مخاوف من زيارة لوكاشينكو لبكين.. ونتنياهو "فقد شرعيته"

مخاوف من زيارة لوكاشينكو لبكين.. ونتنياهو "فقد شرعيته"

تصدر الإعلان عن زيارة مرتقبة للرئيس البيلاروسي إلى الصين عناوين أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح اليوم الأحد، وسط تقارير تتحدث عن مخاوف غربية إزاء الخطوة وما إذا كانت مرتبطة بالحرب الأوكرانية.

وتساءلت الصحف حول ما إذا كانت واشنطن قادرة على مواصلة دعمها لأوكرانيا، في ظل تحديات داخلية يعاني منها الرئيس، جو بايدن، والتي قد تعرقل ما تعهد به خلال زيارته لكييف الأسبوع الماضي، خاصة إذا طال أمد الحرب.

وفي إسرائيل، تناولت الصحف تقارير من هناك تزعم أن بنيامين نتنياهو قد "فقد شرعيته" كرئيس للوزراء على خلفية تصريحات "خطيرة" أدلى بها خلال الفترة الأخيرة بحق المتظاهرين؛ ما أثار مخاوف أن السياسي المخضرم أصبح مولعًا بـ"جنون العظمة".

مخاوف من زيارة لوكاشينكو لبكين

رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن الإعلان عن زيارة مرتقبة للرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، إلى الصين في وقت لاحق من الأسبوع الجاري، تثير مخاوف كل من كييف وحلفائها الغربيين بشأن مستقبل الحرب الأوكرانية.

واعتبرت الصحيفة أن "زيارة الدولة" التي سيقوم بها لوكاشينكو بعد غد الثلاثاء، تؤكد بشكل خاص مخاوف الولايات المتحدة من أن الصين مستعدة لإرسال "مساعدات فتاكة" إلى روسيا، على الرغم من إعلان بكين نيتها التوسط في إنهاء الصراع.

وكانت الصين أعلنت، أمس السبت، أن زيارة لوكاشينكو ستستمر لثلاثة أيام. وقالت الصحيفة الأمريكية إنه من المرجح أن يؤدي وجود لوكاشينكو - وهو حليف وثيق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين - في بكين إلى زيادة الاهتمام الدولي والضغط على موقف الصين المتداخل فيما يتعلق بالحرب.

وأشارت الصحيفة إلى أن الإعلان الصيني يأتي بعد أسبوع من اتهام إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، للصين بالتفكير في إرسال مساعدة عسكرية قاتلة إلى روسيا، وهو ادعاء نفاه المسؤولون الصينيون. وقال مكتب لوكاشينكو إن زيارة الأخير للصين ستكون فرصة لتقديم "استجابة للتحديات الحادة في البيئة الدولية الحديثة".

"زيارة الدولة" التي سيقوم بها لوكاشينكو، تؤكد بشكل خاص مخاوف الولايات المتحدة من أن الصين مستعدة لإرسال "مساعدات فتاكة" إلى روسيا، على الرغم من إعلان بكين نيتها التوسط في إنهاء الصراع.
نيويورك تايمز

واعتبرت "نيويورك تايمز" أن تزايد المخاوف جاء بعد تصريحات هاتفية جمعت بين وزير الخارجية البيلاروسي، سيرجي ألينك، ونظيره الصيني، تشين جانغ، حيث أكد الأخير أن بلاده "تعارض تدخل القوى الخارجية في الشؤون الداخلية لبيلاروسيا والفرض غير القانوني لعقوبات غربية واسعة عليها"، بسبب دعمها لروسيا.

وفي هذا الشأن، نقلت الصحيفة عن  ياهويني بريهيرمان، مدير "مجلس حوار مينسك للعلاقات الدولية"، قوله إن بيلاروسيا تعتبر الصين منذ فترة طويلة شريكًا رئيسًا في السياسة الخارجية والاقتصاد"، وأضاف: "لكن في ظل الظروف الحالية للعقوبات الغربية غير المسبوقة ضد بيلاروسيا، فقد ازدادت أهمية الصين بالنسبة لمينسك".

