المفوض العام للأونروا: إمدادات الطعام لأطفال غزة نفدت ومات كبار السن بسبب نقص الأدوية

logo
العالم

رغم نفي الكرملين.. هل يتجه التصعيد الروسي نحو البلطيق؟

رغم نفي الكرملين.. هل يتجه التصعيد الروسي نحو البلطيق؟
استعراض عسكري للقوات الروسيةالمصدر: (أ ف ب)
04 مايو 2025، 11:05 ص

مع تراجع زخم الدعم الغربي لكييف، وتنامي مؤشرات تفوق موسكو ميدانيًا في الساحة الأوكرانية، تتزايد المخاوف الأوروبية من سيناريو توسع التصعيد الروسي ليشمل دول البلطيق، وسط تحذيرات من سيناريوهات أكثر حدة رغم تأكيد الكرملين المتكرر أن لا نية لديه لمهاجمة أي دولة عضو في الناتو.

وقبل أيام، أطلق نيكولاي باتروشيف، مساعد الرئيس الروسي ورئيس هيئة البحرية الروسية، تحذيرات شديدة اللهجة، مؤكدًا أن حلف الناتو يتدرب بوضوح على سيناريوهات هجومية تستهدف روسيا مباشرة، تشمل احتلال مقاطعة كالينينغراد وتوجيه ضربات استباقية ضد قواعد الردع النووي.

أخبار ذات علاقة

ليثيوم لأمريكا وصمت من روسيا.. وأوكرانيا تدفع الثمن "معدنا"

وقال باتروشيف: "للعام الثاني، يجري الناتو تدريبات عسكرية على مقربة من حدودنا، تحاكي السيطرة على مناطق ممتدة من فيلنيوس إلى أوديسا، وتتضمن سيناريوهات عدوانية تهدد بحر البلطيق والبحر الأسود، إلى جانب عمليات ضد بنيتنا النووية".

المخاوف الروسية تتزامن مع تغيرات استراتيجية في بنية الردع الغربي، حيث أجرى الناتو في فبراير الماضي مناورات Steadfast Dart 2025، والتي وُصفت بأنها الأكبر منذ عقود.

وشاركت فيها 9 دول ونحو 10 آلاف جندي في أوروبا الشرقية،  دون مشاركة أميركية مباشرة، ما يعكس اتجاهًا متزايدًا نحو استقلال أوروبي نسبي في العمليات الدفاعية.

وفي سياق متصل، صرح الأمين العام للناتو، مارك روته، عقب لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن "الكرة الآن في ملعب روسيا" لإنهاء الحرب، في وقت تتصاعد فيه الانتقادات الغربية لأداء كييف، وسط مؤشرات على فتور الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا.

ومع تصاعد القلق الأوروبي بعد نجاح روسيا في حسم المعركة الأوكرانية، يبقى التساؤل الأهم، هل يتجه التصعيد نحو البلطيق رغم نفي الكرملين؟

يرى الخبراء، أن التصعيد الروسي المباشر ضد دول البلطيق يظل احتمالًا ضعيفًا، نظرًا لانتماء تلك الدول إلى الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو، وهو ما يشكل حاجزًا رادعًا أمام أي هجوم عسكري روسي، خاصةً وأن موسكو تفضل الحروب الهجينة عبر أدوات غير مباشرة.

وحذر الخبراء في تصريحات لـ"إرم نيوز"، من أن التصعيد الأوروبي - ولا سيما من بولندا ودول البلطيق - تجاه روسيا قد يتحول إلى عامل تفجير للموقف، خاصة في ما يتعلق بمقاطعة كالينينغراد.

واعتبر الخبراء، أن أي محاولة للاقتراب من تلك المنطقة ستُقابل برد نووي روسي محسوم، نظرًا لأن النخب الأوروبية الحالية مرتبطة وجوديًا بالحرب، وتخشى السلام أكثر من الصراع.

تهديدات روسية نحو البلطيق

رامي القليوبي، الأستاذ الزائر بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو قال، إن التهديدات الروسية الموجهة إلى دول البلطيق يجب أن تُفهم من زاويتين "عسكرية ونفسية - سياسية".

وأوضح القليوبي لـ"إرم نيوز"، أن انتماء دول البلطيق إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يجعل احتمال استهدافها عسكريًا من قِبل روسيا أمرًا ضعيفًا للغاية.

