هاريس: هناك حاجة لخفض التصعيد في الشرق الأوسط
أدخل الإعلان عن انضمام مبادرة جديدة إلى قائمة المبادرات المجهضة التي مرت على ليبيا الساحة السياسية في حالة من الترقب والاستفهام، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت تكرارا لما يعرف بجولات حوار برلين وجنيف وتونس، وذلك بعدما أقرت البعثة الأممية بأن "القضايا الأكثر إثارة للجدل سياسيا لا تزال دون حل".
وأطلع مبعوث الأمم المتحدة عبدالله باتيلي مقترحه الجديد لتسوية الأزمة السياسية على عدد من الفاعلين السياسيين في طرابلس إلى غاية الخميس، أبرزهم رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبدالحميد الدبيبة، وسط تكتم على مضمونها، بينما أول من سرب الترتيب لهذه المبادرة كان رئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة المتواجد في واشنطن.
وقال تكالة إن باتيلي طرح عليه مبادرة بعثة الأمم المتحدة التي من المقرر إطلاقها خلال الفترة المقبلة، خلال اتصال مساء الاثنين. غير أنه لم يوضح تفاصيل بشأن الخطّة الجديدة التي من المقرر أن تركز على مسألتين ملحتين، وهما طي الانقسام عبر تشكيل حكومة موحدة، وإقرار مقترح يمهد الطريق للاقتراع في أعقاب فشل لجنة 6+6 المشكلة من ممثلي مجلسي النواب والدولة في إصدار تشريع انتخابي متوافق عليه، وفق مصادر ليبية لـ"إرم نيوز".
بدوره، ينفي المتحدث باسم البرلمان الليبي، عبدالله بلحيق، تسلم رئيس المجلس عقيلة صالح أيّة مبادرة من البعثة الأممية، وهو الذي يتمسك بتنفيذ القوانين الانتخابية التي أقرّتها لجنة 6+6 وأصدرها في الجريدة الرسمية في 2 نوفمبر لتصبح نافذة، إذ يجري مشاورات لتشكيل حكومة جديدة تتولى إدارة الانتخابات، وسط خلاف بشأن الموضوع مع مجلس الدولة والبعثة الأممية.
وفي فبراير الماضي، أعلن باتيلي مبادرة تتضمن "إنشاء لجنة توجيهية رفيعة المستوى" لإعداد الإطار الدستوري والقانوني للانتخابات، تجمع كل أصحاب المصلحة الليبيين، قبل ان يتراجع ويعلن تشكيل لجنة 6+6.
ووقف باتيلي على عدة ملاحظات حول ما توصلت إليه اللجنة من مخرجات بشأن القوانين الانتخابية الجديدة، بما فيها الجولة الثانية الإلزامية من الانتخابات الرئاسية، والربط بين الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وتشكيل حكومة جديدة، وشدد على أن تلك الخلافات تضع العملية الانتخابية برمتها أمام خطر وقوع أزمة سياسية أخرى.
واعتبر الناشط المدني منير بوعين أن ليبيا تحتاج إلى مبادرة جديدة عبر اتفاق دولي لحل الأزمة الليبية، والاتفاق على تشكيل حكومة مصغرة جديدة لإنهاء الانقسام السياسي في البلاد حتى يتم الذهاب إلى انتخابات رئاسية حرة ونزيهة.
كما يرفض بوعين، في تصريح لـ"إرم نيوز"، محاولة باتيلي "انتهاج أسلوب الوصي على ليبيا، وهو ما منعه من تغيير ما قررته لجنة 6+6".
بدوره، يرى الباحث السياسي الليبي محمد امطيريد حاجة ليبيا إلى برلين 3 ولجنة حوار جديدة شرط أن تبتعد عن الأجسام المتهالكة المتصارعة على تقاسم السلطة، فهذا أمر مهم حتى لا تقدم الفرصة لجسمي النواب والدولة لتدوير الملف الليبي لمصالحهما الشخصية بعدما ثبت فشلهما طيلة السنوات السابقة.
وينتقد امطيريد، في تصريح لـ"إرم نيوز"، عمل بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا برئاسة عبدالله باتيلي التي لم تكن ناجحة في دعم ملف الحوار بالشكل المطلوب، مثلما وعد به في إحاطة أبريل أمام مجلس الأمن.
وقال كأنه تراجع عن هذه الخطة البديلة في حال حدث انسداد سياسي مجددا بين مجلسي النواب والدولة، وخاصة بعد ترؤس تكالة لمجلس الدولة الذي أفصح عن عدم نيته العمل بقوانين لجنة 6+6 واعترض على مخرجاتها، وأعاد البلاد الآن إلى نقطة الصفر السياسي.
وكان مؤتمر برلين1 في ألمانيا حول ليبيا عقد في 19 يناير، وأسهم لاحقا في وقف حرب طرابلس 2020، ثم أعقبه مؤتمر "برلين 2" بتبني وثيقة ختامية من 58 بنداً، وحاول معالجة القضايا التي أسهمت في انسداد الأفق السياسي.