وتابع بريهيرمان، في حديثه مع الصحيفة الأمريكية، أن لوكاشينكو يبدو مهتمًّا بشكل أساس بتأمين المزيد من الاتفاقيات التجارية والاستثمارية مع الصين. وقال: "يمكن بالتأكيد أن يكون التعاون في المجمع الصناعي العسكري جزءًا من ذلك، خاصة وأن البلدين لديهما بالفعل سجل حافل من التعاون في هذا المجال".

وفي تصريح اعتبرت الصحيفة أنه يزيد "الشكوك"، رأى بريهيرمان أن الصين "قد تجني مكاسب رمزية وعملية" من توثيق العلاقات مع بيلاروسيا. وقال: "نظرًا لأن بيلاروسيا قريبة جدًّا من روسيا ومن ساحة المعركة، فإن لوكاشينكو لديه معلومات حصرية حول الوضع في ساحة المعركة. أنا متأكد من أن هذا سيكون ذا أهمية خاصة للقادة في بكين".

بيلاروسيا تعتبر الصين منذ فترة طويلة شريكًا رئيسًا في السياسة الخارجية والاقتصاد، لكن في ظل الظروف الحالية للعقوبات الغربية غير المسبوقة ضد بيلاروسيا، فقد ازدادت أهمية الصين بالنسبة لمينسك.
ياهويني بريهيرمان، مدير مجلس حوار مينسك للعلاقات الدولية

وعلى صعيد آخر، قالت الصحيفة إنه في حين أن الصين حاولت بنجاح محدود تحقيق الاستقرار في العلاقات مع الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى في الأشهر الأخيرة، فإن لوكاشينكو سيكون الأحدث من بين العديد من شركاء الصين "الاستبداديين" الذين استدرجتهم بكين أخيرًا.

وقالت "نيويورك تايمز"، إن المسؤولين في كييف وواشنطن وعواصم أخرى سيراقبون عن كثب أي مؤشرات على أن الدعم السياسي الصيني للوكاشينكو سيترجم إلى تعاون أوثق في الشؤون العسكرية، والتكنولوجيا، مع تداعيات ذلك على ساحات القتال في أوكرانيا.

هل يصمد الدعم الأمريكي لأوكرانيا؟

تساءلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية حول ما إذا كانت واشنطن قادرة على مواصلة دعم كييف، مع دخول الحرب الأوكرانية عامها الثاني، وذلك في وقت يواجه بايدن فيه ضغوطًا جديدة في هذا الشأن.

وذكرت أنه مع انطلاق الحملة الانتخابية للسباق الرئاسي المقرر العام المقبل، قد يضطر بايدن للتراجع عن تعهده بشأن موصلة دعم أوكرانيا "مهما استغرق الأمر". وقالت الصحيفة إنه كلما طال أمد الحرب في أوكرانيا، زادت التحديات التي تواجه الرئيس الأمريكي.

وأكدت الصحيفة أنه بينما كانت زيارته الخاطفة لكييف قبل أسبوع وخطابه الأخير في بولندا يشيران إلى التزامه بالقضية الأوكرانية، ظلت التداعيات السياسية المحلية لبايدن حتى الآن مواتية بشكل عام، حيث يرى الأمريكيون أن بوتين "عدو" اجتمعوا على التعاطف مع محنة الشعب الأوكراني.

وأضافت أنه في الأشهر المقبلة، ومع انطلاق الحملة الرئاسية المرتقبة، من المرجح أن يصبح الجدل حول دعم الولايات المتحدة وقيادتها أكثر تركيزًا، إذ يبدو أن بعض المرشحين الجمهوريين - أبرزهم الرئيس السابق دونالد ترامب - أكثر تعاطفًا مع بوتين. وتابعت: "قد تكون النتيجة المزيد من الأسئلة حول طريقة تعامل بايدن مع هذه التحديات".

