رئيس المجلس الأوروبي: استهداف إسرائيل قوة اليونيفيل في جنوب لبنان "غير مقبول"
يقود الجيش المالي عمليات تعبئة وتحشيد شمالي البلاد، في محاولة للقيام بهجوم مضاد في منطقة تينزاوتن، التي تكبد فيها قبل أشهر خسائر فادحة؛ ما يثير تساؤلات حول فرص نجاحه في استعادة زمام المبادرة أمام المتمردين هناك.
وبحسب ما أفادت به مصادر محلية، حشد الجيش المالي في الساعات الماضية نحو 40 مركبة ومدرعة نحو المدن المتاخمة للحدود مع الجزائر، في إطار استعداداته لهجوم مضاد ضد الحركات الأزوادية.
تحصين المدينة
وفي آب / أغسطس الماضي، تعرض الجيش المالي وحلفاؤه من مجموعة فاغنر شبه العسكرية الروسية لكمين أوقع عشرات القتلى في صفوفهم، ما اضطرهم إلى التراجع، في وقت تسعى فيه الحكومة المالية إلى حسم عسكري سريع شمال البلاد.
وقال الخبير العسكري المتخصص في الشؤون الأفريقية عمرو ديالو: "إنه من الصعب التكهن بما ستفرزه الجولة الثانية من التصعيد بين الجيش المالي وحلفائه والمتمردين، ذلك أن الجيش يراهن على الطيران وتعبئة ميدانية مكثفة، بينما يسعى المتمردون إلى عنصر المباغتة، وقد نكون شاهدين على مواجهة دموية في الأيام القادمة".
وتابع ديالو، في تصريح خاص لـ "إرم نيوز"، أن "المتمردين لن يسمحوا بخسارة تينزاوتن التي تعد من آخر معاقلهم في مالي؛ لذلك سيحاولون تحصين المدينة بكمائن قدر الإمكان في تكرار لسيناريو المواجهة السابقة، فهل تكفي تعبئة الآلاف من الجنود والطائرات العسكرية لهزم هؤلاء؟".
واستطرد قائلا: "لا أعتقد أن الجيش المالي قادر على هزيمة المتمردين، والمعركة قد تكون طويلة للغاية؛ ما يهدد بجر الجيش إلى معركة استنزاف هناك".
وكان الجيش المالي وحلفاؤه الروس قد حققوا مكاسب ثمينة في وقت سابق عندما سيطروا على مدينة كيدال معقل الانفصاليين الطوارق، لكن تلك المكاسب توقفت، وساد الجمود جبهات القتال إلى حدود آب / أغسطس الماضي.
واعتبر المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية عمر طليقة أن "هناك مأزقاً بالفعل يواجهه الجيش المالي، وأي هجوم مضاد سيكون محسوباً بدرجة كبيرة؛ لأنه قد يشكل سببا لنزوح الآلاف نحو الجزائر ودول الجوار، وهو أمر لن تقبله هذه الدول خاصة الجزائر، التي تتوتر علاقتها مع باماكو بشكل كبير".
وأوضح طليقة لـ "إرم نيوز" أن "الجيش المالي وفاغنر سيحاولان الانتقام لضحايا معركة آب / أغسطس قبل أي شيء، ورفع معنويات مقاتليهم؛ لأن الضربة التي تعرضا لها في ذلك الوقت كانت قاسية، وهذا يدركه المجلس العسكري برئاسة آسيمي غويتا".
وشدد على أنه "بحسب ما ذكرته إذاعة فرنسا الدولية، فإن القوات المالية باتت على بعد 130 كيلومترا فقط من مدينة تينزاوتن، وإذا واصلت تقدمها صوب المدينة، فهذا يعني أننا أمام معركة حاسمة بشكل كبير بين الطرفين، سواء بانتصار جديد للمتمردين أو حسم عسكري للجيش".