الإمارات تدين الاعتداء على قوة حفظ السلام في لبنان
أعلنت الصين، اليوم الأربعاء، تعليق المشاورات مع واشنطن بشأن ضبط الأسلحة ومنع الانتشار، احتجاجًا على مبيعات الأسلحة الأمريكية لتايوان، في قرار جديد يشير إلى التوتر المستمر بين الدولتين المتنافستين، بحسب محللين سياسيين.
وتعد تايوان التي تعتبرها الصين جزءًا منها، سببًا رئيسًا في توتر العلاقات مع الولايات المتحدة التي تدعم الانفصاليين في تايبيه، في وقت تكرر فيه التأكيد على اتباع سياسة "الصين الواحدة"، وعدم دعم استقلال الجزيرة.
وعلى الرغم من إلغاء الاعتراف بتايوان العام 1979، إلا أن الكونغرس الأمريكي يسمح بتوريد أسلحة إلى تايوان.
وخصصت الولايات المتحدة 8 مليارات دولار، بهدف الوقوف بوجه الصين عسكريًا، عبر تطوير أسلحة مختلفة كالغواصات، ودعم تايوان بالسلاح، وإقامة مشاريع في دول نامية بهدف منع بكين من التوسع اقتصاديًا.
وأبرمت إدارة جو بايدن ، منذ 2021، ما لا يقل عن 16 صفقة بيع أسلحة إلى تايوان، وهو أمر يثير غضب بكين التي فرضت أخيرًا، عقوبات على 6 شركات صناعية عسكرية أمريكية تبيع أسلحة إلى تايبيه.
وقال المحلل السياسي الأمريكي د. ماك شرقاوي لـ "إرم نيوز" إن مبيعات الأسلحة الأمريكية لتايوان، خلال العامين الماضيين، وصلت إلى أكثر من مليار ومئتي مليون دولار، وقد تتراجع هذا العام إلى 340 مليون دولار لتخفيض حدة التوتر مع الصين التي ترفض تسليح تايبيه من حيث المبدأ.
و لا يستبعد شرقاوي أن تتحول المواجهة بين البلدين إلى "ما لا تحمد عقباه"، إذا قررت الصين غزو تايوان عسكريًا لضمها بالقوة.
ولفت المحلل السياسي إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن كان قد هدد علنًا بإرسال قوات عسكرية لدعم تايوان إذا تعرضت لهجوم صيني، وهو تصريح سارع البيت الأبيض إلى التخفيف من حدته آنذاك.
لكن شرقاوي أشار إلى أن العلاقات بين واشنطن وبكين ظلت، على مدار السنوات، في حالة صعود وهبوط، نتيجة عدة خلافات على رأسها تايوان.
وأكد أن واشنطن تسعى للحفاظ على مصالحها في بحر الصين الجنوبي وخليج تايوان، وهي مناطق قد تصبح مهددة إذا ضمت بكين تايوان.
وتتجه العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، منذ سنوات، نحو الاضطراب، لأسباب متعددة، على رأسها الاتهامات بدعم روسيا في حرب أوكرانيا، إضافة للإستراتيجية الاقتصادية الصينية التي يراها الغرب معادية.
وقال أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية، د. حسن المومني، لـ"إرم نيوز" إن الصين والغرب يعملان على تبادل "الكرات الصلبة"، موضحًا أن الولايات المتحدة ترى الصين بمثابة الخطر الأكبر من ناحية التنافس العالمي، وهو أمر تتفق عليه الإدارات الأمريكية المختلفة.
وأضاف المومني أن هذا التنافس يدفع الولايات المتحدة إلى السعي إلى احتواء الصين عسكريًا من عبر التحالفات مع دول مختلفة كأستراليا والاتفاقيات الخاصة مع اليابان والفلبين، بهدف تطويق نفوذ في منطقة المحيط الهادئ.
وأشار إلى أن مسألة تايوان نقطة رئيسة في الخلافات الصينية الأمريكية التي تمتد إلى قضايا أخرى، لكنه أكد أن الدولتين تشتركان في مصالح أيضًا ولا تريدان الخروج من هذا الإطار التنافسي إلى مواجهة أوسع.
ولفت المومني إلى مساعي الصين لمحاولة إعادة إنتاج الجنوب العالمي، وهو أمر غير مرحب فيه من قبل الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من التوتر المستمر، أكد المحلل السياسي عامر ملحم، أن الاقتصادين الأكبر في العالم، لا يرغبان بقطع العلاقات بينهما أو الانفصال؛ لأنهما تدركان أن آثار ذلك ستكون كارثية على العالم أجمع.
وفي الوقت الذي أكد صعوبة التنبؤ بما قد يحدث مستقبلاً، قال ملحم لـ"إرم نيوز" إن المواجهة بين الدولتين لن تتجاوز سياسة "الخطوة بخطوة"، وستبقى ضمن الإطار المعروف.
وأشار إلى أن الطموح الصيني الذي يثير مخاوف الولايات المتحدة وأوروبا من عملاق جديد قادر على تغيير المعادلات العالمية التي ظلت ثابتة منذ عقود.