بعد هروب قيادات عسكرية من السجن.. "شبح الانقلابات" يُخيّم على غينيا
أثارت عملية هروب قيادات عسكرية سابقة من أكبر سجن في غينيا، مخاوف من عودة التوتّر الأمني و"شبح الانقلابات" وموجة العنف في بلد لا يزال يبحث عن استقراره بعد التقلبات السياسية التي هزّته خلال السنوات الأخيرة.
وكان الرئيس السابق للمجلس العسكري الغيني موسى داديس كامارا، واثنان على الأقل من المتهمين معه في محاكمة مذبحة 28 سبتمبر /أيلول 2009، قد تمكنوا من الفرار من أكبر سجن في كوناكري، اليوم السبت.
واستيقظ سكان شبه جزيرة كالوم، في وقت مبكر من صباح اليوم السبت، على أصوات الأسلحة الآلية، عندما اقتحمت قوات "كوماندوس" "البيت المركزي" في كوناكري، وهو أكبر سجن في غينيا.
وبحسب ما ذكرته مجلة "جون أفريك" فقد تمكن أفراد مدججون بالسلاح من تهريب العديد من المتهمين في محاكمة مذبحة، 28 سبتمبر/أيلول 2009، بدءًا بالرجل القوي السابق للبلاد، اللواء موسى داديس كامارا، إضافة إلى كلود بيفي وبليز جومو.
وأوضحت المجلة أنّ "موسى تييجبورو كامارا، المسؤول السابق عن الخدمات الخاصة ومكافحة المخدرات والجريمة المنظمة وقع مرة أخرى في أيدي الشرطة، فيما لا تزال الأسباب غير واضحة إن كان قد استسلم طوعًا أم تم القبض عليه بالفعل".
وسُمع إطلاق نار كثيف من أسلحة آلية في وسط كوناكري الذي قطعت القوى الأمنية الطرقات المؤدية إليه، صباح اليوم السبت، وفق ما أفاد شهود عيان لوكالة الأنباء الفرنسية.
وتتكون فرقة "الكوماندوس" التي تدخلت في سجن كوناكري من 4 مركبات صغيرة، وكان يقودها نجل كلود بيفي، وهو عضو سابق في القوات الخاصة، وكان بيفي نفسه الوزير المسؤول عن الأمن الرئاسي عندما كان موسى داديس كامارا في السلطة، من ديسمبر/كانون الأول 2008 إلى ديسمبر/كانون الأول 2009، وفقًا للتقرير.
وبدأت محاكمة قائد الانقلاب وعشرات المسؤولين السابقين في المجلس العسكري الذي تولّى السلطة بعد وفاة لانسانا كونتي، في 28 سبتمبر/أيلول 2022، بعد 13 عامًا فقط من المذبحة التي ارتكبت في ملعب كوناكري، التي راح ضحيتها أكثر من 150 شخصًا.
ولسنوات عديدة، وفي ظل رئاسة ألفا كوندي (2010-2021)، بدت السلطات الغينية مترددة في محاكمة الشخصيات التي احتفظت بالنفوذ والدعم في صفوف الجيش، وبعد مرور عام على الانقلاب الذي نفذه مامادي دومبويا، في سبتمبر/أيلول 2021، بدأت المحاكمة أخيرًا في كوناكري.
وشكل انقلاب الخامس من سبتمبر/أيلول 2021 واحدًا من سلسلة انقلابات أو محاولات انقلاب سجلت في غرب أفريقيا منذ استيلاء العسكريين على الحكم في مالي، في أغسطس/آب 2020.
وكان المعتقلون الذين تمكنوا، اليوم، من الفرار من بين الأكثر مراقبة عن كثب في البلاد، وقد هربوا عندما كان مدير "البيت المركزي"، السجن الأكبر في كوناكري، ثيرنو سادو ديالو، قد عاد لتوه إلى غينيا، بعد أن تابع التدريب لعدة أشهر في سويسرا ولم يكن قد عاد بعد إلى مهامه، وفقًا لـ "جون أفريك".