وأضاف، أن الخبرات السابقة كشفت عن وجود خطوط حمراء واضحة بين موسكو والغرب لا يُمكن تجاوزها، خشية الانزلاق إلى مواجهة مباشرة، لهذا، تفضل أدوات الحروب الهجينة، كما هو الحال في الساحة الأوكرانية، عبر أطراف غير مباشرة.

وأشار الخبير في الشؤون الروسية، إلى أن العامل النفسي والسياسي يشكّل جانبًا مهمًا في التوتر، قائلًا: "دول البلطيق، التي كانت جزءًا من الاتحاد السوفيتي، تُبدي حساسية عالية تجاه أي تحرك عسكري روسي قريب منها، وتستثمر هذه المخاوف في الداخل الأوروبي لتعزيز حضورها السياسي، في ظل انقسامات مجتمعية بين تيارات موالية للغرب وأخرى متعاطفة مع روسيا".

تسوية قريبة للحرب الروسية

وأوضح المحلل السياسي، أن أي عمل عسكري مباشر من روسيا ضد دول البلطيق يظل مستبعدًا، واستطرد قائلا: "لكن لا بد من التذكير بأن أحدًا لم يتوقع اندلاع حرب بهذا الحجم في أوكرانيا، وأن تستمر أكثر من 3 سنوات دون أفق لتسوية قريبة".

من جانبه، رأى محمود الأفندي، الخبير في الشؤون الروسية، أن المناورات الجارية حول مقاطعة كالينينغراد تمثل استفزازات تقودها بولندا ودول البلطيق، مدفوعة بعداء تاريخي تجاه روسيا.

وقال الأفندي لـ"إرم نيوز"، إن هذه الدول انضمت إلى الناتو من منطلق عدائي، وتواصل تصعيدها في محاولة لفرض أمر واقع على المقاطعة الروسية، رغم إدراك الجميع بمن فيهم واشنطن وبروكسل أن الاستيلاء على كالينينغراد سيقود إلى رد روسي نووي "حتمي، وفق العقيدة الدفاعية الروسية.

أخبار ذات علاقة

روسيا: زيلينسكي يهدد سلامة المحتفلين بذكرى الحرب العالمية الثانية

وأضاف أن هذا النمط من التصعيد يدخل ضمن أدوات الحرب الهجينة التي تهدف إلى استفزاز موسكو، لا سيما في ظل تمسك روسيا باعتبار المقاطعة خطًا أحمر.

مصالح أوروبية من الحرب الأوكرانية 

وفي ما يتعلق بالموقف الأوروبي من الحرب، أكد الأفندي أن النخب الحاكمة في أوروبا وأوكرانيا باتت مرتبطة وجوديًا بالصراع، قائلًا: "نهاية الحرب تعني عمليًا نهاية هذه النخب، التي بنت شرعيتها ومصالحها على استمرار المواجهة".

وقال الخبير في الشؤون الروسية، إن التغيير السياسي في أوروبا والولايات المتحدة سيبدأ فقط عند انتهاء الحرب، حيث سيتم استبدال النخب الحالية بأخرى تسعى إلى إعادة بناء علاقات متوازنة مع موسكو.

وفي المقابل، أكد سمير أيوب، الخبير في الشؤون الروسية، أن موسكو تنظر بقلق بالغ إلى المناورات والاستفزازات على حدودها الغربية، خاصة في محيط بحر البلطيق.

وقال أيوب لـ"إرم نيوز"، إن هذه التحركات لا تُعد مجرد استعراض عسكري، بل تنذر بتهديد مباشر لمقاطعة كالينينغراد الروسية، أو حتى لشن ضربات سريعة على مدن كبري مثل سانت بطرسبورغ. 

ضرباع استباقية من الناتو

وأضاف أن التصعيد المستمر قد يمهد لضربات استباقية من الناتو تستهدف أسطول البلطيق أو القواعد الروسية في البحر الأسود، قرب أوديسا.

وأشار إلى أن انضمام دول البلطيق إلى الناتو لم يكن بدافع الخوف من روسيا، بل نتيجة رغبة في المواجهة، وأن روسيا، منذ منحها الاستقلال لتلك الجمهوريات، كانت تتطلع إلى شراكة إيجاببة معها، لكن الأخيرة اختارت أن تكون في معسكر معادٍ، مما يهدد الأمن القومي الروسي.

وحذر أيوب من أن استمرار التصعيد ومحاولات تهديد كالينينغراد قد يدفع روسيا إلى تفعيل عقيدتها النووية، مشيرًا إلى أن السيناريو الأسوأ يتمثل في تحوّل المواجهة إلى صراع عالمي شامل، إذا استمرت هذه السياسات الاستفزازية.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة © 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC