"يديعوت أحرونوت": بعد "ديغيل هاتوراه" انسحاب "أغودات يسرائيل" من الحكومة الإسرائيلية

logo
العالم

من تركيا إلى لاهاي.. هل يرسم الناتو خريطة إنهاء الحرب في أوكرانيا؟

من تركيا إلى لاهاي.. هل يرسم الناتو خريطة إنهاء الحرب في أوكرانيا؟
الرئيس الأوكراني والأمين العام للناتوالمصدر: رويترز
13 مايو 2025، 8:25 م

تستعد مدينة أنطاليا التركية لاستضافة اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي "الناتو" في الفترة من 14 إلى 16 مايو أيار الجاري، في محطة تمهيدية للتحضير لقمة الحلف المرتقبة في لاهاي خلال يونيو المقبل.

الاجتماع الطارئ يأتي في توقيت بالغ الأهمية، وسط ضغوط متزايدة لوقف الحرب الروسية - الأوكرانية، وتراجع في التوافق الغربي بشأن أولويات الدعم العسكري والاقتصادي لكييف.

أخبار ذات علاقة

"الناتو" يطرح خطة إنفاق من مستويين استجابة لترامب

 وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان لها، إن وزير الخارجية ماركو روبيو سيشارك في الاجتماع ممثلًا عن واشنطن، مشيرة إلى أن الوزير سيعمل على دعم سياسة الرئيس دونالد ترامب الرامية إلى ضمان مساهمة الحلفاء بشكل عادل في تعزيز قوة وفاعلية الحلف، لا سيما مع استمرار التهديدات شرقي أوروبا، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز".

من جانبها، أكدت وزارة الخارجية التركية استعداد أنقرة لتقديم تسهيلات لأي تحرك دبلوماسي قد يؤدي إلى وقف الحرب، مشيرة إلى أن بلادها مستعدة لاستضافة جولات تفاوض مباشرة بين  روسيا وأوكرانيا إذا طُلب منها ذلك.

ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، يتوقع أن يناقش الوزراء خلال الاجتماع غير الرسمي عدة ملفات، أبرزها مستقبل الدعم العسكري لأوكرانيا، وتوازن الأعباء الدفاعية بين الدول الأعضاء، فضلاً عن سبل الردع ضد أي توسع عسكري روسي محتمل، خصوصًا بعد المكاسب الميدانية التي حققتها موسكو في بعض جبهات الشرق الأوكراني.

تراجع أوروبي

المحلل السياسي الخبير في الشؤون الروسية، الدكتور سمير أيوب، قال إن التحركات الأوروبية الأخيرة خاصة في اجتماع كييف ثم تركيا، تعكس تراجعًا عن الشروط التي كانت تطرحها هذه الدول لإنهاء الصراع في أوكرانيا.

وأوضح في تصريحات لـ"إرم نيوز" أن هذه الدول كانت تشترط لوقف إطلاق النار انسحاب روسيا من الأراضي التي ضمتها، أي السعي لهزيمتها عسكريًا، أما اليوم، فالحديث عن مفاوضات يعني تراجعًا فعليًا عن هذا الموقف.

وأضاف الخبير في الشؤون الروسية، أن موسكو لا تمانع في التفاوض من حيث المبدأ، سواء مع أوكرانيا أو الدول الأوروبية أو حتى أمريكا، لكنها متمسكة بشروطها، مثل منع انضمام أوكرانيا للناتو، وعدم تسليحها بشكل يهدد أمن روسيا، ورفع العقوبات قبل أي تفاوض.

مخاوف غربية

وأشار المحلل السياسي إلى أن موسكو ترى أن أوروبا فقدت القدرة على الضغط عسكريًا أو اقتصاديًا، لذلك هي تقبل الآن بوقف إطلاق نار مع بقاء القوات الروسية في المناطق التي دخلتها مثل المناطق الأربع والقرم.

وتابع أيوب: "الغرب يخشى أن تستمر روسيا في التقدم داخل أوكرانيا إذا لم يتم الاتفاق، خصوصًا أن أمريكا ترتبط بمعاهدة مع أوكرانيا بشأن المعادن النادرة في الشرق، التي ما زالت تحت سيطرة كييف".

وأشار إلى أن اجتماع تركيا هدفه رفع معنويات أوكرانيا، لتبدو كأنها لا تفاوض روسيا بمفردها، رغم أن روسيا سبق أن تفاوضت معها هناك، وكاد يتم التوقيع على اتفاق، لكن أوروبا عطّلت ذلك، وتم لاحقا خرق التفاهمات".

وأكد أيوب أن  أوكرانيا تريد وقف القتال ومنع مزيد من التوغل الروسي، "لأن ذلك يهدد النظام في كييف والنفوذ الأطلسي في البلاد".

ورأى أن الجميع يريد التفاوض ويستخدم أوراقه، وأن روسيا في موقف قوي، "فالعقوبات لم تُضعفها، ووضعها العسكري يتحسن، وفي نفس الوقت موقف أوكرانيا بدأ يتراجع خاصة بعد خسارة مناطق وتراجع الدعم السياسي، حتى من بعض الديمقراطيين في أمريكا".

انقسامات داخل الناتو

من جانبه، قال المحلل السياسي الخبير في الشؤون الروسية، الدكتور محمود الأفندي، إن اجتماع حلف الناتو في تركيا يعكس تحول الحلف إلى منظومة غير فعالة، مشيرًا إلى أن الانقسامات أصبحت واضحة، وتحول الحلف إلى مجموعات متفرقة؛ مجموعة الراغبين، ومجموعة الرافضين، والمجموعة التي اجتمعت في كييف، وأخرى في باريس، وأخرى في لندن.

ولفت الأفندي، في تصريحات لـ"إرم نيوز" إلى أن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من مجموعة رامشتاين، التي كانت تعقد كل ثلاثة أشهر بشكل دوري في ألمانيا، أدى إلى إضعاف الحلف.

أخبار ذات علاقة

زيلينسكي يأمل مشاركة ترامب بمباحثات مع روسيا في تركيا

 وتابع: "فعليًا الآن، حلف الناتو يضم دولًا مختلفة في الآراء والسياسات، وحتى الآن، لم يحسم ترامب موقفه من الدول التي لم ترفع مساهمتها الدفاعية في الحلف".

ووصف الأفندي حلف الناتو بأنه "ميت سريريًا"، وأكد أن أي اجتماعات تُعقد للحلف لن يكون لها تأثير على استمرار الحرب الروسية الأوكرانية أو توقفها.

وأشار  الخبير في الشؤون الروسية إلى أن الأمين العام للحلف، مارك روته، كان يدلي بتصريحات شبه يومية عن الحرب، أما اليوم فلا نكاد نسمع له تصريحًا إلا مرة كل شهر تقريبًا، وفق قوله.

وعزا ذلك إلى أن الولايات المتحدة أصبحت تقريبا ضد الناتو، الذي بات في حالة غيبوبة سريرية، ولم تُقرر واشنطن حتى الآن إن كانت ستدعم استمرار الحلف أم لا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC