هل تقف روسيا خلف رسومات "نجمة داود" على مبانٍ في باريس؟
اعتبرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، في تقرير لها اليوم الأربعاء، أن رسم أكثر من 200 "نجمة داود"، التي ترمز للديانة اليهودية ودولة إسرائيل، على مبانٍ عدة في العاصمة باريس، يعد محاولة لإثارة التوتر والصراع في أوروبا، وخلق القلق والانقسام بين السكان، ما قد يدعم جهود التضليل التي تبذلها روسيا.
وقالت الصحيفة إن ذلك يتماشى مع عمليات التدخل الروسية السابقة، والتي غالبًا ما تتضمن رعاة خارجيين، وأفرادًا مستأجرين، واستغلال الصور لأغراض دعائية لزيادة انعدام الأمن والانقسامات بين السكان في أوروبا.
ووفق "لوموند"، فإن السلطات الفرنسية، التي بدأت تحقيقاتها حول الرسومات، تشتبه في أن هذا العمل التخريبي ربما تم تدبيره من قبل ممثلين روس، مشيرة إلى أنه تم اكتشافها نهاية الشهر الماضي في مختلف أحياء وضواحي باريس، لا سيما في الدائرة الرابعة عشر، ورافقت بعض الحوادث شعارات تعبّر عن الدعم لفلسطين.
كما أشارت إلى أنه "تم فحص بيانات هاتفية أظهرت أن الجناة، وهما اثنان، كانا على اتصال بشخص ثالث، ومن المحتمل أن يكونا مقيمين في الخارج، إذ لعبت شبكة الدعاية (Doppelgänger) الموالية لروسيا، والمعروفة أيضًا باسم RRN، دورًا في نشر الرسوم على الجدران، ونسبت الحكومة الفرنسية عملياتها إلى روسيا".
وبحسب الصحيفة، "تم القبض على المشتبه بتورطهما في الحادثة، وهما زوجان مولدوفيان، لكن الشكوك تحيط بادعاءاتهما الأولية بأن شخصًا غريبًا دفعهما لتنفيذ أعمال التخريب"، مرجحة أنهما أُرسلا إلى فرنسا من الخارج، مع زوجين مولدوفيين آخرين هربا، إذ يشتبه بتورط الزوجين الأولين في مهمات مماثلة في دول أوروبية أخرى، ولا تزال التحقيقات جارية لتحديد ما إذا كان قد تم القيام بأعمال دعائية مماثلة في فرنسا مؤخرًا".
واعتبرت "لوموند" أن التنسيق بين هذه المجموعات يشير إلى عملية مدروسة جيدًا، ربما بمشاركة روسية.
ولفتت الصحيفة إلى أن مكتب المدعي العام في باريس بدأ تحقيقًا رسميًا في الحادي والثلاثين من الشهر الماضي، وصنف الحادثة على أنها "أضرار لحقت بممتلكات أشخاص آخرين تفاقمت بسبب ارتكابها على أساس الأصل أو العرق أو الدين".
المصدر: صحيفة "لوموند" الفرنسية