كشف طيار في سلاح الجو الإسرائيلي برتية رائد شارك في الضربة الاستباقية التي نُفذت الجمعة الماضي على إيران، أن الطائرات المقاتلة الإيرانية اعترضت نظيرتها الإسرائيلية فور دخولها المجال الجوي الإيراني.
وبحسب الشهادة التي وزعها الإعلام العسكري الإسرائيلي على مختلف وسائل الإعلام العبرية ضمن حملة علاقات عامة، أوضح الرائد أن الطيارين الإسرائيليين فوجئوا بظهور المقاتلات الإيرانية، نظرًا لاعتقادهم بتقادم أسطولها الجوي.
وأضاف أن المفاجأة الثانية تمثلت في انسحاب الطائرات الإيرانية سريعًا مع بدء الاشتباك الجوي، دون خوض مواجهة فعلية.
وقال الطيار، إن أحد أفراد التشكيل الجوي المعروف باسم "فارس الذيل المزدوج"، إن طائرات "إف-15" واصلت تقدمها بسرعة نحو الهدف المحدد، وألقت قنابلها خلال الطيران باتجاهه، مشيرًا إلى أن الطاقم كان يتوقع مواجهة دفاعات إيرانية أقوى مما واجهوه فعليًّا.
وأوضح في إفادته، أن أفراد سلاح الجو الإسرائيلي خضعوا لسنوات من التدريب على تنفيذ المهام ودراسة الخطط العملياتية، مشيرًا إلى أن توقيت تنفيذ الضربة جاء مفاجئًا للجميع.
وكان الرائد "ن" ضمن الرحلة الأولى، الساعة الثالثة فجرًا. وكانت أهداف طاقم الطائرة أهدافًا صاروخية أرض-أرض، وهى قلب آلة الحرب الإيرانية التي تُهدد إسرائيل، والتي أوقعت ضحايا في قلب المدن الوسطى والشمالية في الأيام الأخيرة.
وكان الرائد الطيار ضمن الطائرة المشاركة في المهمة الأولى التي انطلقت الساعة الثالثة فجرًا، حيث استهدفت مواقع إطلاق صواريخ أرض-أرض التي تمثل تهديدًا حقيقيًّاا لإسرائيل، والتي تسببت في سقوط ضحايا في المدن الوسطى والشمالية.
ويضيف الطيار الإسرائيلي أنه أثناء تواجدك في الأجواء الإيرانية، ترى عمليات إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، فتحاول أن تفهم ما إذا كان إطلاقًا باتجاهك أم صاروخ أرض-أرض. وعندما تعود إلى إسرائيل، بعد بضع ساعات، ويحدث وابل من الصواريخ باتجاهها، ترى الصواريخ التي لم تُعترض وقد تسببت في دمار كبير.
ووفقًا لشهادته :"للوصول إلى إيران، تمر الطائرات فوق أجواء سوريا والعراق، وهو أمر ليس بالسهل على الإطلاق. التهديد يكون حاضرًا في كل مهمة جوية؛ ما يتطلب يقظة مستمرة. لكنه أكد أن هذا الواقع لم يكن ليتخيله أحد قبل عام فقط".
وأشار إلى أنه نفذ حتى الآن ثلاث غارات جوية، وكانت رحلته الثانية تستهدف طهران. ويصف اللحظة التي ألقى فيها القنابل، قائلاً: "أتذكر جيدًا رؤية القنابل تسقط نحو طهران، تلك المدينة الضخمة المضيئة. كانت صورة مؤثرة ستظل محفورة في ذاكرتي إلى الأبد."
