مصادر عبرية: انفجارات في حيفا وفرق الإسعاف تهرع لأماكن سقوط الصواريخ
تواجه الولايات المتحدة تحديات كبيرة بإدارة الصراع في أوكرانيا ومنطقة الشرق الأوسط، ففي الصراع الأول تسعى واشنطن لمواجهة نفوذ روسيا، بينما تسعى في الصراع الآخر لتحقيق مصالحها السياسية والعسكرية في منطقة يُعاد تشكيلها من جديد.
وفي الوقت الذي يتوقع فيه محللون أن تؤدي الحرب الإسرائيلية على غزة إلى صرف الانتباه عن القتال في أوكرانيا وتقويض الدعم لكييف، يرى آخرون أن واشنطن قادرة على إدارة الصراعين في آن واحد، رغم الأبعاد غير المسبوقة، واختلاف قواعد اللعبة السياسية والعسكرية عالميًّا.
يؤكد خبراء في مجال السياسة والعلاقات الدولية، في حديثهم لـ "إرم نيوز"، أن الولايات المتحدة الأمريكية قادرة على إدارة حربين أو أكثر على الساحة العالمية في وقت واحد، لخدمة أهدافها ومصالحها ضد أي قوى أخرى تريد الهيمنة على المشهد العالمي.
ومن وجهة نظر العميد السابق لكلية السياسة والاقتصاد في جامعة السويس المصرية، جمال سلامة، فإن الحرب في أوكرانيا تأتي في إطار الصراع بين القوى الكبرى، بعدما وجدت واشنطن الساحة في كييف فرصةً لتصفية الحسابات مع موسكو.
فيما يشير أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة المصرية، إكرام بدر الدين، إلى الأمر ذاته، قائلًا إن "الموقف الأمريكي الداعم لأوكرانيا هدفه مواجهة روسيا، بعد التغيرات الملحوظة في النظام الدولي التي ستؤدي إلى تحوله على الأرجح من نظام الأحادية القطبية، منذ انهيار الاتحاد السوفيتي السابق، إلى نظام تعددية الأقطاب، بوجود الولايات المتحدة وروسيا والصين".
وبشأن قدرة أمريكا على إدارة صراعينِ على الساحة الدولية، فإن سلامة يؤيد فكرة أن واشنطن لا تتدخل طرفًا عسكريًّا مباشرًا، لكنها تدعم الأطراف الأخرى بالمعدات والأسلحة، ويشير إلى أنه "حال اتساع نطاق الصراع في منطقة الشرق الأوسط، فإنه سيؤدي إلى أزمات اقتصادية عالمية، وهو ما حدث جرَّاء الحرب الروسية الأوكرانية".
ولأنها دولة ذات موارد كبيرة وتمتلك ترسانة عسكرية مهولة، يرى الخبير المصري في العلاقات الدولية، طارق البرديسي، أن "الولايات المتحدة تستطيع أن توازن بين الدعم العسكري المقدم لأوكرانيا في حربها ضد روسيا، ودعم إسرائيل بالمعدات والأسلحة لشن هجماتها على حركة حماس".
ووفق المعطيات الحالية والمصالح الراهنة والمواقف التاريخية، يرى الخبير الدولي أن "الولايات المتحدة دولة تُجيد إدارة الصراعات منذ نشأتها، فبعد الحرب العالمية الثانية، استطاعت أن تُدير الصراعات في جميع أنحاء العالم، وهذا يعطيها بقاءً واستمرارية للحفاظ على نفوذها ومصالحها".
وبشأن التشابه بين الحرب الروسية الأوكرانية والصراع الإسرائيلي الفلسطيني؛ بسبب الدعم غير المحدود لكييف وتل أبيب على جميع المستويات، خصوصًا الدعم العسكري، يقول الخبير المصري في العلاقات الدولية، حامد فارس، إن "المواقف تتشابه في تعامل الإدارة الأمريكية عسكريًّا في الصراعينِ".
ووفق تقديرات الخبير، يأتي الدعم الأمريكي المستمر لإسرائيل في إطار دعم حليف رئيس في المنطقة، مشيرًا إلى قدرة أمريكا على إدارة الصراعين عسكريًّا في الحربين، لأهداف قد تبدو الظاهرة منها أقل من الخفية، فدعم تل أبيب يأتي لتحقيق المصالح الأمريكية في المنطقة.
ورغم أن الصراع بين إسرائيل وحماس يدور في شريط صغير من الأرض بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، لا يمكن التنبؤ بما يحدث دون فهم الدور الأساس الذي تلعبه القوى العظمى، خصوصًا الولايات المتحدة؛ لأن هذه القضية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالمكونات الرئيسة لسياسة إدارة واشنطن للشرق الأوسط.
وفي هذه اللحظة المتوترة، ينقسم العالم على نحو متزايد، ليس فقط بسبب الحرب الروسية ضد أوكرانيا، بل بسبب الصراع بين إسرائيل وحماس، ومن الممكن أن ينتشر تصعيد الصراع بينهما في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ويُعدُّ الدعم العسكري غير المسبوق لتل أبيب واحدًا من العلامات.