صحيفة: ماسك قطع الإنترنت عن الجيش الأوكراني أثناء مهاجمته للأسطول الروسي
قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن شركة "سبيس إكس" المملوكة للملياردير الأمريكي إيلون ماسك قطعت خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية عن طائرات الدرون الأوكرانية دون طيار العام الماضي، بينما كانت تشن هجومًا على الأسطول البحري الروسي، وفقًا للسيرة الذاتية الجديدة لمؤسس الشركة.
واعتبرت الصحيفة أن التفاصيل الجديدة للحادث الذي تم الإبلاغ عنه سابقًا تؤكد مدى اعتماد الحكومات العالمية على ماسك الذي يسيطر على وسيلة الاتصالات عالية السرعة في العالم وعلى منصة الخطاب الرئيسية "إكس" (تويتر سابقا).
وبحسب ما ورد في كتاب السيرة الذاتية للملياردير الأمريكي فقد أوقف ماسك خدمة الوصول إلى "ستاريلنك" التابعة لشركة "سبيس أكس" التي اعتمدت عليها القوات الأوكرانية بشكل كبير، بينما كان الجيش الأوكراني على وشك تنفيذ عملية بغواصة ضد الأسطول الروسي في البحر الأسود، وبدلا من ذلك فقدت الطائرات الأوكرانية دون طيار الاتصال وانجرفت إلى الشاطئ دون أن تسبب أي ضرر.
وذكرت الصحيفة أن الطائرات الأوكرانية دون طيار كانت تستعد لمهاجمة الأسطول الروسي، وفقًا لتقرير شبكة "سي إن إن" الذي استشهد بمقتطف من كتاب السيرة الذاتية لماسك.
والكتاب الذي سيتم طرحه للبيع الثلاثاء من تأليف والتر إيزاكسون، الرئيس التنفيذي السابق لشبكة التلفزة الأمريكية "سي إن إن".
وأفاد تقرير "واشنطن بوست" أن مسؤولين أوكرانيين وأمريكيين سارعوا لإعادة خدمة الإنترنت، وطلبوا ذلك من ماسك مباشرة، حيث وافق الأخير في نهاية الأمر على طلبهم.
وبحسب التقرير فقد أعادت هذه الحادثة التذكير بالنفوذ الهائل الذي اكتسبه مؤسس "سبيس إكس" بسبب عدم قدرة منافسيه على مواكبة وتيرة الابتكار المذهلة لشركته، كما يظهر قدرة شركته على التفوق على منافسيها وحتى على ابتكارات الحكومات نفسها.
وفي ردود الفعل على الحادثة نقلت الصحيفة عن بريان ويدن، مدير تخطيط البرامج في مؤسسة "سيكيور وورلد فاونديشن" المعنية بشؤون الفضاء قوله "إن إحدى المزايا التي نشهدها حاليا هي الكم الهائل من الابتكار الذي يأتي من القطاع الخاص، والذي تريد الحكومة الاستفادة منه للبقاء في صدارة هذا القطاع قبل الصين وغيرها"، مضيفا أن هذا التطور "يمنح المزيد من القوة للقطاع الخاص ولأصحاب الثروات الذين يسيطرون على تلك الشركات والتقنيات".
من جانبه اعتبر بريت شيفر، المحلل في "التحالف من أجل تأمين الديمقراطية"، أن قطع مهمة أوكرانيا في منتصف الطريق "يعد مثالا عظيما على تركز قوة منصات الاتصالات في أيدي عدد قليل من الشركات الخاصة".
وقال نائب مدير مركز "ستيرن" للأعمال وحقوق الإنسان في جامعة نيويورك، بول باريت، إن من المخيف حقا رؤية ماسك وهو يستخدم موارد شركته لمحاولة "سحق المنتقدين والمتشككين".
وتشير الصحيفة إلى أن سلطة ماسك وقراراته المتقلبة في شركة "إكس" تسببت في إثارة ذعر بعض المسؤولين وخبراء المجتمع المدني مع انتشار الدعاية قبل موجة من الانتخابات التي ستجرى في جميع أنحاء العالم العام المقبل.
ووجدت دراسة أجرتها المفوضية الأوروبية ونشرت الأسبوع الماضي أن "إكس" تحت ملكية ماسك، لعبت دورا مهما في نشر الدعاية الروسية حول حرب أوكرانيا.
وقالت الدراسة: "يشير التحليل الأولي إلى أن مدى وتأثير الحسابات المدعومة من الكرملين قد نما بشكل أكبر في النصف الأول من عام 2023، مدفوعا بشكل خاص بتفكيك معايير السلامة على تويتر".
ويقول تقرير "واشنطن بوست" إنه منذ ظهور تقارير عن قيام شركة "سبيس إكس" بإيقاف الاتصالات عبر الأقمار الصناعية في أوكرانيا العام الماضي، فقد منحت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون شركة "سبيس إكس" عقد شراكة غير معروف التفاصيل، حيث رفض المتحدث باسم البنتاغون جيف جورجينسون الإدلاء بالمزيد حول ذلك، بسبب ما سماه " الطبيعة الحرجة لهذه الأنظمة".
لكن محللين اعتبروا أن التعاقد مع شركة "ستارلينك" من شأنه أن يسمح للبنتاغون بمزيد من السيطرة على الشركة، وربما منع قطع الخدمة أو توقفها فجأة مرة أخرى.
المصدر: "واشنطن بوست"