كشفت الرهينة الإسرائيلية يوخيفيد ليفشيتز، البالغة من العمر 85 عامًا، والتي أطلقت حركة حماس سراحها بعد 17 يومًا قضتها في قطاع غزة، أبرز تفاصيل أيامها خلال فترة احتجازها في القطاع.
ووصفت، في مؤتمر صحفي، أحداث هجوم حماس في الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الجاري، واقتحام مستوطنات غلاف غزة، إلى جانب تفاصيل نقلها من القطاع، لكنها انتقدت الحكومة الإسرائيلية، التي رأت أنها تسببت في المعاناة التي عاشتها.
وقالت ليفشيتز: "دعوني أقول لكم الحقيقة، لقد شاهدت جحيمًا، لم نشهده ولم نفكر في أن نصل إلى وضع كهذا"، مبينة أن مقاتلي حماس فجروا السياج، الذي شيدته إسرائيل بتكلفة 2.5 مليار دولار، لكنه "لم يساعدنا في أي شيء"، على حد تعبيرها.
وأضافت: "لقد هاجموا الكيبوتس، وانقضوا على منازلنا، ضربوا الناس واختطفوا البعض وأنا منهم، ووضعوني على جانبي فوق دراجة نارية، وطاروا بي عبر الحقول المحروثة".
وأوضحت أن مقاتلي الحركة "قادوني إلى مداخل كهوف، بينما كنت مستلقية على الدراجة النارية، وفي الطريق ضربني الشباب، هم لم يكسروا ضلوعي، لكن تسببوا في ألم كبير في هذه المنطقة (أشارت إلى الظهر) وصعوبة في التنفس".
ولفتت ليفشيتز، وابنتها شارون ليفشيتز إلى جنبها، إلى أن خاطفيها "ساروا بها كيلومترات تحت الأرض في شبكات أشبه بخيوط العنكبوت، وأنه خلال ركوبها الدراجة النارية أخذوا منها الساعة والمجوهرات".
ومضت قائلة: "بدأنا بالسير في الأنفاق في الأرض الرطبة، وكانت هناك رطوبة طوال الوقت، وصلنا إلى قاعة كبيرة هناك مكثنا، كنا قرابة 25 شخصا، وبعد ساعتين أو ثلاث ساعات تم فصلهم إلى غرف أخرى".
وأكدت ليفشيتز حرص محتجزيها "للغاية على حالتنا الصحية حتى لا نمرض"، مبينة أنه "كان هناك طبيب يأتينا كل يومين أو ثلاثة أيام ويتأكد من إحضار الأدوية، وأخذ المسعف على عاتقه إحضار الأدوية، وإذا لم تكن هناك أدوية ذاتها كانوا يحضرون لنا أدوية مماثلة".
ومضت قائلة: "كنا خمسة وكان لكل واحد منا شخص يعتني به، تعاملهم معنا كان جيدًا، لقد اهتموا بكل التفاصيل، تأكدوا من أننا بصحة جيدة، وقاموا هم وليس نحن بتنظيف المراحيض كي لا نصاب بأمراض، وبصفة عامة خافوا من إصابتنا بوباء".
وأشارت ليفشيتز إلى أنهم "حاولوا التحدث معنا عن السياسة وأخبرناهم بأننا لن نتحدث في السياسة، لقد كانوا أشخاصا ودودين للغاية معنا"، مؤكدة "أنهم حرصوا على تلبية كل احتياجاتنا"، كما بينت أنهم "تناولوا نفس الطعام الذي تناوله محتجزوهم، مثل الخبز والجبن الأبيض والخيار، لقد كانت تلك وجبة ليوم كامل".
ونوهت إلى أن عدم معرفة الجيش والشاباك ألحق بهم الضرر، "كنا كبش فداء للسلطة"، على حد وصفها، لا سيما أنه قبل 3 أسابيع تم تحذيرنا، حيث أطلقوا البالونات الحارقة ولم يأخذ الجيش الإسرائيلي الأمر على محمل الجد، حتى حدث الهجوم المُباغت، مبينة أن الأمر "كان مزعجًا وصعبًا للغاية، حتى في الذاكرة ستبقى هذه الصور".
وظهرت ليفشيتز في فيديو يوثق لحظات الإفراج عنها، وهي تصافح أحد عناصر حماس لدى تسليمها ودخولها سيارة الإسعاف التابعة للصليب الأحمر، وعندما سألها أحد الحضور عن أسباب مصافحتها لأحد عناصر حماس، عللت ذلك بالمعاملة الجيدة التي شهدوها من جانب خاطفيهم وتلبيتهم جميع احتياجاتهم".
ورجحت أن تكون "حماس قد جهزت لهذا الأمر وأعدت له منذ فترة طويلة"، إذ إنها "وفرت كل الاحتياجات التي تحتاجها النساء أو الرجال، حتى الشامبو للشعر".