الجيش الإسرائيلي يحذر سكان جنوب لبنان من العودة إلى منازلهم "حتى إشعار آخر"
بعد مرور 28 شهرًا من الحرب الروسية الأوكرانية، تبرز تساؤلات عديدة حول التحولات والمفاجآت في الساحة العسكرية والسياسية.
ورغم سيطرة القوات الروسية على مناطق واسعة، رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التفاوض مع كييف، لكنه غيّر موقفه لاحقًا.
وفي حوار خاص مع "إرم نيوز"، يقدم ديميتري بريجع، مدير وحدة الدراسات الروسية في مركز الدراسات العربية الروسية، نظرة تحليلية للوضع الحالي، مسلطًا الضوء على التحولات في موقف موسكو واستعدادها للتفاوض.
تحول الموقف الروسي
وقال بريجع إن بوتين كان حذرًا في تصريحاته حتى مارس 2022، عندما وصل الجيش الروسي إلى الريف الأوكراني، تلتها عمليات الجيش الأوكراني المدعومة من الولايات المتحدة والناتو، و روسيا سيطرت على مناطق مثل دونباس وزاباروجيا وخيرسون وضمّتها إلى الاتحاد الروسي.
و أشار بريجع إلى أن روسيا كانت منفتحة على الحوار، وأن المفاوضات مع أوكرانيا توقفت بسبب الضغوط الغربية، حيث تستفيد الولايات المتحدة اقتصاديًا من إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا، لذلك ترفض تفاوض كييف مع موسكو.
وقال إن تغير موقف الرئيس بوتين واستعداده للتفاوض مع كييف يظهر تحولًا مهمًا في استراتيجية موسكو بعد فترة طويلة من الصراع العسكري المباشر، هذا الموقف يمكن تحليله عبر عدة محاور، مثل فرص السلام، دور الوساطة الخليجية، العقيدة النووية الروسية، والسيطرة على شرقي أوكرانيا.
وفق ديميتري بريجع، روسيا الآن مستعدة للتفاوض دون شروط مسبقة، مما يعكس رغبتها في إنهاء الصراع وتحقيق مكاسب سياسية محتملة، مشيرا إلى أن فرص التفاوض مرهونة بتوازن القوى على الأرض، خاصة أن روسيا لم تحكم سيطرتها بالكامل على المناطق التي ضمتها.
العقوبات الغربية وخطة النصر
وقال إن الديناميكيات العسكرية المتغيرة، والضغوط الدولية، خاصة الأوروبية، تدفع كلا الطرفين نحو المفاوضات، رغم أن كلًا من موسكو وكييف يعتمد على أوراق ضغط لتحقيق أهدافهما.
كما أن العقوبات الغربية، خاصة الأمريكية، تُعد أحد الأسباب التي دفعت روسيا نحو الحلول الدبلوماسية لتقليل التأثير السلبي على اقتصادها، مضيفا أن موسكو لجأت إلى تحالفات مثل "بريكس" ودول آسيا وأفريقيا للتغلب على العقوبات.
فيما يتعلق باتفاق إسطنبول، الذي يمنع أوكرانيا من بناء قواعد عسكرية غربية، قال بريجع إنه قد لا يكون لدى الدول الغربية حماس لإحيائه، نظرًا للتوترات الحالية وعدم التوصل لنتائج في اتفاقيات سابقة.
أما بشأن خطة النصر التي تحدث عنها الرئيس الأوكراني زيلينسكي، فرأى بريجع أنها تركز على زيادة الدعم الغربي وتصعيد العمليات العسكرية لاستعادة الأراضي التي ضمتها روسيا، دون وجود خطة واضحة لتحقيق ذلك.
وأشار المحلل الروسي ديميتري بريجع إلى أن تأثير خطة النصر الأوكرانية على مسار الحرب يعتمد على مدى التزام الغرب بالدعم العسكري، إذ تستفيد الولايات المتحدة وشركات الأسلحة من هذه الحروب كتجربة للسلاح، ومع ذلك، قد يتراجع الدعم الغربي لأسباب سياسية أو اقتصادية، مما سيعوق الخطة الأوكرانية، خاصة في ظل تراجع الدعم الملحوظ بسبب الأزمات الاقتصادية في أوروبا، وارتفاع أسعار الطاقة، وظهور اليمين المتطرف.
تهديدات الناتو
فيما يتعلق بتهديدات الناتو بإنشاء قواعد عسكرية بالقرب من روسيا، قال بريجع إن الكرملين يعتبر هذه التحركات تهديدًا وجوديًا، وقد يؤدي ذلك إلى تصعيد موسكو هجماتها على المدن الأوكرانية، ولتعزيز قوتها، تسعى روسيا لتجنيد مزيد من القوات من الخارج، بما في ذلك إفريقيا والشرق الأوسط.
بين بريجع أنه بشأن العقيدة النووية، أظهر استفتاء وطني أن أغلبية الروس يدعمون تجديد العقيدة العسكرية للرد على التهديدات الغربية، مما قد يشمل استخدام السلاح النووي إذا استدعت الضرورة.
أما عن سيطرة موسكو على الشرق الأوكراني، قال بريجع إن لهذه المناطق "أهمية اقتصادية واستراتيجية كبيرة، بسبب غناها بالموارد الطبيعية والصناعات الثقيلة، فالسيطرة على هذه المناطق تمنح روسيا نفوذًا جيوسياسيًا مهمًا، مما يمكنها من فرض شروط مستقبلية.
وفيما يخص كورسك، يرى بريجع أن المنطقة تحظى بأهمية تاريخية واستراتيجية، حيث تُذكّر بمعركة 1943 مع ألمانيا النازية، مشيرا إلى أنه رغم التكتم الروسي على الأحداث الحالية في كورسك، فإن الاستراتيجية الروسية تهدف إلى استعادة الهيبة، ما يعتمد على مسار المفاوضات الروسية الأوكرانية المقبلة".