صحف عالمية: "شي" يؤدي زيارة "المنتصر الوحيد" لموسكو.. وتأهب إسرائيلي عشية "قمة شرم الشيخ"

صحف عالمية: "شي" يؤدي زيارة "المنتصر الوحيد" لموسكو.. وتأهب إسرائيلي عشية "قمة شرم الشيخ"

سلطت أبرز الصحف العالمية الصادرة صباح الأحد، الضوء على زيارة الرئيس الصيني المرتقبة لروسيا، غدًا الإثنين، وذكرت أن الرحلة تهدف إلى إبراز دور الصين كصانع للسلام، دون الإضرار أيضًا بمصالح بكين وموسكو المشتركة الرامية إلى تقويض النظام العالمي الذي تقوده واشنطن.

وفي إسرائيل، ناقشت الصحف تقارير تكشف عن حالة تأهب قصوى في البلاد بعد صاروخ أطلقته حركة "حماس"، عشية قمة أمنية إقليمية مقررة في مصر، اليوم، لبحث سبل التهدئة قبل حلول شهر رمضان المبارك.

كما تطرقت الصحف للذكرى العشرين للغزو الأمريكي للعراق، وقالت إن الحرب "غير المبررة" التي شنتها الولايات المتحدة قد أضرت بكل جوانب الحياة في البلاد، ما تركها في حالة من الخراب وأرضًا خصبة للفساد.

شي.. ورحلة "المنتصر الوحيد" لموسكو

رأت صحيفة "التايمز" البريطانية، في تحليل إخباري لها، أن رحلة الزعيم الصيني، شي جينبينغ، المقررة غدًا إلى موسكو ولقاء نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، لا تهدف مطلقًا إلى تحقيق السلام بين روسيا وأوكرانيا.

وذكرت الصحيفة أن مهمة شي في موسكو – التي ستستمر لثلاثة أيام – تهدف، في المقابل، إلى ضمان أن يكون للحرب الأوكرانية منتصر وحيد "هو الزعيم الصيني نفسه"، مع رغبة أخرى في إبقاء بوتين في السلطة و"إلقاء الغرب في المستنقع".

وأضافت أن الزعيم الصيني يفضل في الوقت نفسه انتهاء الصراع بدلًا من استمراره، حيث أضرَّ الصراع بمصالح الصين بطرق مختلفة؛ بما في ذلك تنشيط حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتقويض جهود بكين لإصلاح العلاقات الدبلوماسية مع أوروبا، وإضعاف الطلب في أسواق التصدير المهمة، وتحفيز إعادة تسليح اليابان، وزيادة تسليح تايوان من قبل الولايات المتحدة.

مهمة شي في موسكو تهدف إلى ضمان أن يكون للحرب الأوكرانية منتصر وحيد "هو الزعيم الصيني نفسه"، مع رغبة أخرى في إبقاء بوتين في السلطة و"إلقاء الغرب في المستنقع".
التايمز

ورأت الصحيفة أنه بالرغم من ذلك، لدى شي أولوية أكثر إلحاحًا؛ وهي ضمان عدم خسارة روسيا، حيث يتمتع الزعيمان الروسي والصيني بعلاقات صداقة استمرت عقدًا من الزمان تشكلت من خلال "مظالمهما" المشتركة مع النظام العالمي الذي تقوده واشنطن.

وقالت "التايمز" إنه على المسرح العالمي، حاول شي أن يضع نفسه كمراقب مهتم وحيادي لا يرغب في شيء أكثر من رؤية نهاية للقتال، "لكنه أيضًا مد شريان الحياة الاقتصادي لبوتين بهدوء". وأضافت أنه في الشهر الماضي حذرت واشنطن من أن بكين تدرس تقديم مساعدات عسكرية أيضًا.

