حزب الله: مسلحونا يرفضون الانسحاب من مواقع "ساقطة عسكريا" إيمانا بالدفاع عن وطنهم
في مفاجأة غير متوقعة، أظهرت خدمة الأقمار الصناعية "ماسكار"، فشل محاولات روسية لتجربة صاروخ سارمات الباليستي العابر للقارات للمرة الرابعة.
وانفجر الصاروخ في أثناء إعادة تزويده بالوقود في قاعدة بليسيتسك الفضائية على بعد 500 ميل شمال موسكو، وذلك وفق ما أوردته كل من وكالة "رويترز" وصحيفة "الغارديان".
وروج الكرملين لبرنامج "سارمات" بوصفه صاروخه النووي الأساسي - وأنه لا يقهر -، إذ أنتج مقاطع فيديو باستخدام رسومات أُنْشِئَت بوساطة الكومبيوتر، تُظهر أنه يلحق الموت بمئات الآلاف من الناس على الجانب الآخر من العالم خلال دقائق من إطلاقه.
في عام 2018، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن الصاروخ سارمات إنه بديل للصاروخ الأصلي الأصغر "الشيطان".
وكان الهدف من ذلك دعم وعده بشن حرب نووية إذا جرى تجاوز "خطوطه الحمراء".
وفي أعقاب هذه المحاولة الرابعة، بات التساؤل الأكثر عما إذا كانت هذه المحاولة علامة على انهيار التصنيع النووي الروسي، وما طرحناه خلال السطور التالية على الخبراء في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز".
بدايةً، قال تيمور دويدرا، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن الصواريخ العابرة للقارات وكما يسميها الجيش الروسي بالأسلحة الإستراتيجية هي أسلحة قادرة على حمل رؤوس نووية في الجو عبر الطائرات والمياه على متن السفن والغواصات.
وأضاف دويدرا أنها "أسلحة متطورة وتسطيع اختراق منظومة الدفاع الأمريكية المنتشرة في مناطق كثيرة حول العالم، وباستطاعة هذه الصواريخ حمل رؤوس نووية نحو أهداف محددة بدقة فائقة".
واستبعد في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن يكون فشل تجربة صاروخ سارمات الباليستي العابر للقارات له أي تأثير في الحرب مع أوكرانيا والغرب.
وأشار إلى أنه "لا توجد أفكار لدى الجيش الروسي في استخدام هذه النوعية من الأسلحة العابرة للقارات إلا في حالة نشوب حرب عالمية أو نووية، وأن الأسلحة المستخدمة في هذ الخلاف العسكري بين روسيا والغرب تختلف تمامًا عن الصواريخ العابرة للقارات".
وفيما يتعلق بإمكانية تأثير فشل تجربة إطلاق صاروخ سارمات الباليستي العابر للقارات على سمعة الصناعة العسكرية الروسية، أكد المحلل السياسي أنه "لن يكون له أي تأثير في سمعة الصناعة العسكرية في روسيا أو أي ارتباك وما حدث هو عطل فني نتيجة خلل هندسي تسبب في هذه الكارثة، وهذا وارد في بداية التجارب الأولى عند اختبار الصواريخ الباليستية العابرة للقارات".
وأردف أن "المعادلة العسكرية بين روسيا الاتحادية والغرب عمومًا، لها عدة منظومات وفرق من أسلحة الجيش الروسي، سلاح المشاة يحمل رؤوسًا نووية وسلاح الطيران والغواصات تحمل رؤوسًا نووية بالإضافة إلى أسلحة أخرى تحمل رؤوسًا نووية".
وتابع: "ثم فإن الغرب والولايات المتحدة الأمريكية ليست مهددة فقط بصاروخ سارمات الروسي، ولكن بتشكيلة أخرى من الأسلحة الإستراتيجية التي يمتلكها الجيش الروسي، وتحمل الرؤوس النووية".
فيما يرى د. رامي القليوبي، أستاذ زائر بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، أن الأنباء عن فشل الصاروخ الروسي لم يؤكده الكرملين أو وزارة الدفاع الروسية حتى الآن.
وأضاف القليوبي: "حتى لو كان الأمر كذلك فإن أي نجاح يبدأ بالفشل، ولو نظرنا إلى مسيرة علاقة الإنسان بالفضاء الكوني كانت أول بعثة للفضاء سوفيتية، وارتطمت المركبة الفضائية السوفيتية بالقمر في ذلك الوقت، ثم توالت النجاحات بعد ذلك".
وأكد في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز" أن فشل تجربة إطلاق صاروخ سارمات الباليستي العابر للقارات لن يؤثر في سمعة الصناعة العسكرية الروسية كما لن يؤثر في مجريات الحرب الدائرة الآن بين روسيا والغرب في أوكرانيا؛ لأن هذه الصواريخ العابرة للقارات هي صواريخ ردع، وتستخدمها القوى العظمى في حالة المساس بأمنها القومي ومصالحها.
وتابع أن "الصناعات العسكرية الروسية في حالة تأهب قصوى لإجراء الاختبارات والتجارب لتطوير منظومة الأسلحة على المستويات كافة وزيادة إنتاجها زيادة مستمرة، خاصة المسيرات والصواريخ تحسبًا لنشوب حرب عالمية، وهذا يأتي في إطار التصعيد الجيوسياسي بين روسيا والغرب".