بازوم ويوسوفو
بازوم ويوسوفومجلة "جون أفريك"

كيف "انقلب" يوسوفو على صديقه محمد بازوم في النيجر؟ 

سلطت مجلة "جون أفريك" الفرنسية، اليوم الأربعاء، الضوء على أسباب القطيعة بين رئيس النيجر المخلوع محمد بازوم وسلفه محمدو يوسوفو، الذي يُشتبه في أن تكون له يد في الانقلاب الذي أطاح ببازوم الصيف الماضي.

وذكر تقرير إخباري للمجلة المتخصصة في الشأن الأفريقي، أن الرجلين زعما قبل أسابيع قليلة من الانقلاب بأنهما "أخوان"، لكن منذ الانقلاب أثارت مواقف يوسوفو كثيرًا من الأسئلة في النيجر، حتى أن شكوكًا تحوم حول ضلوعه في الانقلاب.

ويستحضر التقرير يوم تنصيب بازوم رئيسًا للنيجر في الـ2 من أبريل/ نيسان 2021 حين كان يوسوفو حاضرًا ويرتدي لباسًا أبيض شبيهًا بذاك الذي كان يرتديه بازوم.

وقال إن "الصورة رمزية، إذ أنّ محمد يوسوفو هو من فرض ترشيح محمد بازوم داخل الحزب النيجري من أجل الديمقراطية والاشتراكية الذي شاركا في تأسيسه، وبالتالي فإن هذه الانتخابات هي أيضًا جزء منه"، وفق تعبيره.

وبعد مرورعامين وبضعة أشهر تغيَّر كل شيء، وأطيح ببازوم في الـ26 من يوليو/تموز في انقلاب، ولا يزال محتجزًا في المقر الرئاسي من قبل رجال عبد الرحمن تياني، أما سلفه محمدو يوسوفو فقد بلغت مواقفه درجة التناقضات، بحسب التقرير.

ووفقًا لـ "جون أفريك" يُشتبه في أن محمدو يوسوفو، المقرب من تياني الذي أطاح بمحمد بازوم هو الذي سمح بحدوث الانقلاب، أو حتى أنه رعاه، الأمر الذي ينفيه يوسوفو، المتهم بخيانة صديقه.

بازوم ويوسوفو
لماذا تراجعت "إيكواس" عن التدخل العسكري في النيجر؟

وتمتد صداقة الرجلين لأكثر من ثلاثين عامًا، وقد اقتحما عالم السياسة منذ ثمانينيات القرن الماضي تحت رئاسة سيني كونتشي ثم علي سايبو، وكانا يتطوران في عالمين مختلفين: محمد يوسوفو، في الأصل من أرليت، وهو مهندس تحول إلى الاشتراكية، ومحمد بازوم، من أتباع الأطروحات الشيوعية الثورية ودرس في مدرسة مرادي الثانوية.

واتفق الرجلان في الـ23 من ديسمبر/ كانون الأول 1990، حيث تم إنشاء الحزب الوطني الديمقراطي في نيامي. وتم اختيار يوسوفو ليكون أول رئيس للحزب بينما أصبح بازوم عَضُده الأيمن المكلف بالتعبئة.

ووفقًا لتقرير "جون أفريك" فإن نجاح بازوم في الترشح لرئاسة النيجر يعود فيه الفضل إلى يوسوفو، لكن هذه التزكية تبدو مشروطة وفقًا لما يقول مقربون من بازوم اليوم، إذ "أراد يوسوفو أن يكون بازوم مدينًا له".

ويقول أحد مستشاري رئيس الدولة المخلوع إنّ الرئيس السابق دافع بشدة عن تعيين رئيس ديوانه السابق، أوهومودو محمدو، في منصب رئيس الوزراء تحت حكم بازوم.

ولم تعد الخلافات بين بازوم وإيسوفو - التي حاول المتورطون إنكارها أمام محاوريهم - سرًّا في نيامي. ولكن بعد انقلاب الـ26 من يوليو/تموز، لم يكن صمت محمدو يوسوفو أقل مفاجأة لحلفائه ومنتقديه، بحسب التقرير.

ومنذ الانقلاب لم يتحدث الرئيس السابق علنًا إلا في الـ17 من أغسطس/ آب في "جون أفريك" للمطالبة بالإفراج عن خليفته وإدانة الاتهامات التي تشير إلى أنه كان من الممكن أن يكون العقل المدبر لسقوطه. وقال "إن من ينشرون هذا النوع من الشائعات هم أنفسهم الذين سعوا منذ اليوم الأول إلى التفرقة بيني وبين بازوم، فصداقتنا كانت دائمًا أقوى من ذلك" بحسب قوله.

المصدر : مجلة "جون أفريك"

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com