العمليات العسكرية الهجومية الأراضي الأوكرانية إلى مناطق رمادية خلال الفترة المقبلة، ردا على استخدام الأسلحة الغربية في الحرب الأوركرانية وتحديدا صورايخ كروز الأمريكية". 

استباق لهجوم أوروبي

وأضاف الخبير في الشؤون الروسية، أن "التصعيد الروسي المحتمل هو محاولة لإثبات الذات الروسية بدرجة أكبر من التي نراها الآن في إقليم شمال أوكرانيا، والتي ترغب روسيا في السيطرة عليه بسرعة تمهيدا للهجوم الأوروبي المحتمل في أعقاب الانتخابات الأمريكية، خاصة حال تولي كامالا هاريس رئاسة البيت الأبيض".

وأردف أن "التصعيد لن يكون فقط من قبل روسيا، بل هناك تعاون وتحالفات روسية آسيوية قد تخرج للنور لردع تهديدات حلف شمال الأطلسي من ناحية بحر البلطيق".

وخلص القليوبي إلى أن "التلويح الروسي بتغيير العقيدة النووية خطوة جادة قد تهدّد فكرة إنشاء تحالف عسكري بين قوات دول حلف شمال الأطلسي، وقد توقف استمرار الدعم الغربي المتزايد لكييف وخاصة صواريخ كروز الأمريكية، التي أصبحت مصدر تهديد كبير للقوات الروسية، على الرغم من قدرتها على التعامل معها بشكل مباشر".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC