logo
العالم

"ليس رفضا لمبدأ التفاوض".. ما دلالات عدم حضور موسكو قمة السلام في سويسرا؟

"ليس رفضا لمبدأ التفاوض".. ما دلالات عدم حضور موسكو قمة السلام في سويسرا؟
14 مارس 2024، 9:28 م

أعلنت روسيا عدم رغبتها بالمشاركة في قمة السلام بشأن أوكرانيا التي تستضيفها سويسرا، وذلك بعد كشف أوكرانيا عن موافقتها على دعوة موسكو للقمة.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن "روسيا لا تنوي المشاركة في مثل هذا المؤتمر حتى لو تمت دعوتها رسميا".

جاء ذلك، بعد تأكيدات وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، أن "روسيا مدعوة إلى قمة السلام بشأن أوكرانيا"، كاسرا بذلك شعار "لا مفاوضات لا سلام مع روسيا"، الذي انتهجته كييف منذ بدء الحرب مطلع عام 2022.

وقال الخبير في الشؤون الروسية إيغور يورشينكو، إن "الرفض الروسي لا يعني رفضا لمبدأ التفاوض، فلطالما دعت روسيا لإجراء مفاوضات وإنهاء الأزمة سياسيا".

وأضاف يورشينكو لـ"إرم نيوز"، أن "الرفض جاء لأسباب عدة بحسب الساسة الروس، أهمها أن قمة السلام منعقدة للترويج لما يعرف بصيغة زيلينسكي، والتي تنسف أساسا أهداف العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا"، متسائلا "كيف تحضر موسكو قمة ضدها".

وتابع: "رغم أن روسيا ترحب بالتفاوض، لكنها لا تسعى لمفاوضات يفصّلها الغرب، وهي ترفض الرجوع عن الأقاليم التي سيطرت عليها، ولا بديل بالنسبة لها عن إنهاء سياسة النظام الحالي في أوكرانيا، بالإضافة إلى ضمانات أمنية واضحة توقعها كل الأطراف المعنية".

أخبار ذات صلة

مسؤولون: تقدم في محادثات "قمة السلام" الأوكرانية

           

"أهداف عسكرية"

بدوره، رأى الخبير في الشؤون العسكرية نيكولاي ياكوشيف، أن "للدعوة أهداف عسكرية".

وقال ياكوشيف لـ"إرم نيوز"، إنه "لا شك أن تصريحات كييف ودعوتها لروسيا لحضور قمة سلام ليس رغبة منها للبدء بمفاوضات تنهي الأزمة، بل مجرد مناورة من قبل كييف لإقناع روسيا، بالتقليل من وتيرة هجماتها أو حتى الوصول إلى هدنة مؤقتة".

واعتبر أن " كل هذا يأتي من باب أن القوات الأوكرانية فعليا تتلقى ضربات مؤلمة من نظيرتها الروسية، وباتت الهدنة أو وقف إطلاق مؤقت، أمرا مطلوبا جدا لإعادة ترتيب صفوف هذه القوات. وفي هذه الأوضاع استبعد أن تقبل موسكو".

في المقابل، يستبعد الخبير في الشؤون الروسية إيغور يورشينكو، أن يكون الهدف عسكريا.

ولفت إلى وجود "ضغوط غربية تتعرض لها كييف للتخفيف من حدية رفض المفاوضات، والدعوة فقط لحفظ ماء الوجه لكييف، لأنها ستذهب بالنهاية للتفاوض، ويأتي هذا في إطار بداية التمهيد لمفاوضات تكون كييف حاضرة بقرار غربي".

أما الباحث في الشؤون الأوكرانية تورال مينجاليف، فيرى أن الدعوة تاتي "لأسباب سياسة وأخرى عسكرية، لكن السبب المباشر هو تهدئة الوضع الداخلي في اوكرانيا، فهناك ازمتين تعيشها الإدارة الأوكرانية".

وقال مينجاليف لـ"إرم نيوز"، إن "الأزمة الأولى على مستوى الدولة، وهي مرتبطة بما يجري على الجبهة وبوادر ظهور جماعات عسكرية غير راضية عن عمل السلطات وإدارتها للحرب والتغييرات التي أجراها زيلينسكي في قيادات الجيش، والشعور لدى القوات أن القيادات العسكرية تضحي بها دون أي هدف سياسي".

أما الأزمة الثانية، فهي "على مستوى المجتمع، ومرتبطة بشكل أو بآخر بالجبهة، وتحديدا ملف التعبئة، فهناك شعور لدى الأوكران أن الحرب ستطول والبقاء في البلاد يعني التوجه للجبهة والقتال والموت، دون تحقيق نتائج مطلوبة أو سريعة، والدعوة للتفاوض مع روسيا ستعطي سكينة معينة للمجتمع بان الأزمة قد تحل وتتحرك من ركودها"، بحسب مينجاليف.

وخلص الباحث في الشؤون الأوكرانية بالقول إنه "في النهاية سيوجه الغرب دعوة لموسكو للحضور على طاولة التفاوض، فالمفاوضات لن تكون مع كييف باعتقادي بل مع الولايات المتحدة في المقام الأول، ومن بعدها الدول الأوروبية، للاتفاق على نقاط واضحة تضمن لجميع الأطراف منطقة هادئة وامنة، والدعوة أول الغيث".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC