عناصر من مجموعة فاغنر في أفريقيا
عناصر من مجموعة فاغنر في أفريقيارويترز

كيف تعزّز روسيا نفوذها في الساحل الأفريقي؟

رأى محللون بأن الوضع السياسي الهش في عدد من دول الساحل الأفريقي، فتح الباب أمام روسيا لتمدد وتعزز نفوذها في هذه المنطقة، التي تواجه خطر الانقلابات والجماعات المسلحة، خاصة عقب الانسحاب الأممي من مالي والانسحاب الفرنسي من جبهتيْ مالي والنيجر.

ويؤكد محللون ومتابعون للوضع في الساحل الأفريقي، أنّ "روسيا لا تخفي طموحها في تعويض الوجود الفرنسي الذي أصبح من الماضي، سواء من خلال الدعم العسكري والحضور على الأرض، ومن خلال مجموعة فاغنر شبه العسكرية.

وكشف تقرير نشرته مجلة "جون أفريك" الفرنسية أن روسيا نشرت قوات حكومية في بوركينا فاسو لتوفير حماية للرئيس المؤقت إبراهيم تراوري من أي تحرك عسكري محتمل من الجيش ضده، خاصة وأن المنطقة تشهد انتشارا غير مسبوق للانقلابات العسكرية.

وقال المحلل السياسي النيجري، نيوسا جمراو "لا يوجد ما يمنع التعامل مع روسيا بما أن مالي وبوركينا فاسو دولتان سياديتان وبما أن موسكو تحترم شركاءها، وهذا التعاون يجعلنا ننفتح على العالم وهو أمر إيجابي للغاية"، مضيفا "قد يكون لروسيا تأثير في النيجر مستقبلًا".

وبيّن جمراو لـ"إرم نيوز" أن "روسيا بصدد توسيع وجودها في المنطقة، وأن الفرنسيين أصبحوا جزءًا من الماضي"، مضيفًا "لا أعرف لماذا الخجل والتجاهل في الحديث عن التعاون مع روسيا، فهي بلد متعاون ويتم الآن التأسيس لواقع جديد، ونحن منفتحون دبلوماسيًّا بالفعل على روسيا".

عناصر من مجموعة فاغنر في أفريقيا
بعد دعم "فاغنر".. مالي تستعين بمُسيّرات لاسترجاع مقر "مينوسما"

وتابع "لا نريد أن تكون بلدنا حقل تجارب، فنحن طموحون ونريد أن تراعي الدول الشريكة مستقبلًا أهدافنا فنحن أغنى الدول في أفريقيا وربما في العالم أيضًا، لذلك ابتعدنا عن فرنسا لأنهم نهبوا ثرواتنا".

واستغلت روسيا الانقلابات التي شهدتها مالي وبوركينا فاسو لنشر قوات لها وذلك بعد طرد الحكومات العسكرية هناك للقوات الفرنسية التي كانت تقود عمليات ضد الجماعات المتشددة.

وقال المحلل السياسي المالي كونتا كوندي، إن "حضور الروس في الساحل الأفريقي أصبح واقعا لا يمكن إنكاره، وغياب أي إستراتيجية غربية لاسترجاع النفوذ المفقود يقدم هذه المنطقة على طبق لموسكو".

وأضاف كوندي لـ "إرم نيوز" أن "مقتل قائد مجموعة "فاغنر يفغيني بريغوجين في السابق لم يؤثر على حضور روسيا التي يبدو أنها وضعت حسابات دقيقة لإحكام قبضتها على المنطقة وهذا تمدد مشروع، فبعد عقود من استغلال القارة لم يعد لأبنائها أي ثقة في الغرب وبالتالي وجدوا في روسيا طوق نجاة لهم".

Related Stories

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com