وفيما يتعلق بدعم بوتين، ذكرت الصحيفة أن الرئيس الصيني يقدر نظيره الروسي كشريك أساس في حملته ضد الغرب والهيمنة الأمريكية. وقالت إن كلا الرجلين ملتزمان أيضًا ببناء نموذج جديد للعلاقات الدولية خارج فلك الغرب، مشيرة إلى أن الصين تخشى أنه إذا تعرضت روسيا لهزيمة "مذلة" في أوكرانيا، فإن واشنطن "القوية ستحول انتباهها الكامل إلى بكين".

على المسرح العالمي، حاول "شي" أن يضع نفسه كمراقب مهتم وحيادي لا يرغب في شيء أكثر من رؤية نهاية للقتال، لكنه أيضًا مد شريان الحياة الاقتصادي لبوتين بهدوء.

وأضافت: "يعلم شي أنه لا يوجد أي احتمال ذي مغزى لإجراء محادثات وشيكة بين روسيا وأوكرانيا لأن أيًّا منهما ليس مستعدًا للتنازل. كلاهما ما زال يعتقد أنه قادر على الفوز. لذلك، ليس هناك ضرر، وكل شيء يمكن كسبه، في وضع نفسه كصانع سلام محتمل إذا أتيحت الفرصة فقط."

واختتمت "التايمز" تحليلها بالقول: "عندما يفشل التوصل للسلام، يمكن للمسؤولين الصينيين الادعاء أنهم حاولوا التوسط في حل، على عكس الغرب، الذي استمر فقط في نقل الأسلحة إلى أوكرانيا.. لا يستطيع شي الحصول على كل ما يريده، لكن يمكن أن يظهر على أنه الفائز الأكبر من الحرب".

عندما يفشل التوصل للسلام، يمكن للمسؤولين الصينيين الادعاء أنهم حاولوا التوسط في حل، على عكس الغرب، الذي استمر فقط في نقل الأسلحة إلى أوكرانيا.
التايمز

تأهب إسرائيلي.. وقمة أمنية بمصر

ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، أن إسرائيل أعلنت حالة التأهب القصوى بعدما أطلقت حركة حماس صاروخًا، أمس السبت، وذلك عشية قمة أمنية إقليمية مقررة في مصر.

وقالت الصحيفة إن إسرائيل تخشى أن "حماس" ستمضي قدمًا في أنشطة أخرى من قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، وذلك بعدما أطلقت الحركة صاروخًا على تجمعات سكنية حدودية مع القطاع قبيل قمة إقليمية مقررة في مدينة "شرم الشيخ" المصرية في وقت لاحق اليوم الأحد، تهدف إلى تهدئة الأوضاع قبل حلول شهر رمضان المبارك.

وأشارت إلى أن تل أبيب تتطلع إلى أن تستأنف السلطة الفلسطينية تعاونها الأمني مع الجيش الإسرائيلي، وهي خطوة ستجعل من السهل منع زيادة العنف في الضفة الغربية المحتلة.

وأوضحت الصحيفة أن "اجتماع شرم الشيخ"، وهو الثاني من نوعه خلال العام الجاري، سيضم ممثلين عن السلطة الفلسطينية وإسرائيل والأردن ومصر والولايات المتحدة، وذلك بعدما عقد الاجتماع الأول لممثلي الحكومات الخمس في مدينة العقبة الأردنية في فبراير الماضي.

على غرار "اجتماع العقبة"، قالت الصحيفة إن حركة "حماس" وفصائل أخرى قد دعت السلطة الفلسطينية إلى مقاطعة التجمع، بينما رفض الأمين العام للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، أمس، تلك الدعوات، وأعلن أن وفدًا فلسطينيًّا سيشارك في قمة شرم الشيخ.

تل أبيب تتطلع إلى أن تستأنف السلطة الفلسطينية تعاونها الأمني مع الجيش الإسرائيلي، وهي خطوة ستجعل من السهل منع زيادة العنف في الضفة الغربية المحتلة.
جيروزاليم بوست

ونقلت الصحيفة عن الشيخ قوله إن قرار المشاركة في القمة يهدف إلى "الدفاع عن حق شعبنا الفلسطيني في الحرية والاستقلال، والمطالبة بوقف هذا العدوان الإسرائيلي المستمر ضدنا، ووقف كل الإجراءات والسياسات التي تنتهك دماءنا وأرضنا وممتلكاتنا ومقدساتنا."

