إطلاق نار مكثف من آليات إسرائيلية وطائرات مسيرة في منطقة الصفطاوي شمالي مدينة غزة
تولَّى رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، منصبه منذ أكثر من عام بقليل، لكن ربما يكون من الإنصاف القول إن العديد من الناخبين لا يزالون لا يعرفون الكثير من المعلومات عن أي نوع من القادة هو، وفق صحيفة "الغارديان".
وقالت الصحيفة البريطانية في تقرير لها إن أحد أسباب هذا الأمر يرجع إلى ولع سوناك بإعادة ضبط السياسات المتناقضة في بعض الأحيان.
وتساءلت: "إذن من هو سوناك الحقيقي؟"، مضيفة: "لقد رأينا عددًا لا بأس به من نسخه".
كان هذا العنوان الذي صادفه العديد من الناخبين في البداية، عندما عهد بوريس جونسون إلى سوناك بالإشراف على برنامج الحكومة الخاص بالاحتفاظ بالوظائف، الذي هدف إلى دعم أرباب العمل خلال فترة جائحة كورونا.. لم يكن هذا الأمر سيئًا باعتباره انطباعًا سياسيًا أوليًا، وفق الصحيفة.
وقالت إن البرنامج الذي كان ينقسم إلى جزأين، أحدهما لحماية وظائف الناس، والآخر لدعم من يعمل لحسابه الخاص، شهد تقديم سوناك أكثر من 70 مليار جنيه إسترليني من المال العام، وقد اعتبر البرنامج ناجحًا بشكل عام.
كما وفرت الجائحة لسوناك فرصة إظهار جانبه الإنساني في المؤتمرات الصحفية التي كان يعقدها آنذاك، حيث ناقض أسلوبه الرصين والمطمئن بشكل ملحوظ مع ميل جونسون إلى الكلام المنمق المعسول، على حد وصف الصحيفة.
وفي وقت لاحق، ظهرت صورة أقل إطراء لسوناك، عندما تبين بداية أن زوجته تتمتع بوضع "غير مقيم للأغراض الضريبية" في المملكة المتحدة، ثم تبين بعد ذلك أن سوناك نفسه كان يحمل البطاقة الخضراء الأمريكية حتى عندما كان وزيرًا للخزانة، بحسب التقرير.
وقال تقرير "الغارديان" إن ثروة سوناك لم تكن سرًا، فزوجته هي ابنة الملياردير المؤسس لشركة إنفوسيس الهندية للتقنيات، كما أن عائلته تمتلك منزلًا في سانتا مونيكا تبلغ قيمته 5 ملايين جنيه إسترليني، لكن هذه التفصيلات تترك انطباعًا دائمًا عن شخص ليس له اتصال بالحياة اليومية، وربما ليس ملتزمًا بالكامل بمساراته السياسية في المملكة المتحدة.
وأضافت أن هذه النسخة من سوناك ظلت عالقة في أذهان الناس، وأصبحت مظهرًا لخصومه السياسيين في كل مكان.
في اجتماعاته مع المسؤولين، يتملك سوناك الولع بسؤالهم عن تفاصيل دقيقة مدفونة في ثنايا وثيقة ما، مما يوضح كيف أنه استوعب الموجز المقدم له بطريقة لا تشبه طريقة جونسون بتاتًا، بحسب الصحيفة.
وقالت: "قد يعطي هذا الانطباع بأن سوناك بصفته رئيسًا للوزراء سيتخذ نهجًا عمليًا متميزًا وغير أيديولوجي في التعامل مع المشاكل".
وأوضحت "الغارديان" أنه عندما قام سوناك بجولة في الفعاليات الانتخابية، صيف العام 2022، كان الجزء المعتاد من خطابه عبارة عن مرور قصير على حقوق المتحولين جنسيًا، حيث وعد بالدفاع عن النساء.. ما بدا أمرًا مربكًا للغاية، وافترض العديد من المراقبين أن هذا لم يكن سوناك الحقيقي، بل إن هذا كان فقط ما شعر أنه ضروري لكسب أعضاء الحزب.
واستطردت الصحيفة بالقول: "لكن كلما أمضى سوناك وقتًا أطول في رئاسة الحكومة، كلما بدا أن هذا صوته الحقيقي، وفي كل مرحلة تقريبًا من رئاسته للحكومة، وعندما كان يعرض عليه الاختيار بين موقف أكثر ليبرالية من الناحية الاجتماعية أو موقف ثقافي يميل إلى التشدد، فكان يختار الثاني في كل شيء بدءًا من حقوق المتحولين جنسيًا إلى الهجرات والمخدرات والاحتجاجات".
ولفتت الصحيفة إلى أن هوية سوناك هذه إلى حد ما قريبة من سوناك التكنوقراطي، ومن ثروته، لا سيما في ضوء تمركز عائلته في كاليفورنيا، كما أنها في بعض النواحي عنصره الأكثر أصالة بشكل لا لبس فيه.
وقالت: "يمتلك سوناك إلمامًا كبيرًا في مجال التكنولوجيا، حيث يقوم بإمتاع الصحفيين على انفراد بعروض طويلة حول المخاطر والفوائد المحتملة للذكاء الاصطناعي".