5 قتلى بالغارات على بلدية النبطية واتحاد بلدياتها جنوب لبنان
في أحد سجون الرجال في بينتونفيل، شمال لندن، تتسارع الخطوات نحو زنزانة، إذ وقع حادث إيذاء ذاتي، حفر أحد السجناء اسم "أمه وأبيه" على ذراعه بأداة حادة، ليصبح المشهد مليئًا بالدماء وصراخ السجناء، ما يعكس الأوضاع الصعبة داخل السجن، بحسب تقرير لـ"بي بي سي".
سجون بريطانيا تحت الضغط
تعيش السجون في إنجلترا وويلز أزمة كبيرة مع امتلاء الزنازين وازدياد حالات العنف والإيذاء، ومع امتلاء السجون، تستعد الحكومة لإطلاق سراح بعض المخالفين في وقت مبكر لتخفيف الضغوط الهائلة على نظام السجون المتأزم، بحسب التقرير.
ويعمل موظفو السجن تحت ضغط هائل، إذ تُسمع الإنذارات باستمرار من دون معرفة ما سيواجهونه خلف الأبواب المغلقة.
وتروي ضابطة السجن شي دوري، التي تعمل منذ خمس سنوات، أنها لم ترَ مثل هذه الظروف من قبل، مشيرة إلى أن العنف المرتبط بالعصابات أحد الأسباب الرئيسة وراء الاكتظاظ في سجن بينتونفيل.
بنية تحتية قديمة وزنازين مكتظة
بُني سجن بينتونفيل في عام 1842، ولم يطرأ عليه أي تغيير هيكلي منذ ذلك الحين، ويضم السجن الآن ما يزيد على 1200 نزيل في مساحة مصممة أصلًا لـ 520 شخصًا، ما يسبب اكتظاظًا شديدًا، ويزيد التعقيدات الصحية والأمنية.
ما يزيد على 80% من نزلاء السجن في الحبس الاحتياطي بانتظار المحاكمة، فيما يعاني النظام القضائي من تراكم القضايا بأعداد هائلة، وتُظهر الأرقام أن مدة الحبس الاحتياطي بلغت أعلى مستوياتها منذ خمسين عامًا؛ بسبب التراكم في المحاكم، وفق تقرير "بي بي سي".
وبحسب التقرير فإن تكلفة الاحتفاظ بسجين في بينتونفيل تصل إلى 48,949 جنيهًا إسترلينيًّا سنويًّا، على حين يعيش 57% من النزلاء في أماكن مزدحمة.
أريد أن أموت
سجل السجن 104 حالات إيذاء ذاتي في مارس 2024، وهو أكبر عدد في شهر واحد منذ بدء التسجيل، بالإضافة إلى سبع حالات انتحار بين عامي 2019 و2023.
في ظل هذه الظروف، سيُطلق سراح 16 سجينًا الأسبوع المقبل في خطوة تهدف إلى تخفيف الضغط على السجن، ومع ذلك، يشكك النزلاء في تأثير هذه الخطوة في تحسين الأوضاع داخل السجن، إذ يرى بعضٌ منهم أن "الأوضاع لن تتغير أبدًا".
تحدث أحد السجناء لـ"بي بي سي" عن اليأس الذي يشعر به قائلًا: "لن يتغير شيء أبدًا، إنهم لا يهتمون بنا، أفضل أن أموت".
كلمات تعكس شعورًا بالخذلان والعجز داخل جدران السجن، ما يدق ناقوس الخطر حول الحالة الإنسانية داخل السجون البريطانية.
سجن يعكس واقع المدن
قال محللون وباحثون سياسيون واقتصاديون في بريطانيا، إن المملكة المتحدة باتت تعاني أجواء فوضى وانعدام للأمن، وذلك في مدن رئيسة ووسط تجمعات مهمة، في وقت يقف فيه الأمن متراخيًا في التعامل مع ظواهر علنية لممارسة عنف وحوادث سرقة، تحدث في وضح النهار، مع ارتفاع وتيرة البلاغات المقدمة في صدد الاعتداءات والسرقات، من دون اتخاذ إجراءات فاعلة من جانب الأجهزة المعنية.
وأكدت المحللة السياسية في لندن، نيفين مندور، وجود حالة من انعدام الأمن وانتشار الفوضى انتشارًا كبيرًا وسط تقصير أمني ملحوظ يتصاعد تصاعدًا واضحًا، كان موجودًا قبل الانتخابات الأخيرة، ويوجد ترقب بأن يوجد تعامل أمني قوي، ولكن لا يوجد أي تحرك ملحوظ.
من جهته، بين الباحث السياسي، سعد الحامد، أن كل ما يظهر في الأزمة التي تضرب بريطانيا في هذا الإطار، تأتي مع عدة مجريات وتأثيرات ما بين تعاقب الحكومات والمشاكل الاقتصادية ما بين تصاعد نسب البطالة والتضخم، وإفرازات الحرب الروسية، مع ارتفاع حد الفقر في بريطانيا، وبطبيعة الحال يكون لذلك التأثير الأكبر على الحالة الأمنية.