إعلام فلسطيني: قصف مدفعي إسرائيلي يستهدف وسط مخيم جباليا شمالي قطاع غزة
مع استمرار الترقب الطويل لتشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة، يبحث الرئيس إيمانويل ماكرون عن شخص "يتوافق مع رؤيته الخاصة" لتسلم موقع رئيس الوزراء، بحسب تقرير لـ "راديو فرنسا".
وقال التقرير إنه يتضح بشكل متزايد أن ماكرون لا يبحث فقط عن رئيس وزراء يمكنه إدارة جمعية وطنية (برلمان) منقسمة، بل عن شخص يتوافق مع رؤيته السياسية الخاصة، ولاسيما أن هذه المسألة تمس جوهر الحكم في فرنسا، وقد تشكل المشهد السياسي لسنوات قادمة.
وأضاف التقرير أن أحد السيناريوهات المحتملة يتضمن تعيين سياسي مخضرم قادر على توجيه سياسات الدولة وإيجاد تسويات في البرلمان، ما سيؤدي إلى تقليص دور ماكرون ليصبح أكثر رمزية، موضحا أن هذا النهج ارتبط بأسماء مثل برنارد كازنوف.
أما السيناريو الآخر، وفق راديو فرنسا، فيقترح اختيار شخصية من المجتمع المدني، مثل تييري بوديه، الذي يمكنه العمل من كثب مع ماكرون، وفي الوقت نفسه توسيع قاعدة الإدارة الشعبية.
ويحمل هذا القرار دلالات كبيرة، فاختيار سياسي مثل كازنوف قد يكون آخر قرار داخلي كبير يتخذه ماكرون؛ ما قد يشير إلى نهاية مشاركته النشطة في السياسة.
وفي المقابل، قد يسمح اختيار شخص مثل بوديه لماكرون بالبقاء كلاعب مركزي في السياسة الفرنسية، مستمرًا في التأثير على مسار الحكومة.
كما اكتسب مفهوم "التعاون" بين ماكرون ورئيس وزرائه دعمًا، ولاسيما مع استبعاد الإليزيه لفكرة "التعايش" التي شهدتها فرنسا سابقًا تحت رئاسة فرانسوا ميتران وجاك شيراك، حيث كان لرؤساء الوزراء حينها قوة كبيرة نظرًا لأغلبيتهم البرلمانية.
واليوم، قال التقرير إنه مع استمرار وجود الأغلبية السابقة لماكرون كلاعب رئيس في البرلمان، تختلف الديناميكيات؛ ما يجعل من العلاقة التعاونية بين الرئيس ورئيس وزرائه احتمالاً أكثر واقعية.
وبحسب التقرير، برز تييري بوديه، الرئيس الحالي للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، كمرشح محتمل لرئاسة الوزراء.
وبوديه شخصية من الحركة التعاونية، وليس له انتماء سياسي، ويعرف بقدرته على بناء التوافقات، وهي صفات قد تساعده في التنقل عبر المشهد السياسي المعقد، إلا أن افتقاره للخبرة السياسية وغياب الشهرة العامة قد يكونان عائقين كبيرين، وفقا للتقرير.
وأوضح "راديو فرنسا" أنه بينما يدرس ماكرون خياراته، تبقى مصائر الإصلاحات الكبرى، مثل إصلاح نظام التقاعد المثير للجدل، معلقة.
ولفت إلى تكهنات بأنه بدلاً من إلغاء الإصلاح تمامًا، قد يتم تسليم إدارة نظام التقاعد إلى الشركاء الاجتماعيين؛ ما يمنحهم الحرية في تحديد معاييره، على غرار نظام التقاعد التكميلي.
وختم راديو فرنسا تقريره متسائلا: هل ماكرون مستعد للتخلي عن السلطة؟
وأجاب بالقول: قد يكون الرئيس مستعدًا للتراجع عن التحكم المباشر، لكن طبيعة دوره المستقبلي، وكذلك إلى أي مدى هو مستعد حقًا للتنازل عن السلطة، تبقى مسألة مفتوحة في عالم السياسة، ولاسيما من منظور رجال الأعمال.