وأفادت بأن الوفد الإسرائيلي سيضم مستشار الأمن القومي، تساحي هنغبي، ورئيس "الشاباك"، رونين بار، ومنسق الأنشطة الحكومية في الأراضي المحتلة، غسان عليان، ومدير إدارة السياسة والمكتب السياسي العسكري، درور شالوم. وتابعت أن وزيري خارجية مصر والأردن وكذلك مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، سيشاركون في الاجتماع أيضًا.

وكان الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي اتفقا في "اجتماع العقبة" على الالتزام بجميع الاتفاقات السابقة بينهما، كما التزما بوقف التصعيد ومنع المزيد من العنف.

وأشارت جيروزاليم بوست، إلى أن دعوات المقاطعة قد ظهرت بعد الغارة التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي الأسبوع الماضي في مخيم جنين بالضفة العربية المحتلة، حيث استشهد أربعة فلسطينيين.

وأعرب موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، عن معارضته الشديدة لمشاركة السلطة الفلسطينية في قمتي العقبة وشرم الشيخ. واتهم أبو مرزوق، وفقًا للصحيفة العبرية، السلطة الفلسطينية بـ"التآمر على المقاومة الفلسطينية والشهداء".

كما صرح محمود الراس، أحد كبار مسؤولي "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، في بيان بأن مشاركة السلطة الفلسطينية في قمة اليوم ستكون "خدمة مجانية للحكومة الصهيونية اليمينية الفاشية،" محذرًا من تعميق الانقسامات بين الفلسطينيين.

الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي اتفقا في "اجتماع العقبة" على الالتزام بجميع الاتفاقات السابقة بينهما، كما التزما بوقف التصعيد ومنع المزيد من العنف.

"آلام وخراب".. الذكرى الـ20 للغزو الأمريكي للعراق

"كيف يبدو العراق الآن؟".. تساؤل أثارته بعض الصحف بالتزامن مع الذكرى العشرين للغزو الأمريكي للعراق، وسط تقارير تفيد بأن البلد الغني بالنفط أصبح أكثر حرية، لكنه ليس مكانًا يبعث على الأمل بسبب انتشارالفساد.

وفي هذا الصدد، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن العراقيين يحيون غدًا، الإثنين، الذكرى العشرين للغزو الأمريكي، مع استرجاع آلام الحرب التي شنتها الولايات المتحدة وأطاحت بالرئيس السابق صدام حسين، وأسفرت عن مقتل مئات الآلاف من المدنيين.

وذكرت الصحيفة، أن الولايات المتحدة كانت غزت العراق بذريعة "الحرب على الإرهاب" التي أعلنها الرئيس السابق، جورج دبليو بوش، بعد هجمات الـ11 من سبتمبر 2001، مشيرة إلى أن الإدارة زعمت آنذاك أن الزعيم العراقي كان "يصنع ويخفي أسلحة الدمار الشامل"، وهي ادعاءات نفتها وكالات الاستخبارات في وقت لاحق.

وأضافت أنه في بصيص من الأمل، أصبح العراق اليوم مكانًا مختلفًا جدًّا، ومجتمعًا أكثر حرية بكثير مما كان عليه، وواحدًا من أكثر البلدان المنفتحة في الشرق الأوسط، مع أحزاب سياسية متعددة وصحافة حرة إلى حد كبير.

العراق ما زال يعاني من "ندوب لا تمحى" بسبب الحرب الأهلية والتمرد والاضطراب المستمر تقريبًا الذي أطلقه الغزو، وهي ظروف استمرت حتى بعد انسحاب القوات الأمريكية في 2011.
نيويورك تايمز

في المقابل، قدم عراقيون تحدثوا مع الصحيفة صورة مقلقة في كثير من الأحيان لـ"دولة غنية بالنفط يجب أن تعمل بشكل جيد"، وأعربوا عن قلقهم من مستقبل اقتصادي قاتم. وقالوا إنه على الرغم من ثروة الموارد الطبيعية، فقد تم إنفاق عائدات الطاقة في البلاد بشكل أساس على القطاع العام الواسع، أو فقدها بسبب الفساد.

