صحيفة: الأمم المتحدة مؤسسة مشلولة بسبب تزايد الأزمات
دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى توسيع مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة؛ لإنقاذ المنظمة العالقة في حالة من الركود والشلل على حد تعبيره.
وقالت صحيفة لوفيغارو إن مجلس الأمن الدولي عقد اجتماعا طارئا، الخميس؛ لمواجهة تجدد القتال في ناغورنو كاراباخ، ودعت فرنسا والولايات المتحدة، روسيا التي نادراً ما تتحالف مع الغرب، إلى وقف إطلاق النار.
وبينت الصحيفة الفرنسية أن الموضوع الرسمي للدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة هو "استعادة الثقة وإحياء التضامن العالمي"؛ ما يبرهن على وجود نقصٍ متزايد بالتضامن العالمي.
وأوضحت أن الفيتو الروسي وامتناع الصين عن التصويت "اللذين أصابا مجلس الأمن بالشلل منذ بداية الهجوم على أوكرانيا، ليسا السببين الوحيدين وراء الأزمة، حتى ولو كانا يبينان ذلك بوضوح".
"الإصلاح أو التمزق"
وحذر غوتيريش من جمود منظمة تأسست نهاية الحرب العالمية الثانية، ويبدو أنها تعمل بشكل أقل جودة، قائلا: "مؤسساتنا لم تتغير، ولا يمكننا أن نتعامل بفعالية مع المشاكل كما هي إذا كانت المؤسسات لا تعكس العالم كما هو".
ودعا غوتيريش إلى توسيع مجلس الأمن إلا أن الدول الأعضاء لم تتمكن من الاتفاق على المستفيدين من ذلك، وبهذا الخصوص قال الأمين العام: "أعلم أن هناك الكثير من المصالح المنافسة، ولكن البديل للإصلاح ليس الوضع الراهن".
وأدان الأمين العام الغزو الروسي لأوكرانيا باعتباره مثالاً للانتهاك الواضح لميثاق الأمم المتحدة، الذي يضمن سيادة الدول الأعضاء وسلامتها الإقليمية، لكن المجلس ليس المؤسسة الوحيدة المعنية، فكذلك لم تُظهِر الجمعية العامة قدراً كبيراً من الحماس للدفاع عن دولة تعرضت للغزو من جارتها.
وأثبتت أدوات الأمم المتحدة التقليدية، مثل عمليات حفظ السلام، عدم فعاليتها، كما هو الحال في مالي وجنوب السودان، وهايتي، حيث تبدو المنظمة مشلولة بسبب انشغال كل عضو بمصالحه الخاصة دون إيلاء الكثير من الاهتمام للأزمات البعيدة.
وقالت إيمي سايوارد، أستاذة العلاقات الدولية في جامعة ولاية تينيسي الوسطى: "الجمعية العامة منظمة هائلة، ولكنها تعكس مدى تعقيد عالمنا، والصعوبات التي تواجهها الأمم المتحدة تشكل دليلاً على ضرورتها".
وأضافت سايوارد: "الدعوات المطالبة بالإصلاح المؤسسي، تبدو وكأنها مجرد تعويذة (..) حتى لو تمكنت المنظمة من الاستفادة من ذلك، لا يوجد حاليًا الإجماع اللازم للإصلاح الجذري".
منظمات منافسة
وذهب دبلوماسي سابق كان يقيم في نيويورك إلى أن القول بأن الأمم المتحدة أصبحت عديمة الفائدة "يعني تجاهل الدور الأساسي الذي يلعبه مجلس الأمن في حل الأزمات اليومية التي تنشأ في جميع أنحاء العالم".
وأضاف الدبلوماسي: "الميثاق نص مصمم بشكل جيد للغاية وذكي للغاية، ويتمحور حول العمل الجماعي، ومن الواضح أنه عندما تندلع حرب يشارك فيها عضو دائم في مجلس الأمن، يتم تعطيل النظام".
وتابع: "الاجتماعات متعددة الأطراف، مثل مجموعة السبع أو مجموعة العشرين، أصبحت على مدى السنوات العشرين الماضية هيئات سياسية على نحو متزايد، وتميل إلى أن تحل محل الأمم المتحدة كمنتدى للمناقشة".
المصدر: صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية