تقارير: واشنطن أنفقت 17.9 مليار دولار في شكل مساعدات عسكرية لإسرائيل منذ بدء الحرب
كشفت الهجمات الأخيرة التي شهدتها بوركينا فاسو عن تقدم كبير لتنظيم القاعدة؛ ما يثير تساؤلات حول إمكانية سقوط البلاد في يد التنظيم الذي يسعى إلى انطلاقة جديدة في غرب أفريقيا.
وإذا سلط الهجوم الذي شنته القاعدة في منطقة بارسالوغو، وأسفر عن مقتل حوالي 200 شخص، الضوء على فشل إستراتيجية تجنيد المدنيين في صفوف ميليشيات محلية لمواجهة المتشددين، فإنه عكس أيضا عمق تقدم التنظيم.
وعلّق الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية، عمرو ديالو، على هذه التطورات بالقول إن "تنظيم القاعدة نجح في احتواء واستقطاب مقاتلين جدد من دول مثل بنين وتوغو وغيرهما، ما أكسبه زخما في بوركينا فاسو بالذات، واليوم يسعى إلى نقل المواجهة مع دول أخرى مثل غينيا".
وأضاف ديالو لـ "إرم نيوز" أن "بوركينا فاسو تواجه بالفعل شبح انهيارها أمام القاعدة، خاصة مع فشل إستراتيجيات المجلس العسكري بقيادة إبراهيم تراوري".
واعتبر أن "هذه الإستراتيجيات، وبشكل خاص تجنيد المدنيين، لم تعد تعطي أي نتيجة على الأرض".
ولفت ديالو إلى أن "الهجمات التي تشنها القاعدة بدأت تقترب في الأشهر السابقة من العاصمة واغادوغو، ومن غير الواضح قدرة الجيش على صدها، لا سيما في ظل عدم وضوح الرؤية في ما يخص الحليف الروسي الذي سحب أخيرا جزءا من عناصر لواء الدب لإسناد القوات الروسية في مدينة كورسك، التي تعرضت لهجوم من أوكرانيا".
ورأى أن "على القوات البوركينية تعزيز قدراتها على الأرض، خاصة الاستخبارية؛ لأن تحركات القاعدة عادة ما تكون خفية، واقتراب التنظيم من العاصمة يشكل تحديا جديا لقدرة السلطات في واغادوغو على مواجهة التهديدات الأمنية".
من جانبه، قال المحلل السياسي المتخصص في شؤون الساحل الأفريقي قاسم كايتا إن "ما يحدث من تحركات للقاعدة في بوركينا فاسو يجسد اختبارا للجنرال تراوري الذي لا يتوانى في كل مناسبة عن محاولة إظهار قوته في مواجهة التهديدات الأمنية".
وأضاف كايتا لـ "إرم نيوز" أن "الجيش البوركيني لم يُظهر إلى الآن قدراته على صد هجمات القاعدة أو حتى استباقها، ويبدو أن الخلل بالفعل على المستوى الاستخباري، وهو أمر يمكن تفسيره بانسحاب القوات الفرنسية والغربية وتركها فراغات لم تنجح بعد روسيا في ملئها".
ورأى أنه "يجب منح بعض الوقت للروس والجيش البوركيني من أجل تفادي المزيد من الهجمات الدموية، وهي هجمات أصبح لها تأثير في ثقة المواطنين بالجيش".
واستنتج كايتا أن "الجيش البوركيني يجب أن يتلقى دعما خارجيا أكبر أيضا، لأنه لم يعد بالإمكان استمرار الوضع على ما هو عليه، فالتهديدات أصبحت أكبر وأخطر على البلد بأكمله".