إطلاق صفارات الإنذار للمرة الأولى في نحو شهرين في جنوب إسرائيل
حذر محللون سياسيون فرنسيون من التحديات التي تواجه رئيس الوزراء الفرنسي ميشيل بارنييه، بين عجز الموازنة الشديد وسياسة فرض الضرائب، وتهديدات اليسار بسحب الثقة، وتردد المعسكر الرئاسي لدعمه، معتبرين أن ذلك سيعني أن عمر حكومة بارنييه قد يكون قصيرا.
وفي جلسة برلمانية اليوم الأربعاء، قدم بارنييه سياسته العامة أمام البرلمان وسط أجواء من التوتر والانقسام.
وقال الباحث السياسي الفرنسي أوليفييه روي لـ"إرم نيوز"، إن البرلمان الفرنسي يواجه تحديات كبيرة، حيث يعكس التوازن السياسي الحالي حالة من التمزق التي قد تؤثر على استقرار الحكومة الجديدة، ما ينذر بأن يكون عمر حكومة بارنييه قصيرا جدا.
اليسار وتهديد سحب الثقة
بينما حذر نواب من الكتلة اليسارية من أنهم قد يسعون إلى سحب الثقة من الحكومة، التي يعتبرونها مفرطة في اليمين.
وقال الباحث السياسي الفرنسي إن اليسار يشعر بأن الحكومة لا تعكس تنوع الآراء والمصالح الموجودة في المجتمع الفرنسي، ويهدد باتخاذ خطوات تصعيدية إذا لم تستجب الحكومة لمطالبه.
وعلى الجانب الآخر، يقوم اليمين المتطرف بدور الحكم في هذا المشهد السياسي المعقد، إذ يرى الباحث السياسي الفرنسي أن هذه الكتلة تستفيد من الانقسامات الحالية، وتعمل على تعزيز موقفها، مما يزيد من الضغوط على الحكومة، ويجعلها بحاجة إلى دعم أكبر لتجاوز العقبات التشريعية.
أما فيما يتعلق بالكتلة المركزية الموالية للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فقال الباحث السياسي الفرنسي دومنيك رينيه لـ"إرم نيوز"، إن المعسكر الرئاسي يبدو متردداً في دعم الحكومة الجديدة، مما يزيد من حالة الغموض السياسي، بين الرغبة في الاستقرار والخوف من الانغماس في سياسات يمينية متطرفة، تواجه هذه الكتلة صعوبة في تحديد موقفها.
وأوضح رينيه أنه في ظل هذه الظروف، يبقى مصير الحكومة والبرلمان الفرنسي غير مؤكد، متسائلا:" هل سيتمكن بارنييه من توحيد المواقف وتحقيق الاستقرار، أم أن الانقسامات ستستمر في التأثير على المشهد السياسي؟.
وأضاف أنه ستكون الأيام المقبلة حاسمة في تحديد ما إذا كانت الحكومة الجديدة ستصمد أمام الضغوط، أو ستواجه تحديات تهدد وجودها".
وتابع أنه من بين التحديات أيضا "الاستجابة للأزمة المالية من خلال الزيادات الضريبية المتوقعة".
وقال رينيه إن "بارنييه اختار اقتباسًا من "الملك لير" لشكسبير، وهو "ادخلوا الجنون، اخرجوا العقل!"، كعنوان لمذكراته حول البريكست التي نشرت في عام 2021، فهل سيتمكن رئيس الوزراء من تقديم مزيد من العقلانية في كلمته أمام الجمعية الوطنية؟".
وأضاف أن بارنييه يبحث عن الكلمات المناسبة التي تعكس خطورة الوضع، فيوم الأحد الماضي، كان جالسًا خلف مكتب لويس الخامس عشر في مكتب رئيس الوزراء، يقوم بتعديل كلمته التي تحتوي على إشارات لبطولات الجنرال شارل ديجول، مؤسس الجمهورية الفرنسية الخامسة.
مهمة صعبة
واعترف بارنييه في حديثه لصحيفة" جورنال دو ساون إيه لوار" المحلية، بأن البرلمان سيكون له الكلمة الفصل في استمرارية الحكومة.
وعلى مدار الأسبوع، استمع بارنييه إلى قادة المجموعات البرلمانية والنقابات والوزراء، بغرض الاستماع إلى آرائهم وبناء بيانه، ومع ذلك يبقى غير واضح ما الذي سيتبناه من آرائهم، فمنذ دخوله مكتب رئيس الوزراء ظل بارنييه حذرًا في الكشف عن مواقفه.
ووفقًا للباحث السياسي الفرنسي رينيه، فإن مؤيديه من حزب الجمهوريين وحزب الديمقراطيين المستقلين والاتحاد الأوروبي يمارسون ضغوطًا عليه لتوضيح رؤيته.