logo
العالم

خبراء: رفض موسكو المشاركة في مؤتمر السلام "دهاء سياسي وعسكري"‎

خبراء: رفض موسكو المشاركة في مؤتمر السلام "دهاء سياسي وعسكري"‎
الرئيس الروسي فلاديمير بوتينالمصدر: أ ف ب
24 سبتمبر 2024، 10:33 ص

لا صوت يعلو حاليًّا، داخل الأوساط السياسية الروسية والأوكرانية، فوق دلالات رفض موسكو المشاركة في قمة ثانية للسلام بعدما أبدت استعدادها للتباحث في «مقترحات جدية» تأخذ في الاعتبار، الوضع الميداني المستند إلى حقائق جيوسياسية، بحسب تصريحات الرئيس فلاديمير بوتين في يونيو/ حزيران الماضي.

المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، قالت إن بلادها لن تشارك في أي فعالية لمتابعة نتائج قمة السلام التي نظمتها سويسرا في يونيو، وإن هدف القمة سيكون نفسه الترويج لـ«صيغة زيلينسكي» غير القابلة للتطبيق بصفتها الأساس الوحيد لحل النزاع، وحشد الدعم لها من غالبية دول العالم، وتوجيه إنذار نهائي باسمها إلى روسيا بوجوب الاستسلام.

وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، عبَّر في تصريحات له، أن إنهاء الحرب مع روسيا منذ أكثر من عامين ونصف العام يعتمد على تصميم حلفاء كييف الغربيين على تزويد بلاده بالأسلحة المطلوبة والسماح لها باستخدامها. و"أن إستراتيجيتنا الواضحة ستكون على طاولة شركائنا، وستكون على طاولة رئيس الولايات المتحدة".

وبحسب الخبراء، فإن موسكو لن تتنازل أو تخضع لأي ضغوط أوكرانية - غربية بشأن الجلوس على مائدة المفاوضات لإنهاء الحرب التي تقترب من عامها الثالث، وذلك قبل تحقيق شروطها التي وضعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأبرزها انسحاب القوات الأوكرانية من 4 مناطق، وإعادة جمهوريتي دونيتسك الشعبية ولوهانسك إلى ولاية موسكو باعتبارهما أقاليم روسية.

إلا أن للخبراء الأوكرانيين رأيًا آخرَ، يتمثل في أن الحرب الروسية الأوكرانية لن يتم إنهاؤها إلا عن طريق السلام، وأن الشروط الروسية تبدو تعجيزية، ولا تمُت للواقع بصلة، خاصةً وأن هذه الشروط ليست خاصة بكييف فقط، بل تستهدف الضغط الروسي على الغرب لإلغاء العقوبات الغربية على موسكو، وهو ما لن يتحقق، نظرًا لأن الدول الغربية تسعى لهزيمة الدب الروسي من خلال الحرب على أوكرانيا.

بدايةً، قال د. حامد فارس، أستاذ العلاقات الدولية، إن روسيا حتى الآن لم تتلق أي دعوات رسمية للمشاركة في مؤتمر السلام، الذي تسعى كييف لاستضافته والمتوقع عقده خلال شهر نوفمبر المقبل، وهو ما حدث في مؤتمر سويسرا في يونيو الماضي؛ ما قد يشكل - حُجة - لروسيا تدفع بها أمام وسائل الإعلام الغربي لتبرير عدم المشاركة مجددًا، خاصة أن توجيه الدعوة من عدمه ليس قرارًا أوكرانيًّا، وإنما توجيهات غربية وتحديدًا من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.

أخبار ذات علاقة

وأضاف أستاذ العلاقات الدولية، في تصريحات لـ«إرم نيوز» أن روسيا حال مشاركتها في هذا المؤتمر المحتمل، لن يتغير موقفها، وقد يدفع ممثليها بالشروط ذاتها التي أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجددًا، وهي التي يسعى لتحقيقها من خلال معاركه الطاحنة ضد القوات الأوكرانية، وأهمها انسحاب كافة القوات الأوكرانية من المقاطعات الأربع، بالإضافة إلى نزع السلاح الأوكراني من هذه الأراضي. 

وتابع د. حامد فارس في تصريحاته: «المُلاحظ أن التقدم العسكري الروسي داخل هذه المقاطعات وغيرها من الأراضي الأوكرانية وتحقيق الكثير من الأهداف على أرض الواقع هو سلاح موسكو للضغط على كييف والغرب، بالإضافة إلى رغبة موسكو للجلوس على مائدة المفاوضات كصاحبة الكلمة العليا، وهي الضاغطة على كييف بشأن تحقيق شروطها وليس العكس».

وأوضح أستاذ العلاقات الدولية، د. حامد فارس، أن الغرب لا يرغب في عقد هدنة سلام بين الطرفين، رغبةً في إلحاق الهزيمة بالدب الروسي وكسر شوكته على يد أوكرانيا، وذلك لضمان عدم الانخراط في المواجهة المباشرة بين دول القارة العجوز وموسكو، والدليل على ذلك ما نراه من دعم أوروبي متزايد لكييف، رغم الأزمات الاقتصادية التي لاحقت الدول الأوروبية على مدار الأشهر الماضية.

بينما قال د. أندريه زولوتاريوف، المحلل السياسي الأوكراني، إن روسيا ترفض المشاركة في أي مؤتمر للسلام، للعديد من الاعتبارات، لعل أهمها، أنها حتى الآن نجحت في فرض سيطرتها على الكثير من مناطق الشرق الأوكراني وتحديدًا جمهورية دونيتسك الشعبية ودونباس، وما زالت قادرة على التوغل بسبب فارق القدرات العسكرية بينها وبين كييف، رغم الدعم العسكري الغربي، والذي ما زال ضعيفًا وغير مُجدٍ، بسبب عدم السماح باستخدام أسلحة أكثر فاعلية على أرض المعركة.

وأشار المحلل الأوكراني في تصريحات لـ«إرم نيوز»، إلى أن روسيا تحاول وضع شروط تعجيزية لعرقلة جهود السلام، لأنها ترغب في التفاوض باعتبارها الطرف الأقوى المنتصر في المعركة، لإجبار الغرب وأوكرانيا على قبول الشروط الروسية وإلغاء العقوبات الغربية على موسكو، وأن كييف لن توافق على التفاوض مع من يُملي شروط السلام عليها وهي الحال ذاتها أيضًا بالنسبة للغرب.

وأضاف د. أندريه زولوتاريوف، المحلل السياسي الأوكراني، أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يضع آماله على لقاء نظيره الأمريكي جو بايدن، وهو الملاحظ من تصريحاته لوسائل الإعلام البريطانية خلال الساعات الماضية، والتي يُفهم منها خوفه، وليس خوف الرئيس الروسي - كما قال - وذلك نظرًا لطلبه من الدول الغربية تزويد الجيش الأوكراني بالأسلحة والموافقة على استخدامها لضرب العمق الروسي.

وأوضح د. أندريه زولوتاريوف، أن الرئيس الروسي يلاعب كييف وحلفاءها الغربيين بدهاء سياسي ممزوج بالعسكري، يستهدف السيطرة على أقاليم الشمال الأوكراني كورقة للضغط لإجبار كييف على الانسحاب من الحرب وإعادة ولاياتها لروسيا، كما كانت خلال الحقبة السوفيتية وتحديدًا جمهوريتي دونيتسك ولوهانس الشعبيتين.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC