ارتفاع حصيلة الحرب في غزة إلى 42227 قتيلاً
يواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مطبّات وألغامًا خلال زيارته المرتقبة الثلاثاء، إلى تل أبيب وهو يسعى إلى إقناع الرأي العام العالمي بأن بلاده لا تتبنى خيار "الدعم غير المشروط لإسرائيل"، وهي مهمة لا تبدو يسيرة وفق تقرير إخباري فرنسي.
وقال التقرير الذي نشره موقع الإذاعة الفرنسية، إنّ رحلة ماكرون إلى إسرائيل تحمل خطر ترسيخ صورة فرنسا كحليف يقدم دعمًا غير مشروط لإسرائيل، في وقت أصبحت فيه الحرب في غزة أكثر وحشية.
واعتبر التقرير أنّه سيتعين على ماكرون أن يجد الكلمات والإيماءات المناسبة حتى تكون زيارته "مفيدة"، وليست رمزية فقط، مضيفًا أنّ "هناك أيضًا بعدًا سياسيًا لا يخفى في سفر الرئيس الفرنسي إلى بلد في حالة حرب ــ وهذا لا يخلو من المخاطر ـ وهو الحدّ من الدعم غير المشروط لإسرائيل، وتجاوز الصيغة المستخدمة في الأيام الأولى بعد هجوم حركة حماس.
وأوضح تقرير الإذاعة الفرنسية أنّ "الخطر داخلي وخارجي على حد سواء، وهو يُرغم إيمانويل ماكرون على التقدم على حافة حساسة للغاية".
وأكد أنّ "الخطر الأول يرتبط بما يحدث في قطاع غزة" في إشارة إلى القصف الإسرائيلي المستمر وفرضيات الاجتياح البري.
وأضاف أنّ "فرنسا، كغيرها من الغربيين، تدعو إسرائيل على استحياء إلى احترام القانون الإنساني الدولي، لكن الأمر ليس كذلك، فالموقف الفرنسي لم يصل بعد إلى حد إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الأحد، أنه إذا كان لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، "فلا يمكننا أن نتجاهل إنسانية الفلسطينيين الأبرياء الذين يريدون فقط العيش في سلام".
وقال التقرير، إنّ الرأي العام الفرنسي ينتظر رسالة الرئيس حول هذا الموضوع، مشيرًا إلى حالة الضغط التي تواجهها فرنسا في العالم العربي، ولا سيما في البلدان القريبة تقليديًا من باريس مثل لبنان أو تونس، حيث تجري المظاهرات أمام السفارات الفرنسية.
ووفقًا للتقرير فإنّ ماكرون لن يكون في وسعه أن يتجاهل غضب العالم العربي، الذي يرمز إليه الخطاب القاسي ضد الغرب الذي ألقاه العاهل الأردني الملك عبد الله، يوم السبت في قمة القاهرة، رغم أنه يُصنف من بين المعتدلين، وفق تعبيره.
وأكد التقرير أنّه "في ملف الرهائن، تستطيع فرنسا تفعيل علاقاتها الطيبة مع قطر، التي تلعب دور الوسيط مع حماس وتمكنت من إطلاق سراح رهينتين أمريكيتين، لكن فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، فإن فرنسا، مثل أي دولة أخرى، استسلمت منذ سنوات عديدة، وترى نفسها اليوم موضع انتقاد شديد من الشارع العربي، ومن ثم فإن العودة بخطاب ذي مصداقية بشأن الحل السياسي للفلسطينيين أمر صعب عندما يعلو صوت السلاح" وفق تعبيره.