وذكرت الصحيفة أن العراق لا يزال يعاني من "ندوب لا تمحى" بسبب الحرب الأهلية والتمرد والاضطراب المستمر تقريبًا الذي أطلقه الغزو، وهي ظروف استمرت حتى بعد انسحاب القوات الأمريكية في 2011.

وتابعت الصحيفة: "قُتل نحو 200 ألف مدني على أيدي القوات الأمريكية أو تنظيم داعش الإرهابي. كما لقي ما لا يقل عن 45 ألف فرد من قوات الجيش والشرطة العراقية مصرعهم"، وأردفت أن ضعف الدولة العراقية بعد الغزو "جعلها أرضًا خصبة للقوى الخارجية لزراعة طموحاتها الجيوسياسية."

وألمحت "نيويورك تايمز" ضمنيًّا إلى أن الغزو الأمريكي وما تلاه من احتلال قد دمر كل جوانب الحياة في العراق تقريبًا؛ بما في ذلك تردي الاقتصاد وتفشي الفساد والبطالة. وقالت إن أكثر جانب "مدمر" للغزو كان نظام تقاسم السلطة بين الشيعة والسنة والأكراد الذي وضعه الأمريكيون، والذي قوَّض منذ البداية أي أمل في الحكم الرشيد.

في سياق متصل، قالت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية إنه يجب على الكونغرس تشريع قوانين حاسمة لإلغاء السلطات الرئاسية فيما يتعلق بـ"تصريح استخدام القوة العسكرية وشن الحروب"، مشيرة إلى أن الذكرى العشرين لغزو العراق هي الوقت المناسب لسرعة اتخاذ إجراءات ملموسة في هذا الشأن.

أكثر جانب "مدمر" للغزو كان نظام تقاسم السلطة بين الشيعة والسنة والأكراد الذي وضعه الأمريكيون، والذي قوَّض منذ البداية أي أمل في الحكم الرشيد بالعراق.
نيويورك تايمز

وذكرت الصحيفة أنه بينما أعلن الرئيس، جو بايدن، أن الولايات المتحدة لم تعد في حالة حرب، هناك حاجة إلى أكثر من خطاب لإنهاء الأعمال العدائية الأمريكية في الشرق الأوسط، مشددة أنه يجب على الكونغرس إصلاح المشهد القانوني للحماية من هذا النوع من المغامرات العسكرية التي اتسم بها العقدان الماضيان.

واستشهدت الصحيفة الأمريكية بما وصفته بـ"سوء استخدام" لهذا التفويض من قبل الرئيس السابق، دونالد ترامب، عندما بارك قتل الجنرال الإيراني الكبير، قاسم سليماني، في عملية عسكرية بالعراق عام 2020؛ ما أثار قلق الأمريكيين حول ما إذا كانت بلادهم غرقت في حرب جديدة مع إيران.

على الكونغرس تشريع قوانين حاسمة لإلغاء السلطات الرئاسية فيما يتعلق بـ"تصريح استخدام القوة العسكرية وشن الحروب"، والذكرى العشرون لغزو العراق هي الوقت المناسب لسرعة اتخاذ إجراءات ملموسة في هذا الشأن.
"ذا هيل"

وقالت الصحيفة إن مشرعين من الحزبين ينخرطون في الوقت الحالي لسن تشريعات لإلغاء "تصريح استخدام القوة العسكرية" للرؤساء. وأضافت أن هذه الجهود المستمرة هي إظهار ملهم للشراكة بين الحزبين، "والتي يعتبر نجاحها خطوة حاسمة نحو إنهاء الأعمال العدائية في العراق، وربما أماكن أخرى."

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com