مع انطلاق الحملة الرئاسية المرتقبة، من المرجح أن يصبح الجدل حول دعم الولايات المتحدة وقيادتها أكثر تركيزًا، إذ يبدو أن بعض المرشحين الجمهوريين - أبرزهم الرئيس السابق دونالد ترامب - أكثر تعاطفًا مع بوتين.
واشنطن بوست

وأشارت واشنطن بوست، إلى أنه مع بدء هجوم روسي، واستعداد أوكراني لهجوم مضاد في الربيع بهدف استعادة السيطرة على الأرض التي تحتلها القوات الروسية، قد يتعمق الصراع في هذا العام وربما يستمر للعام المقبل؛ ما جعل الكثير من المحللين متشككين في أن الوقت ليس في صالح كييف.

ورأت الصحيفة أن هذه الشكوك تمثل أكبر التحديات التي يواجهها بايدن، حيث يتوجب على الرئيس الأمريكي أن يتأكد من أن الجيش الأوكراني لديه أكبر قدر ممكن من المعدات "في الوقت المناسب وبطريقة ممكنة"، للوفاء بتعهده الخطابي لدى زيارته لكييف عندما صرَّح بأن "روسيا لن تنتصر أبدًا في أوكرانيا".

وقالت الصحيفة: "لقد أدار بايدن الجبهة الغربية المناهضة لروسيا بشكل جيد خلال العام الماضي، لكن واشنطن تحملت معظم العبء"، مشيرة إلى أن أحد الانتقادات الموجهة للإدارة هو أن المسؤولين قد "أغروا الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، بالمطالبة مرارًا وتكرارًا بالعديد من الأسلحة".

بدورها، اتفقت وكالة أنباء "بلومبيرغ" مع الطرح السابق، وقالت إن بايدن يواجه تحديات أخرى عندما يحاول الحفاظ على الدعم الغربي وغير الغربي لأوكرانيا، وذلك بعد الكشف عن تعميق الانقسام بين الاقتصادات الكبرى في اجتماع "مجموعة العشرين" جراء الحرب.

وذكرت الوكالة الإخبارية أنه بعد مرور عام على الغزو الروسي لأوكرانيا، أدت الحرب إلى تعميق الانقسام بين الاقتصادات الكبرى في العالم؛ ما يهدد "عمليات التعافي الهشة" من خلال تعطيل سلاسل إمدادات الغذاء والطاقة وصرف الانتباه عن خطط مكافحة الفقر وإعادة هيكلة الديون في البلدان الفقيرة.

وأضافت أن هذه الانقسامات كانت واضحة على مدار اليومين الماضيين عندما اجتمع كبار صانعي السياسات الاقتصادية من "مجموعة العشرين" في الهند، حيث طغت التوترات بشأن الحرب الأوكرانية على الجهود المبذولة لإثبات الوحدة.

ومثالاً على حجم الانقسامات، فرضت الدول الغربية خلال القمة وابلًا من العقوبات الجديدة على موسكو وكشفت عن المزيد من الدعم الاقتصادي لأوكرانيا، بينما رفضت دول نامية مثل الهند، التي كانت – وفقاً لـ"بلومبيرغ" - تجني ثمار النفط الروسي الرخيص، التعبير عن الإدانة لروسيا.

"الاستخدام العدواني" للعقوبات من قبل الولايات المتحدة قد أثار القلق بين الدول الأخرى - حتى لو اختلفت مع تصرفات روسيا - من أنها قد تتعرض يومًا ما لغضب واشنطن.

ونقلت الوكالة عن محللين قولهم إن "الاستخدام العدواني" للعقوبات من قبل الولايات المتحدة قد أثار القلق بين الدول الأخرى - حتى لو اختلفت مع تصرفات روسيا - من أنها قد تتعرض يومًا ما لغضب واشنطن.

نتنياهو لم يعد رئيس الوزراء "الشرعي"

سلطت صحيفة "هآرتس" العبرية الضوء على المشهد الإسرائيلي في خضم أزمة سياسية تعصف بالبلاد بسبب ممارسات الحكومة اليمينية المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو التي جعلت البلاد على شفا "كارثة دستورية" بسبب إصلاحات قضائية مثيرة للجدل تم المصادرة على المرحلة الأولى منها.

وقالت الصحيفة العبرية، في تحليل إخباري لها، إنه يجب معاملة نتنياهو كـ"رئيس وزراء خطير وغير شرعي لشعبه وبلده"، وذلك بعدما أثارت تصريحاته في الفترة الأخيرة الجدل، ومنحت قوات الأمن ممارسة قوة مفرطة بحق المحتجين الذين يتظاهرون في البلاد للأسبوع الثامن على التوالي.

وتحت عنوان "ماذا يحدث لرئيس الوزراء؟"، ذكرت الصحيفة أن "التقلبات المزاجية الشديدة" التي تنعكس على كل من تصريحاته ولغة جسده "تشهد على الضغط والضيق النفسي وفقدان حواسه"، قائلة إنه "سرعان ما ينزلق إلى عقلية الطغاة بجنون العظمة الذين يعيشون في فقاعة، ومنفصلين عن الواقع".

يجب الآن معاملة نتنياهو كرئيس وزراء خطير وغير شرعي لشعبه وبلده. يجب ألا يتحدث قادة المعارضة عن الحوار. على الرئيس إسحاق هرتسوغ أن يعود إلى رشده قبل نفاد الوقت.
هآرتس

واستشهدت "هآرتس" في تحليلها بتصريح أدلى به نتنياهو في وقت سابق خلال اجتماعه بوزراء حكومته، عندما قال: "أريد أن أمنحكم قبضة لضربهم"، في إشارة إلى المتظاهرين المناهضين للحكومة، واصفاً إياهم بـ"البلطجية الذين لا يقبلون نتيجة الانتخابات".

وقالت الصحيفة إن الوضع في إسرائيل بات كارثيًّا في مختلف المجالات، مضيفة: "كل شيء يضيق عليه.. الاقتصاد في ورطة، وقد يجد الاقتصاد نفسه في أزمة حادة بين عشية وضحاها. يحذر الفقهاء في جميع أنحاء العالم من حدوث تدهور خطير. زعماء العالم يدينونه (نتنياهو). وكذلك العلاقات مع البيت الأبيض متوترة وستستمر مع بقائه في السلطة."

وتابعت: "يجب الآن معاملة نتنياهو كرئيس وزراء خطير وغير شرعي لشعبه وبلده. يجب ألا يتحدث قادة المعارضة عن الحوار. على الرئيس إسحاق هرتسوغ أن يعود إلى رشده قبل نفاد الوقت. وبنبرة شديدة اللهجة، أردفت الصحيفة: "سنرى تمردًا مدنيًّا، ورفض الخدمة، ورفض دفع الضرائب، وقطع الطرق، وإضرابات."

يأتي ذلك في وقت شهدت فيه البلاد أمس أكبر مظاهرة ضد خطة الإصلاح القضائي للحكومة اليمينية المتطرفة حتى الآن، حيث شارك ما لا يقل عن 160 ألف شخص في الاحتجاجات للأسبوع الثامن على التوالي، بحسب ما أوردته "هآرتس".

وأوضحت الصحيفة أنه بالإضافة إلى الاحتجاج الرئيسي في العاصمة، تل أبيب، والمظاهرة خارج مقر إقامة الرئيس في القدس المحتلة، وقعت الاحتجاجات في العشرات من المواقع، بما في ذلك مدينة سدروت الحدودية في غزة، وبلدة روش بينا الشمالية، وريشوفوت، وإيلات، ومودي في، وهرزليا، ورعانانا، وهود هاشارون، هاديرا، ومستوطنة إفرات وعشرات الجسور والتقاطعات في جميع أنحاء البلاد.

الأكثر قراءة

No stories found.
logo
إرم نيوز
www.eremnews.com